عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > محمود محمد أسد > عبرة أندلسية

سورية

مشاهدة
832

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عبرة أندلسية

الشطر الأول عَبْرَة أندلسيَّه
محمود أسد
كأنَّ الأمْرَ حلمٌ لا يرائي
فهَلْ للحزنِ أن يغتالَ شوقي؟
أيا عَبَقَ المشاعرِ، كيف أشدو
لتلكَ الأرضِ أقتطِفُ المعاني
وذا قصرٌ يُثيرُ وميضَ شعري
ألم نقرأْ إلى الدّنيا نشيداً
ألم نقطفْ مِنَ الحمراءِ حبّا؟
ألم يجلسْ على الشرفاتِ نجمٌ
هي الأحجارُ تُنْطِقُ ما تبقّى
أتسمَحُ لي حجارَتُها بلثمٍ
أقرِّبُ خافقي منها، عساني
هنا جَمَعَتْ جهابذةً وقالتْ:
هنا رقصَتْ، هنا أبدَتْ لماها
لِمَ الحرفُ الغريبُ نوى اشتعالي؟
فعُدْتُ إلى القصورِ، فشاط دمعي
فلاحقني شريطٌ من عهودٍ
أعودُ إلى البعيدِ أردُّ دَيْنا
وقلَّبْتُ الصحائفَ، بعضُ سطرٍ
وحمَّلني عتابا من هجيرٍ
وكنْتَ المستكين لشهوةٍ، ما
جريْتَ وراءَ أنفاسِ الغواني
فأرطُنُ لا يراني غيرُ صوتي
أشافِهُهُنَّ يبدين انبهاراً
ظلالُ الياسمين تنوبُ عنّي
أسيرُ بلا لسانٍ، حيثُ أسلو
فأشربُ من نهيل الأمسِ حزناً
هنا غرناطةٌ، حاورْتُ جدِّي
أسائله الجوابَ، فلا يراني
وأُدْلي عند قرطبةٍ بسُؤْلي
تلوّتْ غصَّتي قالَتْ: أنا مَنْ
أيأخذني إلى نخلٍ وكرمٍ؟
أيمضي الوقتُ مصحوباً برجمي
تعودُ إليَّ قرطبةٌ، وصمْتي
أتشكو بعضَ ما يجري، فأرنو
أجل لبسَ الهوى ثوباً سقيماً
فلا فيروز ردّتْ ما أضَعْنا
هنا امتشقَ الضياءُ نبوغَ قوم
أيأتي الشعرُ إزكاءً لأمسٍ
أناديها فترمقني بلحظٍ
ألامِسُ ظلَّ أغصانِ الصبايا
أحاكي كلِّ دربٍ في طريقي
وردَّتْني إلى المجد المشادِ
أليسَ الأمسُ معسولَ القيادِ؟
أيكشِفُ سرَّهُ سَيْلُ المدادِ؟
وفي شفتيَّ أوجاعُ البلادِ؟
فتُطْفِئني المنى قبل اتّقادي
وتي آياتُ مَنْ لهمُ الأيادي
لأندلسٍ، غدا من غير شادِ
تبدَّى لي نميراً في البوادي
أطلَّ على الورى بعدَ الرّقادِ
وفي خَلَدي تواشيحُ الودادِ
ففي الأحجارِ أفكارُ العبادِ
أصلّي، لم أجدْ صوت المنادي
تنادَوا للصّلاةِ وللحصادِ
كأنَّ الوقتَ مسروقُ السُّهادِ
لمَ الآمالُ في ركنِ المزادِ؟
لجأْتُ إلى الحدائق بانفرادي
ألاطِفها فتأتي كالجرادِ
وهل لي دفعُ دينٍ في ازديادِ؟
ترجَّاني الرّجوعَ إلى العتادِ
وقال: أضعتُمُ حسَّ الجهادِ
لها من باعثٍ غيرُ الفَسادِ
أدرْتَ الظّهرَ عن همِّ العبادِ
وتدمع مقلتايَ بلا انسدادِ
ويُظْهِرْن اللّمى من غيرِ ضادِ
بإلقاء السّلامِ لكلِّ غادِ
عن الأحلامِ، ثغرُ الضّادِ صادِ
نديّاً موقظا جمرَ انتقادي
وجدِّي مُعْلِنٌ فصل الحدادِ
أيُطْلِقُني سفيراً للرّمادِ
فترهقني السِّتارةُ والتّمادي
رآني يبكِ إخراسَ المنادي
ففي الحمراءِ ضيَّعني عنادي
فذهني في المنافي دون هادِ
على محرابِها أزكى اعتقادي
خجولاً لا يرى جريَ الجيادِ
ففي غرناطةٍ ضَيَّعْتُ زادي
وسلَّمَنا نزارٌ للمِدادِ
هنا كتَّمْتُ أوجاعَ ارتيادي
تخلَّى عن قوانين الحيادِ؟
وتأخذني بعيداً عن سعادِ
وفي الحمراء بعضي وامتدادي
أتحسَبُني ضَلَلْتُ صُوى الرَّشادِ
محمود محمد أسد
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2011/03/06 08:08:03 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com