أَرَأيُكَ أَمضى أَم حُسامُكَ يَقطَعُ | |
|
| وَمرآكَ أَبهى أَم حَديثُكَ يُسمَعُ |
|
وَكُلٌّ لَهُ في جانِبِ المُلكِ مَسلَكٌ | |
|
| كَريمٌ وَمِن نَفسِ الإِمارَةِ مَوقِعُ |
|
لَكَ الخَيرُ ما أَهداكَ وَالسَهمُ صائِبٌ | |
|
| يَطيشُ وَما أَعداكَ وَالخَيلُ تُمزَعُ |
|
وَلا غَيرَ أَطرافِ الأَسِنَّةِ مِقوَلٌ | |
|
| يُبينُ وَلا غَيرَ الفَرائِصِ مِسمَعُ |
|
وَما الوَشيُ حُسناً غَيرَ بيضِ مَحاسِنٍ | |
|
| لَبِستَ عَلى عِطفَي عُلاكَ وَتَخلَعُ |
|
وَلا النَجمُ نَأياً غَيرَ ذُروَةِ مَعقِلٍ | |
|
| تَذودُ العِدى عَن جانِبَيهِ وَتَمنَعُ |
|
تَفوتُ رَجاءَ المُرتَجينَ وُعودُهُ | |
|
| وَيَدنو بِهِ سَعدُ الأَميرِ فَيَطمَعُ |
|
أَحَطتَ بِهِ حَصرَ الإِحاطَةِ مُضعِفاً | |
|
| تُزَلزِلُ مِن أَركانِهِ وَتُضَعضَعُ |
|
وَأَمطَرتَهُ غَيثاً مِنَ العَيثِ واكِفاً | |
|
| يُظاهِرُهُ وَبلٌ مِنَ النُبلِ يَهمَعُ |
|
تَضُمُّ جَناحَ الجَيشِ حَولَيهِ ضَمَّةً | |
|
| تَكادُ بِها أَضلاعُهُ تَتَقَعقَعُ |
|
فَكَم ضَربَةٍ فَوهاءَ ثَمَّ وَمُقلَةٍ | |
|
| جَرَت هَذِهِ تَدمى وَهاتيكَ تَدمَعُ |
|
وَلا بَأسَ إِلّا مِن سُيوفِكَ تُنتَضى | |
|
| وَلا سَعدَ إِلّا في رِماحِكَ تُشرَعُ |
|
وَهَل أَنتَ إِلا رَحمَةُ اللَهِ تَنكَفي | |
|
| عَذاباً عَلى أَهلِ المَعاصي فَتَقمَعُ |
|
فَكَم حِرزِ عِزٍّ قَد غَشيتَ بِبَطشَةٍ | |
|
| تُصِمُّ العِدى رَجّاتُها حينَ تُسمَعُ |
|
وَغادَرتَهُ مِن مَعقِلٍ وَهوَ مَعقَرٌ | |
|
| لِمُعتَقِديهِ مَصنَعاً وَهوَ مَصرَعُ |
|
فَأَنجَزَ فيهِ مَوعِدَ السَيفِ فاتِكٌ | |
|
| يَهونُ عَلَيهِ الجانِبُ المُتَمَنِّعُ |
|
وَأَهوى بِهِ طيبُ الحَديثِ فَنَشرُهُ | |
|
| يَخُبُّ بِهِ رَكبُ الثَناءِ وَيوضَعُ |
|
إِذا هَزَّ أَعطافَ المَعالي حَسِبتَهُ | |
|
| يُديرُ بِها كَأساً عَلَيهِ تُشَعشَعُ |
|
وَحَسبُكَ مِن فَلجٍ لِأَبيَضَ واضِحٌ | |
|
| يُعيدُ وَيُبدي في المَعالي فَيُبدِعُ |
|
وَيا رُبَّ جَيشٍ لِلعَدُوِّ كَأَنَّهُ | |
|
| عُبابُ خِضَمٍّ قاد طَمى يَتَدَفَّعُ |
|
عَرَضَت لَهُ وَاللَيثُ دونَكَ جُرأَةً | |
|
| فَأَجفَلَ إِجفالَ النَعامَةِ يَجزَعُ |
|
وَلَقَّيتَهُ ريحَ المَهابَةِ بارِحاً | |
|
| فَأَقلَعَ إِقلاعَ الغَمامَةِ تَقشَعُ |
|
وَأَدبَرَ لا يَلوي عَلى مُتَعَذِّرٍ | |
|
| حِذارَ فَتىً يَسري إِلَيهِ فَيُسرِعُ |
|
وَقَد جالَ دَمعُ القَطرِ في مُقلَةِ الدُجى | |
|
| وَلَفَّت نَواصي الخَيلِ نَكباءُ زَعزَعُ |
|
لَهُ مِن صُدورِ الأَعوَجِيَّةِ وَالقَنا | |
|
| شَفيعٌ إِلى نَيلِ الأَماني مُشَفَّعُ |
|
وَظَفَّرَهُ في مُلتَقى الخَيلِ ساعِدٌ | |
|
| أَلَفُّ وَقَلبٌ بَينَ جَنبَيهِ أَصمَعُ |
|
وَأَبيَضُ يَتلو سورَةَ الفَتحِ يُنتَضى | |
|
| وَيَستَقبِلُ الفَرق الكَريمَ فَيَركَعُ |
|
وَمُنجَرِدٌ ضَخمُ الجُزارَةِ أَوحَدٌ | |
|
| يَطيرُ بِهِ تَحتَ العَجاجَةِ أَربَعُ |
|
وَحَصداءُ تَزري بِالسِنانِ حَصينَةً | |
|
| وَوَجهٌ وَقّاحٌ بِالحَديدِ مُقَنَّعُ |
|
رَتَعَت عَلى حُكمِ السَماحِ بِرَبعِهِ | |
|
| وَمَربَعُ أَبناءِ السَماحَةِ مَرتَعُ |
|
وَعُجتَ عَلَيهِ عَوجَةَ الصَبِّ شاقَهُ | |
|
| بَريقٌ تَراءى آخِرَ اللَيلِ يَلمَعُ |
|
وَلَم أَرِدِ الأَوشالَ أَنقَعُ غُلَّةً | |
|
| وَيُمنى أَبي إِسحاقَ لِلبَحرِ مَنبَعُ |
|
وَهَضبَتُهُ أَحمى جَناباً لِخائِفٍ | |
|
| وَأَبطَحُهُ أَندى مُراداً وَأَمرَعُ |
|
فَمَن مِثلُ إِبراهيمَ وَالصُبحُ أَبلَجٌ | |
|
| وَمَن مِثلُ إِبراهيمَ وَالحَقُّ أَصدَعُ |
|
إِمامٌ تَدانى رَأفَةً وَسَما بِهِ | |
|
| إِلى المَجدِ بَيتٌ طاوَلَ النَجمَ أَروَعُ |
|
تَجَلّى وَمِن بَطحاءِ مَكَّةَ حَنَّةٌ | |
|
| إِلَيهِ وَلِلبَيتِ الحَرامِ تَطَلَّعُ |
|
تَرى لِقُرَيشٍ فيهِ بَرقَ مَخيلَةٍ | |
|
| يَلوحُ وَعِرقاً لِلخِلافَةِ يَنزَعُ |
|
أَما وَأَيادٍ أَنطَقَتني بِحَمدِهِ | |
|
| وَقَد طَوَّقَتني وَالحَمامَةُ تَسجَعُ |
|
لَئِن هُزَّ مِن أَرجاءِ حِمصَ مَسَرَّةً | |
|
| حَديثٌ بِمَلقاهُ إِلَيها يُرَجَّعُ |
|
لَقَد نابَ مِنّا وَالخُطوبُ مُمِضَّةٌ | |
|
| وَشيكُ نَواهُ وَالحَوادِثُ توجِعُ |
|
وَفارَقَني صَبري لِذِكرى فِراقِهِ | |
|
| وَشافَهَني قَبلَ الوَداعِ تَوَدُّعُ |
|
وَكُنتُ جَمادَ العَينِ أَجهَلُ ما البُكى | |
|
| فَعَلَّمَني داعي النَوى كَيفَ تَدمَعُ |
|
فَأَستَودِعُ اللَهَ الأَميرَ وَمُهجَةً | |
|
| أُشَيِّعُها في مَن هُناكَ أُشَيِّعُ |
|
وَهُنِّئتَها مِن دارِ مُلكٍ وَهُنِّئَت | |
|
| بِهِ مَلِكاً وَاللَهُ يُعطي وَيَمنَعُ |
|