ماذا عَلَيكَ وَقَد نَأَيتَ دِياراً | |
|
| لَو طافَ بي ذاكَ الخَيالُ فَزارا |
|
وَنَظَمتُ مِن قُبَلٍ بِصَفحَةِ جيدِهِ | |
|
| عِقداً وَقَد لَبِسَ العِناقَ شِعارا |
|
فيمَ التَعَلُّلُ في هَواكَ وَقَد طَوى | |
|
| مِنّي الضَنى وَبِكَ النَوى أَسرارا |
|
وَلَرُبَّما مَنَّ النَسيمُ بِنَفحَةٍ | |
|
| تَندى عَلى كَبِدٍ تَذوبُ أُوارا |
|
وَسَأَلتُ فيكَ اللَيلَ عَن سِنَةِ الكَرى | |
|
| حَتّى أَجابَني الصَباحُ سِرارا |
|
وَسَحَبتُ أَردانَ الظَلامِ عَلى السُرى | |
|
| طولاً وَمزَّقتُ الذُيولَ عِثارا |
|
وَوَطِئتُ دونَ الظَبيِ غابَةَ ضَيغَمٍ | |
|
| غَيرانَ أَنجَدَ في الوَعيدِ وَغارا |
|
أَذكى الدُجى عَن نَظرَةٍ ناراً كَما | |
|
| هَزَّ الفَلا عَن زَأرَةٍ أَقطارا |
|
فَصَمَمتُ عَنهُ وَقَد سَمِعتُ حَمامَةً | |
|
| فَاِغرَورَقَت عَيني لَها اِستِعبارا |
|
هَزَّت كَهَزّي نَصلَ سَيفي لَوعَةً | |
|
| فَرَقَقتُ حاشِيَةً وَرَقَّ غِرارا |
|
وَمَلَأتُ جَفني عَبرَةً وَلَرُبَّما | |
|
| أَبكَيتُهُ فَجَرى دَماً مَوّارا |
|
وَصَبا إِلَيها أَسمَرٌ أَعدَيتُهُ | |
|
| فَلَوى مَعاطِفَهُ لَها تَخطارا |
|
وَإِذا رَقى وَرقاءَ تَحسِبُ مُقلَةً | |
|
| زَرقاءَ لَم تُطبِق لَها أَشفارا |
|
وَمَشى يَتيهُ بِها اِختِيالاً أَجرَدٌ | |
|
| في شُقرَةٍ لَو سالَ سالَ نُضارا |
|
تَستَرقِصُ الأَعطافَ مِن طَرَبٍ بِهِ | |
|
| شِيَةٌ تَدورُ عَلى العُيونِ عُقارا |
|
لَو كُنتَ شاهِدَهُ وَقَد مَلَأَ الفَضا | |
|
| رَكضاً وَسُدَّ عَلى الكَمِيِّ قِفارا |
|
لَرَأَيتَ في ما قَد رَأَيتَ وَقَد بَدا | |
|
| ناراً تَكونُ إِذا جَرى إِعصارا |
|
أَستَعطِفُ الأَسماعَ إِطراءً لَهُ | |
|
| في صورَةٍ تَستَعطِفُ الأَبصارا |
|
وَغَمامَةٍ نَشَرَت جَناحَ حَمامَةٍ | |
|
| وَالبَرقُ قَد نَسَجَ الظَلامَ نَهارا |
|
مُتَأَلِّقٌ صَدعَ الدُجى وَسَقى الثَرى | |
|
| فَاِبيَضَّ ذا نوراً وَذا أَنوارا |
|
في أَجرُعٍ خَلفَ الرَبيعُ بِهِ اِبنَهُ | |
|
| كَرَماً فَأَخصَبَ رَبوَةً وَقَرارا |
|
هَفَتِ الصَبا مِنهُ بِمَسرى ديمَةٍ | |
|
| هَطلاءَ قَرَّ بِها العَجاجُ وَقارا |
|
وَكَفَت فَسالَت فِضَّةً وَلَرُبَّما | |
|
| طَبَعَت بِكُلِّ قَرارَةٍ دينارا |
|
نَثَلَت بِهِ زُرقُ النِطافِ سَوابِغاً | |
|
| زُرقاً وَجَرَّدَتِ الشِعابُ شِفارا |
|
فَكَأَنَّما فُلَّت هُناكَ كَتيبَةٌ | |
|
| فَرَمَت بِهِ عَنها السِلاحَ فِرارا |
|
أَرضٌ هَبَطَت بِها سَماءً طَلقَةً | |
|
| وَخَبَطتُ مِن سَدَفٍ بِها أَنوارا |
|
عاطَيتُ ذِكرَ أَبي الحُسَينِ بِها السُرى | |
|
| رَيحانَةً يَشَتَمُّها مِعطارا |
|
وَسُلافَةً خَفَّت بِنا طَرَباً لَها | |
|
| وَاِستَرقَصَت مِن فِتيَةٍ وَمَهارى |
|
عَبِثَت بِها سِنَةُ الكَرى فَتَمايَدَت | |
|
| في مُلتَقى أَسحارِها أَشجارا |
|
وَلَرُبَّما سالَت أَباطِحُها بِها | |
|
| في مُنتَحى أَنهارِها أَنهارا |
|
أَأَبا الحُسَينِ وَما دَعَوتُ مُصَغَّراً | |
|
| بِأَبي الحُسَينِ وَقَد دَعَوتُ كُبارا |
|
أَعزِز عَلَيَّ وَقَد حَلَلتَ عَلاقَةً | |
|
| بَينَ الجَوانِحِ أَن شَحَطَت جِوارا |
|
وَشَرِقتُ فيكَ بِعَبرَةٍ مَشبوبَةٍ | |
|
| كَالبَرقِ يَقدَحُ في الغَمامَةِ نارا |
|
وَعُلاكَ لَو سَمَحَ الزَمانُ بِلَيلَةٍ | |
|
| مِنهُ لَظَلَّ بِصَفحَتَيهِ عِذارا |
|
تَثني مَعاطِفَها اِهتِزازَ بَشاشَةٍ | |
|
| تَترى وَخَفَّ بِها السُرورُ وَقارا |
|
فَاِستَهجَنَت حَملَ الثُرَيّا تومَةً | |
|
| وَاِستَصغَرَت لُبسَ الهِلالِ سِوارا |
|
وَعَسى الزَمانُ وَإِن عَسا في حالَةٍ | |
|
| يَحنو فَيَدنو بِالوَزيرِ مَزارا |
|
فَمِنَ المُنى وَهوَ الغَزالَةُ سُنَّةً | |
|
| لَو أَنَّني كُنتُ الهِلالَ سِرارا |
|
طُلتَ المَدائِحَ طولَ أَروَعَ ماجِدٍ | |
|
| فَلَبِستَها حُلَلاً عَلَيكَ قِصارا |
|
وَكَفاكَ أَنَّكَ مِن بُدورِ مَعاشِرٍ | |
|
| طَلَعوا لِأَوَّلِ لَيلَةٍ أَقمارا |
|
وَلَئِن عَدَتني عَنكَ كُلُّ تَنوفَةٍ | |
|
| يَهفو لَها قَلبُ السَرابِ حِذارا |
|
فَلَرُبَّما طَرَقَت جَنابي فِتيَةٌ | |
|
| كَرُموا جِواراً في العُلا وَنِجارا |
|
نُجَباءُ تَخفِقُ في ظُهورِ نَجائِبٍ | |
|
| ما إِن تَضِلُّ وَقَد مَثَلنَ مَنارا |
|
صَدَعَت بِهِم سُجفَ الظَلامِ أَجادِلٌ | |
|
| لَزِمَت بِهِم أَكوارَها أَوكارا |
|
فَسَرَت إِلَيَّ مَعَ الرِكابِ تَحِيَّةٌ | |
|
| عَقَدَت عَلَيَّ لَها العُلى أَزرارا |
|
هَزّازَةٌ ناءَت بِعَطفي عِزَّةٍ | |
|
| حَتّى جَرَرتُ عَلى المَجَرِّ إِزارا |
|
هَدَرَت جِنايَةُ صَرفِ دَهرٍ جائِرٍ | |
|
| نَفَضَ المَشيبَ بِعارِضَيَّ غُبارا |
|
فَإِذا حَنَوتُ فَلا سَلَوتُ فَإِنَّما | |
|
| أَنتَ القَريبُ وَإِن شَحَطتَ دِيارا |
|