
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| لؤلؤ و محار |
كَحُورِيَّةِ البَحرِ أَنتِ .
|
فَنَامِي عَلَى شَاطِئِ القَلبِ |
| أَرخِي جَدَائِلَ شَعرَكِ فَوقَ رِمالِيَ |
| فَالقَلبُ وسعُ المَدَى . |
| تُحَلِّقُ فِيهِ النَّوَارِسُ، تَأوِي إِلَيهِ العَصَافِيرُ |
| مِن كُلِّ صَوبٍ |
| فَمَا اْختَارَ غَيرَكِ أَنتِ |
| مَنارَةَ أَموَاجِهِ التَّائِهَاتِ |
| ومِن ثَمَّ بَعدَكِ قَد أُوصِدا . |
| أَيَا اْمرَأَةً وَجهُهَا مِن حَلِيبِ الصَّبَاحِ |
| ووَجنَتُهَا مِن لَهِيبِ الجِرَاحِ |
| وفِي عَينِهَا عَندَلِيبُ التَّوَلُّهِ |
| قد غَرَّدَا |
| أَيَعذُبُ لَحنٌ إِذَا لَم تُجِزهُ لَمَاكِ، |
| ولَم تَبعَثِ الرُّوحَ فِيهِ |
| شِفَاهُ النَّدَى؟ |
| هُوَ النَّايُ صَوتُكِ |
| والشَّدوُ بَعدَكِ مَحضُ صَدَى . |
| أَرِيقِي بِسَمعِيَ تَرنِيمَةَ المَاءِ |
| حَتَّى يَعُودَ الرَّبِيعُ إِلَى قَفرِ أَيَّامِيَ البَاقِيَاتِ |
| يُعَوِّضَنِي عَن سِنِينَ مَضَت |
| .. دُونَمَا مُقلَتَيكِ .. |
| سُدَى . |
| كَحُورِيَّةِ البَحرِ أَنتِ . |
| فَمَاذَا سَتُبقِينَ لِلغَانِيَاتِ |
| ومَاذَا سَتَحكِي عُيُونُ القَصَائِدِ عَنكِ |
| وكُلُّ القَصَائِدِ لَيسَت عَلَى قَدرِ نَظرَةِ عَينٍ |
| بِهَا الشَّوقُ فِي خَافِقِي أُوقِدَا . |
| ومَاذَا تَقُولُ القَصَائِدُ |
| عَن سِندِبَادَ الذي ضَلَّلَتهُ المَرَافِي |
| فَأَلقَت بِهِ فِي جَحِيمِ الفَيَافِي |
| وبَردِ المَنَافِي |
| وتَحتَ ضُرُوسِ الرِّيَاحِ السَّوَافِي |
| يُصَارِعُ رِيحاً فَتَلقَاهُ أُخرَى |
| ومَا مِن نَهَارٍ سِوَاكِ |
| يَمُدُّ إِلَيهِ اليَدَا . |
| كَحُورِيَّةِ البَحرِ أَنتِ . |
| فَقُولِي بِمَن جَعلَ الحُسنَ حِكراً عَلَيكِ |
| ومَن أَسكَنَ النُّورَ فِي مُقلَتَيكِ: |
| أَجِئتِ مِنَ البَحرِ |
| أَم أَرسَلَتكِ السَّمَاءُ إِلَيَّ |
| فَسَاقَ الضِّيَاءُ خُطَايَ إِلِيكِ .؟ |
| أَجِئتِ |
| تُعِيدِينَ رَسمَ خَرِيطَةَ عُمرِي الذي ضَاعَ |
| بينَ سرابٍ و حرِّ صَدَى . |
| كَحُورِيَّةِ البَحرِ أَنتِ . |
| وأَحلامُكِ الخُضرُ مِثل عَصَافِيرِ قَلبِكِ |
| أَكبَرُ مِن فَارِسٍ |
| غَادَرَ الصَّيفُ أَحلامَهُ لِلخَرِيفِ |
| فَتَوَّجَ هَامَتَهُ بِالبَيَاضِ |
| وجَاءَكِ يَركَبُ خَيلَ الأَمَانِي |
| فَضُمِّيهِ للصَّدرِِ |
| ضُمِّيهِ أَكثَرَ |
| كَي يُولَدَا |
| كَحُورِيَّةِ البَحرِ أَنتِ . |
| وإِنِّي عَشِقتُ البِحَارَ التي مَنَحَتْهَا عُيُونُكِ |
| زُرقَتَهَا |
| واْرتَقَى المَوجُ صَهوَتَها |
| كَانَ مِثلَكِ يَصخَبُ حِيناً، و يَهدَأُ حِيناً |
| ويَحبُو كَطِفلٍ صَغِيرٍ لِحِضنِكِ |
| كَي يَرقُدَا . |
| وأَعشَقُ تِلكَ المَحَارَةَ |
| إِذ خَبَّأتْكِ السِّنِينَ الطِّوالَ عَنِ النَّاسِ |
| لُؤلُؤةً |
| لَم تَطَلْهَا يَدُ البَحرِ قَبلِي |
| ولَن تَستَطِيعَ سَبِيلاً إِلَيهَا |
| يَدُ البَحرِ بَعدِي |
| فَإِنَّ حَيَاتِي مُقَابِلَ إِطلالَةٍ مِنكِ |
| يَا شَهرَ زَادَ البِحَارِ، فدا |
| وإِنِّي عَشِقتُ النَّخِيلَ الذي دَاعَبَ الغَيمَ |
| لَمَّا عَطفتِ عَلَيهِ |
| ويُمنَاكِ كَم رَبَّتَت في حَنَانٍ عَلَى كَتِفَيهِ |
| فَجَاءَكِ يَسعَى |
| ويُلقِي السَّلامَ عَلَي مَوكِبِ النُّورِ |
| مَوكِبِ مَن مَنَحَتهُ الشُّمُوخَ |
| فَلامَسَ مِن تَوِّهِ الفَرقَدَا |
| وإنِّي عَشِقتُكِ يَا شَهرَ زَادَ القَصِيدةِ |
| عِشقِي لِنِيلكِ فِي خَافِقِي خُلِّدا |
| فَأَنتِ النِّهَايَةُ و المُبتَدَى |
| وأَنتِ الهُدَى |
| وحُورِيَّةُ القَلبِ أَنتِ . |