أَلا هَلْ فَتَحْتَ مِنَ الشَّوْقِ بَابَا | |
|
| وَخَاطَبْتَ مَنْ لا يُطِيقُ الخِطابَا |
|
فَما فِي مَلامِكَ طَارَحْتَ رُشْداً | |
|
| وَلا أَنْتَ فِيهِ اهْتَدَيْتَ الصَّوابَا |
|
فَدَعْ ذا المَلامَ فَبِرُّكَ عِنْدِي | |
|
| أَراهُ بِماءِ العُقُوقِ مُشَابَا |
|
وَدَعْنِي وَحُبِّي لأَسْما فَإِنِّي | |
|
| أَرَى حُبَّها مَذْهَباً لَنْ يُعابَا |
|
أَأَسْلُو هَواها وَقَدْ صارَ لَحْمِي | |
|
| طَعَاماً إِلَيْهِ وَماءً شَرابَا |
|
وَإِنِّي وَإِنْ عَذَّبَتْنِي اعْتِماداً | |
|
| لَمُسْتَعْذِبٌ فِي هَواها العَذابَا |
|
وَكَمْ لِيَ مِنْ لَوْعَةٍ قَدْ شَكاها | |
|
| فُؤادٌ عَلَى لاهِبِ الجَمْرِ ذابَا |
|
هِيَ الشَّمْسٌ لَكِنَّما هِيَ شَمْسٌ | |
|
| تَحُلُّ الخِيامَ مَعاً وَالقِبابَا |
|
فَما رَقْرَقَتْ لَحْظَها قَطُّ إِلاَّ | |
|
| بِأَسْهُمِهِ فِي فُؤادِي أَصابَا |
|
تُرِيكَ سَنا البَدْرِ مِنْها إِذا ما | |
|
| أَزالَتْ هُنالِكَ عَنْها النِّقابَا |
|
فَفِي الحَرِّ تُشْبِهُ كانُونَ طَبْعاً | |
|
| وَتُشْبِهُ فِي زَمَنِ البَرْدِ آبَا |
|
إِذا أَنا قَبَّلْتُ لَمْ أَدْرِ طَلْعاً | |
|
| أُقَبِّلُ أَمْ لُؤْلُؤاً أَمْ حَبابَا |
|
أَغارُ عَلَى ناعِمِ الجِسْمِ مِنْها | |
|
| إِذا هِيَ أَلْقَتْ عَليْهِ الثِّيابَا |
|
وَأَحْسُدُ عُودَ البَشامِ إِذا ما | |
|
| تَرَشَّفَ فِي الثَّغْرِ مِنْها الرُّضابَا |
|
فَيا فَوْزَهُ إِذْ جَرَى فِي لَماها | |
|
| وَقَبَّلَ مِنْها الثَّنايا العِذابَا |
|
خُذْ الحَزْمَ يا صاحِ فِي كُلِّ أَمْر | |
|
| تَجَشَّمْتَهُ صُحْبَةً وَارْتِكابَا |
|
وَإِيَّاكَ صُحْبَةَ خِلٍّ إِذا ما | |
|
| غَدَوْتَ بِهِ لِلْمُهِمَّاتِ هَابَا |
|
وَخَالِلْ فَتَى الوُدِّ حَتَّى إِذا ما | |
|
| دَعَوْتَ لأَمْرٍ عَضِيلٍ أَجابَا |
|
يُوالِيكَ فِي كُلِّ أَمْرٍ وَطَوْراً | |
|
| يُقاسِمُكَ الكَأْسَ شَهْداً وَصَابَا |
|
ثَبُوتٌ لِعَهْدِكَ إِنْ غِبْتَ عَنْهُ | |
|
| فَعَهْدُكَ لَوْ غِبْتَ ما عَنْهُ غابَا |
|
فَما كُلُّ ذِي صُحْبةٍ فِي البَرايا | |
|
| يَسُرُّ المُصاحِبَ فِيما أَصابَا |
|
فَكَمْ وارِدٍ فِي المَشارِيبِ ماءً | |
|
| وَلَمْ يَلْقَ ذلِكَ إِلاَّ سَرابَا |
|
وَلَيْلٍ سَرَيْنا بِهِ وَهوَ فِيما | |
|
| رأَيْناهُ فِي اللَّوْنِ يَحْكِي الغُرابَا |
|
كأَنَّ النُّجُومَ مَصابِيحُ زَيْتٍ | |
|
| تَلأْلأْنَ ثَجْثَجَةً وَاضْطِرابَا |
|
كَأَنَّ السَّماءَ صَفيحَةُ رأْسٍ | |
|
| يُطارِدُ فِيها المَشِيبُ الشَّبابَا |
|
وَقَدْ مَلَّتْ اليَعْمَلاتُ سُراها | |
|
| فَلَمْ يَتْرُكْ السَّيْرُ فِيها هِبابَا |
|
بِداوِيَّةٍ ما بِها مِنْ أَنِيسٍ | |
|
| يُؤَنِّسُ مَنْ مَرَّ فِيها الأُبابَا |
|
وَلُذْ بِالمَلِيكِ عَرارٍ سَلِيلِ | |
|
| فَلاحٍ إِذا نابَكَ الدَّهْرُ ثابَا |
|
فَذلِكَ لِلمُسْلِمِينَ مَلاذٌ | |
|
| إِذا الدَّهْرُ أَنْشَبَ ظُفْراً وَنابَا |
|
مَلِيكٌ إِذا ما تَجَلَّى بِدَسْتٍ | |
|
| رأَيْتَ الجَلالَ عَلَيْهِ حِجابَا |
|
تَمَنَّحْهُ إِنْ شِئتَ فِي كُلِّ أَمْرٍ | |
|
| تَجِدْهُ أَعَزَّ المُلُوكِ جَنابَا |
|
وَإِنْ أَنْتَ كَيَّفْتَهُ كانَ فِي الكَوْ | |
|
| نِ غَيْثاً وَلَيْثاً مُهابَا |
|
يَقُودُ إِلَى الوَفْدِ فِي كُلِّ يَوْمٍ | |
|
| جِمالاً ضِخاماً وَخَيْلاً عِرابَا |
|
سَحابُ النَّدَى وَالعَطا مِنْ يَدَيْهِ | |
|
| تُخَجِّلُ يَوْمَ النَّوالِ السَّحابَا |
|
غَمامٌ تَجَلْجَلَ بِالجُودِ غَيْثاً | |
|
| حَكَى الغَيْثَ جَلْجَلَةً وَانْسِكابَا |
|
وَلَوْلاهُ ما أَشْرَقَ المُلْكُ وَجْهاً | |
|
| وَلا الدَّهْرُ بَشَّ وَلا العَيْشُ طابَا |
|
أَحاطَ سَماءَ المَعالي بِعَزْمٍ | |
|
| مِنَ الصَّارِمِ العَضْبِ أَمْضَى ذُبابَا |
|
سَجاياهُ فِي النَّاسِ كَافَتْ فَكانَت | |
|
| عَلَى مُسْتَحِقِّ العِقابِ عِقابَا |
|
أَقامَ لأَهْلِ النَّكالِ نَكالاً | |
|
| وَأَهْدَى لأَهْلِ الثَّوابِ ثَوابَا |
|
إِلَيْكَ ابْنَ نَبْهانَ جاءَتْ تَخُطُّ | |
|
| عَلَى الطُّرْقِ مِثْلَ الكِتابِ كِتابَا |
|
إِذا جَرَّرَتْ فِي الطَّرِيقِ سُطُوراً | |
|
| رأَيْتَ المِدادَ دَماً وَلُعابَا |
|
وَ أَنْتَ اصْطَفَتْكَ اخْتِياراً وَخَلَّتْ | |
|
| جَمِيعَ الوَرَى جَفْوَةً وَاجْتِنابَا |
|
وَجاءَتْ بِرَكْبٍ لِلُقْياكَ جابُوا | |
|
| عَمارَ البِلادِ مَعاً والخَرابَا |
|
وَلَوْلاكَ ما فارَقُوا قَطُّ أَهْلاً | |
|
| وَلا أَزْمَعُوا رِحْلَةً وَاغْتِرابَا |
|
فَشُكْراً لَكَ اليَوْمَ لا الجُودُ أَوْدَى | |
|
| وَلا مُرْتَجِي فَيْضَ كَفَّيْكَ خابَا |
|