عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > محمود محمد أسد > الشريط المعاد

سورية

مشاهدة
873

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الشريط المعاد

مرّةً أخرى بكيْنا
شكَّلَ الدَّمْعُ سيولاً
أينعَتْ في كلِّ وادٍ
فارتوتْ منها البوادي والروّابي
غَيْرَ أنّي لم أجدْ فيها زئيراً
يقلَعُ الجسرَ، ويجري للمدى دونَ مراره..
***
مرَّة أخرى تناسَيْنا جراحاً
دبَّجوها ببديعِ القولِ يوماً
زيَّنوها بأزاهير القصائدْ.
نسجوها منْ دموعِ الصَّبْرِ والآمالِ،
والصَّبْرُ أمامي صارَ قانوناً
وعِلْما حاكَ عمري بمهاره ..
صادَرَ الوقتَ، وأبدى عذرَهُ دونَ إشاره...
***
مَرّةً أخرى غفلْنا
وشُرِّدْ نا في الدروب المستعاره.
يأكلُ الذئبُ دجاجي، ونعاجي
يأكلُ البيضَ وكرّاسي،
ويمشي لحقولِ النفطِ فظّاً
قادَ موتاً في اختيالٍ للمنابعْ .
شَرِبَ الماءَ، ولاك الأرضَ
والكلُّ على مرأىً
ورأسُ القومِ ساكتْ ...
مرَّةً أخرى يقودُ الرأسَ فينا
والمواشي والحواشي
ثمَّ يدعوهمْ لتقسيم الغنائم .
أكلَ الأخْضَرَ واليابسَ منَّا
لعقٍ الأعرافَ والقانونَ
هلاَّ بَعْدَ هذا مَنْ يخالِفْ؟؟
نَهَك الأرضَ ومَنْ دبَّ عليها
نَشَرَ الرُّعْبَ على كلِّ الجوانبْ
قد صَحَوْنا فلجأْ نا للملاهي والملاعبْ
***
مرَّةً أخرى ننادي رؤساءَ النومِ والجهلِ
وندعو للعشائرْ
جمِّعوا الصفَّ وكونوا
مستعدِّينَ لتتفِ الشَّعْرِ،
قذفِ العرضِ
كونوا أوصياءَ البؤسِ مِنْ بعدِ الشتا ئمْ ..
جمِّعوا الناسَ وآلاتِ الإنارة .
ردِّدوا، أيْ ردِّدوا عَذْبَ العبارهْ .
***
مرَّةً أخرى يصيرُ النَّسْرُ صرصوراً وفارا....
يصبِحُ الجَّلادُ قزماً
يختفي في حلزوناتِ المجاري
وسراديبِ القذاره
كانَ بالأمسِ شديداً وعَصِيَّاً
لقَّنَ الناسَ دروساً
سطَّروها بدماءٍ ودموعٍ
بعد هذا صارَ شيخاً وإماماً ورضيَّاً
في بلادي هَرَبَ الأمنُ
وحلَّ الذُّعْرُ فينا
خفقاتُ القلبِ تخشى أن تجاهرْ
عَبَراتُ الناسِ نامَتْ في المآقي
وحروفُ الحبِّ تبقى في الدفاترْ ...
في بلادي وَجَعُ الكرسيِّ داءٌ لا يُجارى
نَفَخَ الفَرْدَ فأضحى مستشاراً
وخبيراً وذكيّاً ونبيَّاً لا يُبارى ..
مرَّةً أخرى نعيشُ العمرَ بؤساً وسرابا
فَهَرَبْنا من دروسِ الأمسِ
أمْسَتْ في التكايا والأغاني
وقواريرِ العطاره..
نَشْرَبُ الآلامَ والحلمَ خموراً
ومسافاتُ الأماني أغلقوها
زرعوها بالضغائنْ
كلَّلوها كلَّ وَغْدٍ ومُخاتِلْ ..
***
مرَّةً أخرى يجافيني صديقي
ربَّما كان صديقي
فصديق اليومِ أمسى مستعاراً
وصديقي رائعٌ إن جاءهُ المدحُ
وإطراءٌ على مَسْمَعِ حفلٍ
يقلب الصدقَ نفاقاً ودثارا ...
يا بلادي أنتِ نبضي
يا صديقي أنْتَ دربي
في عيوني سيلُ حزنٍ
وعيوني مِنْ لظاهمْ
لَمْلَمَتْ جرحاً وهامَتْ في الأماني
دثَّروها برصاصِ الغَدْرِ،
والنَّخْلُ عليها حطَّ رَطْباً
يرتوي من دجلةِ العشقِ
ومن نيل البشائرْ
ذاكَ قلبي يقبضُ النارَ ويُسْقى
من وعيدِ الأمسِ جمراً وخساره...
***
تلك مائي وحقولي
تلك بغدادُ وقدسُ الروحِ،
إنِّي في رحيقِ الحبِّ أحبو
مُسْتعيناً برموشِ المقبلِ الآتي
دروبي فَقَدَتْ طهرَ البكاره.
حمَّلوها دَمَ إخواني
وناموا في ارتخاءٍ
واستباحوا كعبتي يا للخسارةْ...
واستباحوا كعبتي يا للخسارةْ...
محمود محمد أسد
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2011/01/26 05:36:08 مساءً
التعديل: الجمعة 2011/01/28 12:10:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com