بِذاتِ المَكارِمِ ذاكَ الأَلَم | |
|
| وَفي اللَهِ مانابَ تِلكَ القَدَم |
|
فَرَوَّعَ حَتّى نُجومَ العَلاءِ | |
|
| وَضَعضَعَ حَتّى سَماءَ الكَرَم |
|
مُهِمٌّ تَعاطى رُكوبَ السُرى | |
|
| فَصَمَّمَ يَطرُقُ حَتّى أَلَم |
|
وَوافى يُقَلِّصُ أَذيالَهُ | |
|
| لِيَعبُرَ لُجَّةَ بَحرٍ خِضَم |
|
وَهابَ فَأَلقى عَلى وَجهِهِ | |
|
| قِناعَ سَوادِ الدُجى وَاِلتَثَم |
|
وَأَمَّ يَدِبُّ دَبيبَ الكَرى | |
|
| وَيَمشي الضَراءَ بِذاكَ الحَرَم |
|
وَلِلسَعدِ طَرفٌ بِهِ كالِئٌ | |
|
| يُراعي الهِزبَرَ وَيَحمي الأَجَم |
|
فَما طَرَقَ الحَيَّ حَتّى اِتَّقى | |
|
| وَلا اِستَقبَلَ المَجدَ حَتّى اِحتَشَم |
|
وَوَلّى يَكُدُّ الخُطى خَشيَةً | |
|
| وَيَحذَرُ مِمّا اِجتَرى وَاِجتَرَم |
|
فَلا زالَ يَرمي فَيُصمي العِدى | |
|
| وَتَكتَنِفُ اِبنَ عِصامٍ عُصَم |
|
هُمامٌ لِعَينِ الهُدى ناظِرٌ | |
|
| بِهِ وَلِوَجهِ العُلى مُبتَسَم |
|
|
| فَبَرقٌ يُشامُ وَرَوضٌ يُثَم |
|
وَفاتَ الرِياحَ وَطالَ الرِماحَ | |
|
| فَطَولٌ عَميمٌ وَطولٌ عَمَم |
|
يَمُدُّ بِغُرِّ الأَيادي يَداً | |
|
| تَصاحَبَ فيها النَدى وَالقَلَم |
|
فَيَمحو مِدادَ سَوادِ الرَجا | |
|
| بِما فاضَ مِن ماءِ بيضِ النِعَم |
|
وَيَكتُبُ وَالخَطبُ مُستَفحِلٌ | |
|
| فَيَدفَعُ في صَدرِ ماقَد أَهَم |
|
فَيا رُبَّ حَيَّةِ وادٍ رَقى | |
|
| هُناكَ وَرُقعَةِ وَشيٍ رَقَم |
|
فَفي وَجهِ مَكرُمَةٍ غُرَّةٌ | |
|
| تُنيرُ وَفي أَنفِ مَجدٍ شَمَم |
|
وَإِنّا إِذا ما تَصَدّى الصَدى | |
|
| لَنَكرَعُ في ماءِ تِلكَ الشِيَم |
|
وَنَسري وَقَد قَرَّ لَيلُ السُرى | |
|
| فَنَقبَسُ مِن نارِ ذاكَ الفَهَم |
|
وَلَسنا وَآراؤُهُ أَنجُمٌ | |
|
| نَضِلُّ وَغُرَّتُهُ بَدرُ تَم |
|
فَما شِئتَ مِن سَيِّدٍ أَيِّدٍ | |
|
| يَصُدُّ العِدى وَيَسُدُّ الثُلَم |
|
يَغارُ وَيَمنَعُ مِن غارَةٍ | |
|
| فَيَحمي الحَريمَ وَيَرعى الحُرَم |
|
وَيَغشى النَدِيَّ بِخُلقٍ نَدٍ | |
|
| تَرى الماءَ يَجري بِهِ مِن عَلَم |
|
فَهَضبَةُ حِلمٍ إِذا ما اِحتَبى | |
|
| وَقِسطاسُ عَدلٍ إِذا ماحَكَم |
|
يَسيرُ بِهِ الحَقُّ سَيرَ القَطا | |
|
| فَيَقضي وَيَمضي مُضِيَّ الخُذُم |
|
يُسَدِّدُ حَتّى صُدورَ القَنا | |
|
| وَيَضرِبُ حَتّى رُؤوسَ البُهَم |
|
وَيَهجُرُ في اللَهِ حَتّى الكَرى | |
|
| وَيَألَفُ في اللَهِ حَتّى نَعَم |
|
وَحَسبُكَ مِن أَوحَدٍ أَمجَدٍ | |
|
| تُباهي بِهِ العُربُ صيدَ العَجَم |
|
سَنِيُّ العَطايا حَفِيُّ التَحايا | |
|
| عَلِيُّ السَجايا وَفِيُّ الذِمَم |
|
يُنَوِّرُ بِالبِشرِ أَخلاقَهُ | |
|
| وَيَجري بِكَفَّيهِ ماءُ الكَرَم |
|
وَيَهتَزُّ لِلضَيفِ خُدّامُهُ | |
|
| وَتُعدي سَجايا المَوالي الخَدَم |
|
فَزُرهُ تَزُر رَوضَةً غَضَّةً | |
|
| وَحَيِّ تَجِد هِزَّةَ الغُصنِ ثَم |
|
وَدَع عَنكَ مِن جاهِلٍ ذاهِلٍ | |
|
| كَأَنَّكَ حَيَّيتَ مِنهُ صَنَم |
|
فَما ظُلمَةُ الجَهلِ إِلّا عَمىً | |
|
| وَلا نَبوَةُ الفَهمِ إِلّا صَمَم |
|
وَلا شَرَفُ المَرءِ غَيرُ النُهى | |
|
| وَإِلّا فَحَيثُ الوُجودُ العَدَم |
|
وَلا العِزُّ إِلّا اِعتِقالُ القَنا | |
|
| وَضَربُ الطُلى وَاِعتِسافُ الظُلَم |
|
وَجَوبُ الفَجاجِ وَخَوضُ الهُياجِ | |
|
| وَشَقُّ العَجاجِ وَوَطءُ القِمَم |
|
وَحَسبُ الدُمى وَالعِدى أَنَّني | |
|
| رَشَفتُ اللِمى وَخَضَبتُ اللِمَم |
|
وَأَكرَهتُ صَدرَ القَنا وَالظُبى | |
|
| فَهَذا تَثَنّى وَذاكَ اِنثَلَم |
|
وَأَقبَلتُ وَجهَ الرَدى أَدهَماً | |
|
| رَمَيتُ الصَباحَ بِهِ فَاِدلَهَمّ |
|
كَأَنّي وَقَد رَثَّ ثَوبُ الدُجى | |
|
| رَتَقتُ بِهِ خَرقَهُ فَاِلتَأَم |
|
وَلَيلٍ قَدَحتُ بِهِ عَزمَةً | |
|
| قَدَحتُ الظَلامَ بِها فَاِضطَرَم |
|
وَأَوطَأتُ أَحشاءَهُ أَشقَراً | |
|
| كَأَنّي نَفَختُ بِهِ في ضَرَم |
|
كَأَنّي وَقَد خَبَطَ اللَيلُ بي | |
|
| قَدَحتُ بِهِ شُعلَةً في فَحَم |
|
وَيا رُبَّ لَيلٍ جَنِيِّ المُنى | |
|
| شَهِيِّ اللَمى مُستَطابِ اللَمَم |
|
لَهَوتُ وَدونَ اِلتِماحِ الصَباحِ | |
|
| ظَلامٌ سَجا وَغَمامٌ سَجَم |
|
يُمَدُّ الشَرابُ بِبَردِ الرُضابِ | |
|
| وَجِنحُ الظَلامِ بِسودِ اللِمَم |
|
وَقَد كَتَمَ اللَيلُ سِرُّ الهَوى | |
|
| وَنَمَّت بِما اِستَودَعَتهُ النَسم |
|
وَأَهدى إِلى الرَوضِ نَشرُ الصَبا | |
|
| سَلاماً يَلُفُّ فُروعَ السَلَم |
|
تَحَمَّلَ مِن شُكرِ قاضي القُضاةِ | |
|
| ثَناءً تَجَسَّمَ طيباً فَنَم |
|
أَرِقتُ أَغوصُ عَلى دُرِّهِ | |
|
| وَقَد ماجَ بَحرُ الدُجى وَاِلتَطَم |
|
وَقَد وَقَفَ اللَيلُ لا يَهتَدي | |
|
| فَتَخطو بِهِ لِلثُرَيّا قَدَم |
|
وَغامَ فَأَجهَشَ حَتّى بَكى | |
|
| سُحَيراً وَأَبرَقَ حَتّى اِلتَدَم |
|
وَلَمّا تَرَنَّمتُ أَطرَبتُهُ | |
|
| بِما صُغتُ أُطريكُمُ فَاِبتَسَم |
|
فَيا شَمسَ سَعدٍ إِذا ما اِعتَزى | |
|
| وَكَوكَبَ رَجمٍ إِذا ما اِعتَزَم |
|
أَبى طَودُ عِزِّكَ مِن أَن يُضامَ | |
|
| وَأَبطَحُ خُلقِكَ مِن أَن يُذَم |
|
وَإِنّي وَمَجدِكَ ما راقَني | |
|
| كَمَجدِكَ أَعزِز بِهِ مَن قاسَم |
|