
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| تقاعد السّيوف |
| محمود أسد |
| لمرفأِ عَيْنَيْكِ أعْدَدْتُ مَتْنَ البيانِ |
| وأتقَنْتُ صنعَ المجاديفِ |
| جمَّعْتُ شِعْري وخيلي |
| وُقدْتُ القبائلْ |
| إليكِ يحِنُّ الزمانُ المسافرُ فيَّ |
| فأعشقُ همسَ الصفاءِ |
| وعزفَ السنابلْ |
| إليكِ تراءى المكانُ المهاجُر فينا |
| فأمسى الشتاءُ نحيفاً |
| يطلُّ غريباً على كلِّ باب يقول: |
| فأين السحابُ؟ وأين البيادر ..؟ |
| ولمَّا التقَيْنا على وَهْدَةِ الوقتِ تهْنا |
| تعانقَ موجُ الشفاهِ |
| وحرُّ العناقِ أعادَ الرسائلَ |
| كبَّرَ حدُّ الحسامِ أمامَ الجميعِ |
| وصَمْتُ الوليمةِ شاهدْ |
| سيُسْفِرُ عَنْ حزنِهِ قلبُ طفلٍ |
| تيقَّنَ أنَّ الدروبَ إليه تماطِلْ |
| شواطِىءُ تلك البلادِ البعيدةِ |
| في القلب تحيا |
| لقد أيْقَظَتْ ما تبقَّى من البعدِ منِّي |
| ولم ترمِ وعداًيُباغِتُ صبري |
| ولم تحكِ للنارِ أسرار تلك المخاوفْ . |
| تلاحقني ظلُّها في المساءِ يذوبُ |
| وفي التيهِ تشدو الحناجرْ |
| عليها تبيتُ العناكبُ |
| تنسجُ حصنَ الغوايَةِ |
| ترفَعُ للماءِ عذراً بليغاً |
| تدوِّنُ عشقاً على سطحِ بئرٍ |
| جفاها البنونَ |
| فأضحَتْ مقابر .. |
| أتدمَعُ عيناكَ يوماً |
| إذا مُسَّتا بالمجاعه؟ |
| أنا المستعيدُ ثيابَ البراءةِ |
| ُأسبلُ عينيَّ، |
| أُدْعى لحفلِ التقاعدِ |
| قد أدَّعي وَفْرَ خيرِ المواسمْ |
| وسيفي لقطعِ العجينِ مُعَدٌّ |
| أتى باكياً ثمَّ أبكى |
| وكانَتْ يداكَ على النَّصْل قطناً |
| وإسفنجُ عيني يعُبُّ المشاهِدَ |
| يجمعُ تصفيقَ كلِّ الحضور |
| هيَ الأمنيات تماهَتْ |
| وأضحَتْ سرابا .. |
| فسيفُ أبيك المذهَّبُ رهنُ الجدارِ، |
| ورَهْنُ الإشارةِ |
| يُهدى ليقطعَ ما كان في الحلقِ أحلى |
| وسيفُ العزيزِ مصابٌ بداءِ البطالةِ |
| ذاك الغبارُ عليه تنهَّدْ .. |
| ويشهدُ أنَّ الزمانَ نقيٌّ طهورٌ |
| وأنَّ المحيطَ تبدَّلْ |
| ويشهَدُ أنَّ الحديدَ حديدٌ |
| إذا كانتِ الكفُّ أقسى |
| لمرفأ عينيكِ أبحرْتُ |
| دلِّي فؤادي فسيفي تخشَّبْ |
| وزندي تحطَّبْ |
| ولم يبق إلاَّ لساني |
| قريباً سيُقْطَعْ . |