صحَتِ العَواذلُ والمُتيَّمُ ما صحا | |
|
| وازْداد شوقُ المُستهام فَبَرَّحا |
|
وبَدَتْ خَفيّاتُ الهَوى ثم اغْتَدَت | |
|
| حِزَقُ الظَّعائنِ كالسَّفائنِ جُمَحَّا |
|
رُفعَتْ بموّشِي الخدورِ وأَودعت | |
|
| بيضاً ربائبَ كالأهلّةِ وضُحَّا |
|
من كلِّ فاتِرَة الجُفونِ عزيزةٍ | |
|
| أحلى من الرّشأ الأَغَنّ وامْلحا |
|
منعَ الوشُاةُ بنا الوداعَ وأَوشكت | |
|
| عَبراتُ عينك أنْ تفيض فَتَسْفَحا |
|
نحْن الفداءُ لهنَّ من ظُعُنٍ إذا | |
|
| راح المطيُّ بها تجُوب الصَّحصَحا |
|
قَضَتَ النَّوى بالبين واتَّخَذَ الهوى | |
|
| للبيضِ مأوىً في القُلوبِ ومَسرحا |
|
كيفَ القَرارُ وما اصطبارُ متيّمٍ | |
|
| قلقٍ إذا أَمْسى الأحبَّةُ نُزَّحا |
|
ما كانَ أَحسَن عيشَنا والبينُ لم | |
|
| يَطْرَح بنا وبآلِ عمْرَة مَطْرَحا |
|
ومسارح الغزلان من بُرْق الحمى | |
|
| تلْقى الظباءَ بها رباربَ سُخَّا |
|
من كلِّ عاطِلَةٍ بجبيدٍ جَدايةٍ | |
|
| أَدْماءَ مُزْجِيّةٍ أَغنَّ موشَّحا |
|
يا صاحبَيَّ تَمنيَّا فلَعلَّني | |
|
| أَجِدُ التَعَلُّلَ بالتَّمَني أَرْوّحا |
|
وأَنا المُوكَّلُ بالصَّبابةِ كُلَّما | |
|
| دَعَتِ الحَمائم في الأصائلِ نُوَّحا |
|
والرّيحُ شَجْوي أَن يَهُبَّ نسيمُها | |
|
| والبَرْقُ دائي أَن يَلوحَ فيُلْمَحا |
|
نأتِ المسافةُ بيننا فَلوْ انَّني | |
|
| غَيلانُ كلَّفَها لَمِيَّةَ صَيْدَحا |
|
فأكونَ ليْلي بالدَّجى متلفّعاً | |
|
| وأَرى نَهاراً بالسُّموم مُلَوّحا |
|
مثلَ اْمرىءٍ سَلَّى هُموم فؤادِه | |
|
| وقَضى اللبُّانَةَ واغْتدى وتَرَوّحا |
|
وأَفاده من سُبُلَ القَنا مُتَطَلَّباً | |
|
| وأَصابَ في طُرقِ الفَتى متَندَّحا |
|
لكنّني قلِقُ العَزيمةِ لم تَجد | |
|
| نفْسي إلى جهَة التَغرُّب مَطْمَحا |
|
وأَقْمتُ مُرْتضِعاً مَطالبَ من بني | |
|
| نَبْهانَ مُنْتَجةً وأُخرى لُقَّحا |
|
وحَلَلْتُ بينَهُم معاقلَ بُذَّخاً | |
|
| قد أَنشأو فيها غمائمَ دُلَّحا |
|
أَمحمّدُ بنَ أَبي الحُسَين بَدَا لنا | |
|
| مُتَبَلِّجا في الدَّستِ أَم شَمْسُ الضُّحى |
|
هذا أَبو عَبْدِ الاله وحَالُهُ | |
|
| مثل الغمامةِ بل أَراه أَسْمَحا |
|
عايَنْتُ ابيَضَ بالبهاءِ مُتّوَّجا | |
|
| ومُطَوّقاً ومُنَطَّقاً ومُوشّحاً |
|
جادتْ سَحائبُ راحتتْه بوابلٍ | |
|
| ملأَ المسايلَ سيُلهُ والأَبطحَا |
|
ولَدَيه مُنْتَجعُ المُطالبِ يُرتْعى | |
|
| كلأً إذا نبَت المَراعي صَوّحا |
|
وإِذا امروءٌ حُرم النَّجاحَ لِحَاجَةٍ | |
|
| أَزْجى حوائِجَهُ إليه فأنْجَحا |
|
تَجدُ الوفودُ لدَيهِ وجْهاً مشرقاً | |
|
| ويداً مُنْوَّلَةً وصَدراً أَفْيَحا |
|
لمحمد بن أَبي الحسَين مَحَاسنٌ | |
|
| كالنُّور بلّلَهُ النَّدى فَتَفتّحا |
|
|
|
| كالمسك شيبت بالمحامد نُفَّحا |
|
شَرَفاً بني نبهانَ بالحَسب الذي | |
|
| أَمسى لكم في العالمين وأَصْبحا |
|
شَهِدَت سعاداتُ البلاد بفَضْلكم | |
|
| وبمجدكم نَطق الزَّمان فأفصَحا |
|
وَجَدَ الوفودُ الزائرونَ جَنابكم | |
|
| أَندى وأَجدى للْنُزولِ وافْسَحا |
|
وصفاتكم بالمكرماتِ وبالنَّدى | |
|
| تَركت ركابَ الوَفد حَسرى طُلّحا |
|
شَرِقَ العَدُّو وغَصَّ منْكُم بالشَّجا | |
|
| وأَطابّ برّكم الوَليُّ وأَفلحا |
|
أَحْرَزْتُم الشَرفَ الرّفيع مُسَلّماً | |
|
| وحويّتم الحَسَبَ الصَّريح مُصحَّحا |
|
وكرُمتُم وعُزَزْتم وَجَلّلْتُمُ | |
|
| من أَنْ يَعيبَ مُعارضٌ أَو يَقْدَحا |
|
وَحَمت عُلاكُم العَتيكُ بعزَّةٍ | |
|
| وشَكيمةٍ للْدَهر من أَنْ يجْمَحَا |
|
لحمايَةِ الأَزْدِ الغطارفِة الأُلى | |
|
| لنبيّهم كانوا أَعَزَّ وأَنصْحا |
|
مثل الأسُود على الصُقور تَرَاهُمُ | |
|
| شِيباً وقد ركبوا الجيادَ القُرَّحَا |
|
أَمحمد ابنَ أَبي الحسَين لقد أَتى | |
|
| عن فضْلكَ الحَقُّ المُبينَ مُصرّحا |
|
أنت الحقيقُ بكُل ذكرٍ صالحٍ | |
|
| ويَحق أنْ يُثْنى عَلَيكَ وَتُمدَحا |
|
أنت الذي في الجَد يُنفقُ مالَه | |
|
| وتَعدُّ نفسَكَ بالفَضيلةِ أريحَا |
|
والصَّفْحُ دأْبُكَ للْجُناة كأنَّما | |
|
| تخْتارُ أنْ يُجنْى علَيكَ وتَصفَحا |
|
وإِذا وَزَنتُكَ بالبريَّةِ في النَّدى | |
|
| وبَسالةً خَفّت وكُنْتَ الأَرْجَحَا |
|
ومُنافسٍ لكَ في المكارِم والعُلى | |
|
| لما رآكَ على السّماكِ تَزَحْزَحَا |
|
ويَظَنّكَ القَمَرَ المُنير مُعاينٌ | |
|
| فإِذا تَبَيّنَ حُسنَ وجْهكَ سبّحَا |
|
لا زالَ ربعُك بالسّلامة آمناً | |
|
| وذَراكَ مَعْمُوراً وحَوْضُكَ مُطْفَحَا |
|
وبقيْتَ ممْنوحاً من الأشياء ما | |
|
| وافقْتَهُ اشْهى إِليكَ وأَصلحَا |
|