تَدَفَّق دُموعاً أَو دَماً أَو قَوافيا | |
|
| مَآتِمُ أولى الناسِ بِالحُزنِ هاهِيا |
|
أَيَجمُلُ أن تُنعى الفَضائلُ لِلوَرى | |
|
| وَلم تكُ في الباكينَ وَيحكَ باكِيا |
|
اغَرَّكَ من بَعضِ اللَيالي سُكونُها | |
|
| فَبِتَّ قَريراً ناعِمَ البالِ هانيا |
|
لقد سَكَنَت لكن لِتُرهِفَ لِلوَغى | |
|
| دقائِقَ من ساعاتها وَثوانيا |
|
إلا إِنَّ بينَ الكاسِ والفَم فُرجةً | |
|
| لِرَكضِ عظيماتٍ تُشيبُ النَواصِيا |
|
فنَبِّه رَقيقاً من حِذاركَ كلَّما | |
|
| رَأَيت بِأطرافِ الفُؤادِ أمانيا |
|
محمدُ دورُ العِلمِ كانَت أَواهِلاً | |
|
| بِفضلِكَ ما بينَ الأَنام زَواهِيا |
|
فَصَبَّحَها إِلّا من الحُزنِ وَالأَسى | |
|
| عَليكَ القَضاءُ المُستَبِدُّ خواليا |
|
فَما لِلرَدى لا باركَ اللَهُ في الرَدى | |
|
| أَحالَ بَشيرَ الأَمسِ في الكَونِ ناعِيا |
|
بِرَغمِ الحجا وَالمجدِ أَن مسَّك البِلى | |
|
| بِسوءٍ فَأَضحى عودكَ الصُلبُ ذاوِيا |
|
وَأَن أُقفِلَ البابُ الذي كنتَ عندَه | |
|
| تُقابِلُ مَلهوفا وَتَرصُدُ شاكيا |
|
محمَّدُ من لِلدّين يحرُسُ حَوضَه | |
|
| وَيَدرَأُ بَينَ الناس عنه العَواديا |
|
تعرَّضَ قَومٌ لِلكتابِ وَأَثخَنوا | |
|
| صراحَتَه شَرحاً عن القَصدِ نائِيا |
|
فَأَرسَلتَ فيهِ نَظرَةً نَفَذَت إلى | |
|
| صَميمِ مُرادِ اللَهِ إِذ قُمتَ هاديا |
|
وَوَفَّقتَ بين الشَرعِ وَالعَقلِ بَعدَما | |
|
| قد اعتَقَد الإِلفانِ أَلّا تَلاقيا |
|
وَرُبَّ أُناسٍ حارَبوا دينَ أحمدٍ | |
|
| فَثرتَ عليهم ثَورَةَ اللَيثِ عادِيا |
|
وَقَفتَ وَأَقلامُ الغوايَةِ شُرَّعٌ | |
|
| وَأقلامُ أهلِ الحقِّ تَرنو سواهيا |
|
وَأَفحَمتَ بِالبُرهانِ كلَّ مُناضِلٍ | |
|
| لو انَّك لم تَغضَب لَزادَ تَمادِيا |
|
فَفاءُوا إلى الحُسنى ولو لَم تَحُجُّهُم | |
|
| لَعادَت زَئيراً صَيحَةُ القَومِ داوِيا |
|
هنيئاً لهُم فَليَحملوا حَمَلاتِهم | |
|
| فقد أَصبحَ المَيدان بعدَكَ خالِيا |
|
محمدُ وَفَّيتَ المُروآتِ حقَّها | |
|
| وَقمتَ إِليها في حياتِكَ داعِيا |
|
وَعلَّمتَ أهلَ العُرفِ في العُرفِ أوجُهاً | |
|
| لها غُرَرٌ مَشهورَةٌ ومعانِيا |
|
وَعالَجتَ أمراضَ القُلوب بحكمَةٍ | |
|
| تَرى ظاهراً مِن خَلفِها البُرءَ صافِيا |
|
وَأَودَعتَ في الطلّابِ أجزاءَ مُهجَةٍ | |
|
| تَرى العِلمَ إِن لم يَعلُ بالمرءِ هاذِيا |
|
مَناقِبُ إن عُدَّت تَضَوَّعُ بَينَنا | |
|
| كَأنّا اتَّخَذنا ساحةَ الرَوضِ نادِيا |
|
ألا نَم معَ الأَبرارِ في الخُلدِ ناعِماً | |
|
| فكم بِتَّ فينا ساهِرَ العَزمِ عانِيا |
|
جُزيتَ عن الإِسلام ما أنتَ أهلُه | |
|
| فقد كُنتَ سَيفاً في يَدِ الحَقِّ ماضِيا |
|