عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > محمود محمد أسد > وتريات من مقام النشاز

سورية

مشاهدة
922

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وتريات من مقام النشاز

وتريّات من مقامات النّشاز
. مقام حصد الجمر
مِنْ دَمِ الوقْتِ، حَصَدْنا جَمْرَ نجوانا،
ورُحْنا نتمطَّى في التّكايا
بَعْدَ لأَْيٍ نَحْتَسي نَخْبَ أسانا
ننسجُ الدّمعَ،
ونسقي ما تبقَّى
من شموعٍ أطفأتْ ريحَ هوانا
مقام الوهم …
لأجلكَ يا فتى، سُلِبَتْ خيوطُ الفجرِ
واستَلْقى على أبوابِ أوهامي
سماسِرَةٌ يبيعون النَّدى والفجرَ،
عِنْدَ الخَطْبِ يرمون المُدى،
فنرى البيانَ رصاصةً
لا تُحْسِنُ العَزْفَ البريْءَ
ولا تريك غدي
إذا جئتُمْ بغير صدىً
فلا تأتوا بأكفاني
ولا تحكوا لأحفادي …
مقام المماطالة …
على وجع القلب قمْنا
رَقَصْنا لينهضَ فينا السَّناءُ ..
ونمتمْ طويلاً على جرحنا،
والجراحُ وليمهْ ……
فذاك المساءُ أتى ساخراً، حائراً
يُعْلِنُ الرّجفةَ التستبيحُ جسوراً
منَ الغَدْرِ والصَّمْتِ
تزرَعُ سوسنةً للسّنين الّتي ماطَلَتْ
في البدايةِ حتَّى النّهايةْ …
مقام الملوحة ..
عَزَفْنا على وتر الوحْدَةِ المُسْتباحةِ
حتّى النّخاعِ،
وحتّى انتحارِ الرجاءِ……
أتَتْ بَعْدَ دهرٍ رمالاً وصوتاً عجوزاً
حبيساً علاه النَّشازُ
وصوتُ المؤذِّنِ
راحَ يغرِّدُ للصَّمْت والخوفِ
أَعْدَمَ في السِّرِّ والجهرِ صّوْتَ الجهادِ،
وحقَّ الجهادِ على الخانعينَ،
لِيَرْضى،
وترضى ملوحَةُ عَصْرٍ
يضجُّ بحمّى البغاثِ
أتَوْا في الظّلام بغير دثارٍ،
بغير حدودٍ .
أخيراً بغيرِ بذارِ …
مقام الصُّمّ
وَقْعُ الكلامِ على السّيوفِ مسافةٌ
للحزنِ والتّهويل،
والفجرُ الوليدُ حكايةٌ
أو غصَّةٌ، صاغوا حروفَ العشقِ فيها
من ندى …
غُصْنُ البدايةِ مورِقٌ
والأقحوانُ صحيفةٌ
أعلَنْتُ فيها المبتدا …
أدْلَيْتُ بالنَّغَم الحزين فأَوْمَأَتْ روحي
بما يبقى لديهمْ مِنْ عِبَرْ ..
ثمَّ استدارَتْ للسَّنابلِ والزهورِ
وأنْشَدَتْ:
أَيْقِظْ شعوري يا حجرْ!!
اِمدُدْ يديكَ لمَنْ بذرْ!!
هَلْ تَبْعَثُ الحرفَ المشعَّ لمنْ نَظَرْ؟!
هذا القصيدُ على الدّروب مُغَرّدٌ
بين الجراحِ مقامُهُ ..
وعلى الدّفاترِ دَمْعُهُ ..
فهوَ الرّصاصُ وجُلُّنا
لا يَسْمعُ ..
مقام الرّياء
العابثون صادروا رياحَهُمْ
واستسلموا
شُلَّتْ رماحُهمْ،
فناموا حقبةً وحقبة
لم يعلموا ما كان من أمرٍ،
فناموا …
ثمَّ ناموا …
واستعادوا نَوْمَهُمْ،
وسلَّموا أمرَ البلادِ
للذي باعَ السّيوفَ، والدّروعَ،
والمعابدَ التي أضْحَتْ بلا حِسٍّ
ونامَتْ في اللِّحى …
واستيقظوا بعد رحيل الصّدقِ،
غنّوا للبلادِ، للشّهيدِ، للصّمودِ،
قايضوا أحزاننا،
فالموتُ سوقٌ،
سلعةٌ، ودمعُ أمّي غادرَ الأفلاكَ،
غابَ وانفجرْ
أتى إلينا غفلةً ثمَّ انْصَهَرْ …
ثمَّ انبثق ..
مقام الانحسار
غضَبُ الجياعِ رسالةٌ
وقميصُ من أسكنْتُهُمْ
في بُؤْبُؤ العينِ السليب أمانةٌ،
فاغضب ْ إذا يا سيِّدي
واغضبْ من الفجرِ الرخيِّ
إذا سمعْتَ صهيلنا …
واحملْ جيوشَكَ في الفيافي،
قل لهمْ:
إنّ الدّروبَ كسيحةٌ
والعازفونَ تَسَمَّروا
قبل انبلاجِ المُسْتَتَرْ
مقام الاحتراق ..
قالتْ لنا والنارُ تسكبُ السّعيرَ حولنا:
ماتَ الولدْ …
ماتَ الرّجالُ في البلدْ ..
النارُ تكشِفُ العروشَ والنّفوسَ
تحرق الأوغادَ،
ثم ترتدي المياهَ،
تعتلي قيامة الأسيرِ
حنَّ يوماً للوطنْ …
وهبَّ يستعير نَزْفَهُ
ويزرَعُ القصيدَ في الكفنْ .
مقام العري
أيْقَظْتُ الَّيلَ وصوتَ الرّيحِ،
فمَنْ يقبضُ همسي؟
إنّها غّفْلَةٌ تُنْهِضُ الأحلامَ،
وأخرى تنامُ
وليسَ لها أن تعودَ قبيلَ الغسقْ ..
نمشي فوق النّعشِ،
فوق غبارِ الأمسِ،
لنجمعَ عُرْي المواسِمِ،
هل نَسْتَعيدُ أناشيدَ الوهْمِ،
ونَلْثِمُ خدَّ النّارِ،
على مَهَلٍ،
نبسط الأوجاعَ ونقرَأُ
ما جاءَنا من طوفانٍ؟!
ِ هل نبني سوراً من غربالٍ
أم من صابونِ وورق …؟!
مقام التواكُل
نَمْ يا فتى! فالقدسُ روضٌ
والأماني
أصْبَحَتْ نبضَ السّيوف المتعبهْ ..
نَمْ فالطّريقُ في جنينَ غارقٌ
لا تَبْتَئِس! لا ترتعِشْ
وّرْدُ الجليلِ ناهِضٌ ومُشْرِقٌ
مِنْ دمْعِهِ أحيا زيتونَ البلدْ …
مِنْ زيْتِهِ ردَّ الحياةَ وانتفضْ ..
بيني وبين السّالكينَ حَتْفَهم حكايةٌ
أنْظرُ من ثُقبِ الوقتِ،
أحتمي بالنّارِ والطّفلِ،
لعلِّي جامِعٌ نبضَ الحجارةِ التي قامَتْ
وأعلنَتْ طريق الفاتحةْ
نم، لا تنمْ ..
سيَّان إنْ حَمَّلَتَ حزنَنا
على أكتافنا،
أو جُبْتَ ما يبقى على أوجاعنا …
بِعْ .. بِعْ حُزْنَنا فأنتَ المنْتَظَرْ
بعْ ما تريدُ فالحياةُ مُضْغَةٌ
إنْ تستبِحْ مرافئي فالنّارُ تبسطُ الرّبيعَ
تستمِدُّ الدّفْءَ من مواجعي …
قُمْ، لا تقُمْ يا سيِّدي …
نَمْ، لا تنَمْ ياسيِّدي ..
بِعْ، لا تبِعْ يا سيِّدي
قدِ استوى أمرُ الوجودِ في الدّروبِ والرَّدى .
تلْكَ حكايتي، فأيقظْ صَمْتَها
وابعَثْ إليها غصَّتي ....
محمود محمد أسد
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2011/01/03 05:58:28 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com