لَكَ اللَهُ مِن بَرقٍ تَراءى فَسَلَّما | |
|
| وَصافَحَ رَسماً بِالعُذَيبِ وَمَعلَما |
|
إِذا ما تَجاذَبنا الحَديثَ عَلى السُرى | |
|
| بَكيتُ عَلى حُكمِ الهَوى وَتَبَسَّما |
|
وَلَم أَعتَنِق بَرقَ الغَمامِ وَإِنَّما | |
|
| وَضَعتُ عَلى قَلبي يَدَيَّ تَأَلُّما |
|
وَما شاقَني إِلّا حَفيفُ أَراكَةٍ | |
|
| وَسَجعُ حَمامٍ بِالغُمَيمِ تَرَنَّما |
|
وَسَرحَةُ وادٍ هَزَّها الشَوقُ لا الصَبا | |
|
| وَقَد صَدَحَ العُصفورُ فَجراً فَهَينَما |
|
أَطَفتُ بِها أَشكو إِلَيها وَتَشتَكي | |
|
| وَقَد تَرجَمَ المُكّاءُ عَنها فَأَفهَما |
|
تَحِنُّ وَدَمعُ الشَوقِ يَسجِمُ وَالنَدى | |
|
| وَقَرَّ بِعَيني أَن تَحِنَّ وَيَسجُما |
|
وَحَسبُكَ مِن صَبٍّ بَكى وَحَمامَةٍ | |
|
| فَلَم يُدرَ شَوقاً أَيُّما الصَبُّ مِنهُما |
|
وَلَمّا تَراءَت لي أَثافِيُّ مَنزِلٍ | |
|
| أَرَتني مُحَيّا ذَلِكَ الرَبعِ أَهيَما |
|
تَرَنَّحَ بي لَذعٌ مِنَ الشَوقِ موجِعٌ | |
|
| نَسيتُ لَهُ الصَبرَ الجَميلَ تَأَلُّما |
|
فَأَسلَمتُّ قَلباً باتَ يَهفو بِهِ الهَوى | |
|
| وَقُلتُ لِدَمعِ العَينِ أَنجِد فَأَتهَما |
|
وَخَلَّيتُ دَمعي وَالجُفونَ هُنَيهَةً | |
|
| فَأَفصَحَ سِرٌّ ما فَغَرتُ بِهِ فَما |
|
وَعُجتُ المَطايا حَيثُ هاجَ بِيَ الهَوى | |
|
| فَحَيَّيتُ مابَينَ الكَثيبِ إِلى الحِمى |
|
وَقَبَّلتُ رَسمَ الدارِ حُبّاً لِأَهلِها | |
|
| وَمَن لَم يَجِد إِلّا صَعيداً تَيَمَّما |
|
وَحَنَّت رِكابي وَالهَوى يَبعَثُ الهَوى | |
|
| فَلَم أَرَ في تَيماءَ إِلّا مُتَيَّما |
|
فَها أَنا وَالظَلماءُ وَالعيسُ صُحبَةٌ | |
|
| تَرامى بِنا أَيدي النَوى كُلَّ مُرتَمى |
|
أُراعي نُجومَ اللَيلِ حُبّاً لِبَدرِهِ | |
|
| وَلَستُ كَما ظَنَّ الخَلِيُّ مُنَجِّما |
|
وَما راعَني إِلّا تَبَسُّمُ شَيبَةٍ | |
|
| نَكَرتُ لَها وَجهَ الفَتاةِ تَجَهُّما |
|
فَعِفتُ غُراباً يَصدَعُ الشَملَ أَبيَضاً | |
|
| وَكانَ عَلى عَهدِ الشَبيبَةِ أَسحَما |
|
فَآهٍ طَويلاً ثُمَّ آهٍ لِكَبرَةٍ | |
|
| بَكَيتُ عَلى عَهدِ الشَبابِ بِها دَما |
|
وَقَد صَدِئَت مِرآةُ طَرفي وَمِسمَعي | |
|
| فَما أَجِدُ الأَشياءَ كَالعَهدِ فيهِما |
|
وَهَل ثِقَةٌ في الأَرضِ يَحفَظُ خِلَّةً | |
|
| إِذا غَدَرا بي صاحِبانِ هُما هُما |
|
كَأَن لَم يَشقُني مَبسِمُ الصُبحِ بِاللِوى | |
|
| وَلَم أَرتَشِف مِن سُدفَةٍ دونَهُ لَمى |
|
وَلَم أَطرُقِ الحَسناءَ تَهتَزُّ خوطَةً | |
|
| وَتَسحَبُ مِن فَضلِ الضَفيرَةِ أَرقَما |
|
وَلا سِرتُ عَنها أَركَبُ الصُبحَ أَشهَباً | |
|
| وَقَد جِئتُ شَوقاً أَركَبُ اللَيلَ أَدهَما |
|
وَلا جاذَبَتني اَلريحُ فَضلَ ذُؤابَةٍ | |
|
| لَبِستُ بِها ثَوبَ الشَبيبَةِ مُعلَما |
|