شَأَوتُ مَطايا الصِبا مَطلَبا | |
|
| وَطُلتُ ثَنايا العُلى مَرقَبا |
|
وَأَقبَلتُ صَدرَ الدُجى عَزمَةً | |
|
| تُوَطِّئُ ظَهرَ السُرى مَركَبا |
|
فَجُبتُ إِلى سُدفَةٍ سُدفَةً | |
|
| وَخُضتُ إِلى سَبسَبٍ سَبسَبا |
|
وَقُلتُ وَقَد شاقَني مُلتَقى | |
|
| شَميمِ العَرارِ وَبَردُ الصَبا |
|
خَليلَيَّ مِن حِميَرٍ حَدِّثا | |
|
| أَخا شَيبَةٍ عَن لَيالي الصِبا |
|
وَبُلّا بِذِكرِ الهَوى غُلَّةً | |
|
| بِصَدرِ كَريمٍ صَبا ما صَبا |
|
وَلا غامَ ما غامَ حَتّى اِنجَلى | |
|
| فَأَضحى وَلا اِنقادَ حَتّى أَبى |
|
وَحَنَّ هَديلٌ عَلى بانَةٍ | |
|
| تَصَدّى خَطيباً بِها أَخطَبا |
|
فَأَذكَرَنا لَيلَةً بِاللِوى | |
|
| وَعَهداً بِعَصرِ الصِبا أَطرَبا |
|
وَماءً بِوادي الغَضا سَلسَلاً | |
|
| وَمُرتَبَعاً بِالحِمى مُعشِبا |
|
لَيالِيَ عَهدي بِنا فِتيَةً | |
|
| وَعَهدي بِأَحبابِنا رَبرَبا |
|
وَما كانَ أَعطَرَ تِلكَ الصَبا | |
|
| وَأَندى مَعاطِفَ تِلكَ الرُبى |
|
وَأَطيَبَ ذاكَ الجَنى رَوضَةً | |
|
| وَرَشفَةَ ذاكَ اللِمى مَشرَبا |
|
فَحَرَّكَ مِن ساكِنٍ كامِنٌ | |
|
| تَعاطي حَديثٍ يَحُلُّ الحُبى |
|
وَلَم يَكُ يَعرِفُني أَمرَداً | |
|
| طَريراً وَيَنكُرُني أَشيَبا |
|
فَكِدتُ وَدونَ الصِبا شَيبَةٌ | |
|
| أَجُرُّ هُنالِكَ ما أَذهَبا |
|
وَقُلتُ وَحُبُّ الدُمى ذَنبُهُ | |
|
| أَلا غَفَرَ اللَهُ ما أَذنَبا |
|
وَصَعَّدتُ عَن حُبِّهِ زَفرَةً | |
|
| يَكادُ لَها الصَدرُ أَن يَلهَبا |
|
وَأَغرَبَ مِن لَوعَةٍ مَدمَعٌ | |
|
| إِذا لَجلَجَت لَوعَةٌ أَعرَبا |
|
وَرَدعُ أَصيلٍ لَوى مَعطِفي | |
|
| فَفَضَّضتُ بِالدَمعِ ما ذَهَّبا |
|
وَشَعشَعتُ مِنهُ بِظَهرِ النَقا | |
|
| شَراباً أُرَقرِقُهُ أَصهَبا |
|
وَأَعوَلتُ أَندُبُ عَصراً خَلا | |
|
| وَقَصرُ اِبنِ سِتّينَ أَن يَندُبا |
|
وَشَبَّبتُ أَطرَبُ لا عَن هَوىً | |
|
| وَهَل يَطرَبُ المَرءُ إِن شَبَّبا |
|
لَكَ الخَيرُ شِختُ سِوى مِقوَلٍ | |
|
| نَبيلٍ يُذَهِّبُ ماهَذَّبا |
|
فَصارَ يُذَكِّرُني ما يَسُرُّ | |
|
| كَلامٌ إِذا ما طَرى طَرَّبا |
|
كَلامٌ يَجِدُّ بِلُبِّ الفُتى | |
|
| ذَهاباً إِذا شاءَ أَن يَلعَبا |
|
تَحَمَّلَ ماشاءَ مِن رِقَّةٍ | |
|
| فَحَيّا عَنِ المَشرِقِ المَغرِبا |
|
وَكادَ بِما فيهِ مِن بَلَّةٍ | |
|
| يَسومُ الصَحيفَةَ أَن تُعشِبا |
|
فَلِلَّهِ قَولِيَ ما أَهذَبا | |
|
| وَلِلَّهِ لَفظِيَ ما أَعذَبا |
|
وَلِلَّهِ دَرُّ أَخي سودَدٍ | |
|
| رَسا هَضبَةً وَسَرى كَوكَبا |
|
تَصوبُ السَماءُ إِذا ماحَبا | |
|
| وَيَمثُلُ رَضوى إِذا ما اِحتَبى |
|
وَتَعشو الضُيوفُ إِلى نارِهِ | |
|
| فَتَلقى هُناكَ أَلا مَرحَبا |
|
وَتَمضي بِهِ في الوَغى نَجدَةٌ | |
|
| مَضى السَيفُ في كَفِّهِ أَو نَبا |
|
فَتَرضى الصَوارِمُ عَنهُ أَخاً | |
|
| وَتَشكُرُ مِنهُ المَعالي أَبا |
|
وَقَد لَثَمَ النَقعُ أُسدَ الشَرى | |
|
| وَكَرَّت بِها الخَيلُ تَعدو تُبا |
|
فَلَم تَرَ إِلّا نَجيعاً جَرى | |
|
| وَرُمحاً تَشَظّى وَطِرفاً كَبا |
|
لَقَد عَرَفَت قَدرَهُ دَولَةٌ | |
|
| تُفَدّي بِهِ الأَكرَمَ الأَنجَبا |
|
وَتَعتَدَّهُ المُنتَقى المُتَّقى | |
|
| عَلى الخَيرِ وَالحُوَّلِ القُلَّبا |
|
تَقِلُّ الوِزارَةُ في حَقِّهِ | |
|
| وَتَنزِلُ عَن قَدرِهِ مَنصِبا |
|
تَطولُ السَماءُ بِآبائِهِ | |
|
| وَتُحصي بِهِم كَوكَباً كَوكَبا |
|
وَتَنقادُ غُرُّ المَعالي لَهُ | |
|
| فَيَقتادُها مِقنَباً مِقنَبا |
|
وَيَلأَمُ شَتّى العُلى وَالحِلى | |
|
| عَلى حينَ أَصبَحنَ أَيدي سَبا |
|
وَحَسبُ المُنى أَن سَرى مَوعِدٌ | |
|
| كَفيلٌ بِنَيلِ المُنى مَطلَبا |
|
تَوالَت رِقاعُكَ تَترى بِهِ | |
|
| وَشُكري لَها مَوكِباً مَوكِبا |
|
وَغَيرِيَ مَن غَرَّهُ مَوعِدٌ | |
|
| يَشيمُ بِهِ بارِقاً خُلَّبا |
|
فَخُذها إِلَيكَ تَهُزُّ الفَتى | |
|
| وَمِن شيمَةِ الراحِ أَن تُطرِبا |
|
خَصَصتُ الأَخَصَّ بِها أَثرَةً | |
|
| وَحَيَّيتُ بِالأَطيَبِ الأَطيَبا |
|
وَسُمتُ البَراعَةَ أَن تَنكَفي | |
|
| وَذُلقَ اليَراعَةِ أَن تَكتُبا |
|
وَأَجرَيتُ مِن مُدَّةٍ أَدهَماً | |
|
| وَوَقَّرتُ مِن مُهرَقٍ أَشهَبا |
|
تَرَكتُ القُلوبَ لَهُ مَربَطاً | |
|
| وَصَدرَ النَدِيِّ بِهِ مَلعَبا |
|