
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| شتاء القيامة ربيع الفرح |
| الإهداء: للشهيد سعيد الحوتري مُنَفِّذ عملية تل أبيب في . |
| ولمَّا استُبيحَ المكانُ استَبَحْتَ الزّمانَ.. |
| ولمَّا استغاثَ الزّمانُ ملكْتَ الزّمامَ |
| عشقْتَ المكانَ الذي في العيونِ أقامْ. |
| وجئْتَ لتَصْنَعَ فجراً، وترفدَ نهرَ الضياءِ |
| وهاأنْتَ تُبْدِعُ عصراً غيوراً |
| فهلْ نَقْفِزُ الآنَ حتَّى يحينَ المخاضُ؟ |
| أخيراً أتيْتَ، فهلاَّ ملكْنا الرصيد.. |
| وهلاَّ انكفَأْنا، وعُدْنا بعيداً لكشفِ الحسابْ. |
| أتيْتَ إلى شاطِئٍ عجَّ بالمومِساتِ |
| فلم تشكُ.. لم تبكِ.. لم تَلْعَنِ الوقْتَ، |
| جِئْتَ كنسمَةِ صيفٍ |
| تلامِسُ خِدْرَ الدموعِ |
| تُجَفِّفُ حزْناً أقامَ طويلاً أمامَ الخيامِ |
| وفوقَ المنابرْ.. |
| أراك تردِّدُ في الفجرِ عَذْبَ الكلامِ، وعَذْبَ القصائدْ.. |
| سأحْمِلُ روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الرّدى |
| رأيْتُ الزّمانَ يعكِّرُ صَفْوَ النّجوم |
| يُكابرُ، يلهَثُ حتَّى انبلاجِ الإشارةْ.. |
| وأنْتَ تُرَتِّلُ مايَتَيَسَّرُ منْ سورةِ الإنْشِراحْ.. |
| وهبَّ المكانُ يهزُّ المحيطاتِ ليلاً |
| يُجَمِّعُ عشقاً نديّاً |
| يُراقِصُ ناراً |
| يُباعِدُ بينَ النهودِ وبينَ الشِفاهْ.. |
| ويَشْرَبُ نَخْبَ الشهادهْ .. |
| وفي ليلةٍ منْ ربيعِ التفتُّحِ |
| أطلَقْتَ لحنَ البراءةِ |
| حتَّى رأينا الإلهَ دَليلاً |
| إذا ماأردْنا البداية.. |
| لبسْتَ رداءَ الولادةِ |
| واجتزْتَ بوَابةً للخلودِ المعانِدْ.. |
| فإمَّا حياةٌ تسرُّ الصديقَ وإمَّا مماتٌ يغيظُ العدى.. |
| ولمَّا استفاقَ السّلاحُ على وَقْعِ فرعٍ نقيٍّ |
| ودوَّتْ حناجِرُ لامَسَتِ المُسْتَحيلَ |
| وكانَ الصدى يَسْتَفِزُّ الحضورَ النيامَ |
| وما مِنْ أَثَرْ.. |
| وزهْرُ شبابِكَ يُشْعِلُ وَرْدَ المقابِرِ |
| صَدْرَ الحبيبهْ .. |
| ذهبْنا نُجفِّفُ دمعاً رأيْتَهُ يبكي |
| ويحكي بدايةَ كلِّ الحكايةْ.. |
| أتينا نُجالِسُ نَزْفاً تَغَسَّلَ حتَّى يبوحَ لنا |
| عن سنينَ أقامَتْ على عتباتِ المخافرْ.. |
| سمعْتُكَ تهتِفُ للنارِ |
| للرأسِ فوقَ الرؤوسِ مسارٌ: |
| إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةْ فلا بدَّ أن يَسْتَجيبَ القدرْ |
| ولمَّا أدرْنا الظهورَ ونحنُ نغنِّي |
| عَضَضْنا أصابعَنا |
| بَعْدَ أنْ ضاعَ منَّا الحسامُ |
| فلم تبق إلاَّ الدموعُ سبيلا |
| ومَنْ قالَ أنَّ الدموعَ ستمنَحُ فجراً |
| وتبني الممالكْ؟ |
| ألسْتَ الشقيَّ الذي شقَّ صَدْرَ الموانئْ؟ |
| فلمَّا صَحَوْنا سمعْنا نداءَ الإلهِ: |
| تبارَكَ ذاكَ الجهادُ المشعُّ |
| وذاكَ الصَّبيُّ النّديُّ |
| وقد لَمْلَمَ الجرْحَ عندَ انحسارِ الرجوله .. |
| ولمَّا دُهِشْنا |
| نهضْنا نقصِّفُ جَذْعَ الولاءِ |
| نجزِّئ كلَّ زقاقٍ وكلَّ حديثٍ وكلَّ لقاء |
| ورُحْنا وراءَ الجدالِ نسافرْ .. |
| أتيْتُكَ ليلاً |
| ومَنْ لي سواكَ إذا ما ادلهمَّ الطريقُ؟ |
| سمعتُكَ بينَ الصغارِ وبينَ الطيورِ |
| وبينَ الدفاترْ |
| ولا بدَّ للَّيْلِ أنْ يَنْجلي ولا بدَّ للقيدِ أن ينكسرْ |
| ولمَّا استكانَ العدوُّ |
| وأيْقَنَ أنَّ الأمورَ تسيرُ كما يَشْتهي في الظلامِ |
| ولمَّا تجمَّعَ دمعُ القرابةِ بين الرمالِ |
| ولم نجنِ إلاَّ الكلامَ |
| ورحْنا نردِّدُ في سرِّنا: ياحرامْ .. |
| بُعِثْتَ رسولَ انتماء لهذا الترابِ |
| برزْتَ حصاناً جموحاً |
| أتيْتَ لتوقظَ جمرَ الشتاءِ |
| وقفْنا نغازِلُ فيكَ النبوءةَ بعدَ افتقادِ الوسيله .. |
| أراكَ تخاصِرُ زغرودة الأمِّ |
| تلثِمُ حضْناً هداكَ لكلِّ الفصولِ |
| هداكَ ليومٍ شبيهٍ بيومِ القيامهْ .. |
| وذاكَ أبوكَ رآك تشعُّ |
| تضيءُ الشواطئَ بعدَ امتدادِ المسافةِ |
| قبلَ انكسارِ الرياحِ |
| مَضيْتَ لتُشْعِلَ حزناً تَخَبَّأ بينَ البراغي |
| وبين السكاكينِ، |
| حاصَرْتَ كلَّ زوايا الغوايه .. |
| تقدِّمُ عَذْبَ انتمائِكَ قبلَ السَّفَرْ .. |
| وها أنْتَ ترفضُ صمتي |
| وتبذرُ عشقَكَ فوق الرمالِ وفوق السماءِ |
| وتلك خطاكَ ستورَقُ حبّاً بطعمِ الدماءِ |
| متى نكسرُ الخوفَ فينا؟ |
| متى نَعْتَلي قامة السالكينَ دروبَ السِّياده ..؟ |