لا تسألوا، بلسانِ مَنْ كلماتي
|
ولمَنْ تميلُ بحُكمِها أبياتي
|
فإذا المُسِنُّ أظلّني بوقارِهِ
|
يُذكي الفتى بلهيبِه نَزَواتي
|
كفراشةٍ في الليلِ أبحثُ عن هدىً
|
يأتي النّهارُ فلا أرى زَهَراتي
|
وأعُدُّ أيامَ الشّبابِ بنشوةٍ
|
وكذا الزّمانُ يعُدُّ لي شيباتي
|
|
|
مِنْ عُنفوانِ العُمرِ يبني رأيَهُ
|
متلثماً بتطوّرِ السّنواتِ:
|
أنَّى لهذا الكهلِ يفهمُ نهجَنا!
|
هلْ يحتويهِ الرَّكبُ قبلَ وفاةِ؟
|
رجُلٌ عبوسٌ يستظلُّ بوهمِهِ
|
ويصوغُ هذا الكونَ من أزَماتِ
|
يَستَقطِبُ الأحزانَ من أبعادِنا
|
وتراهُ دوماً يَهدمُ اللذاتِ
|
ما عادَ يُسعفُهُ الشّبابُ بنزوةٍ
|
|
|
|
تتمثّلُ الأيامُ في زفراتِهِ
|
ويلخّصُ السّنواتِ بالكلماتِ
|
ويَبُثها للجيلِ شَهداً سَائغاً
|
باللينِ أو بتصعُّدِ اللهجاتِ
|
كالنّحلِ بَدَّد عمرَهُ ليذيقَنا
|
عَسَلاً، ويعطي النّفعَ باللسَعاتِ
|
إنْ يُنكِرِ الجيلُ الغَرورُ خِصالَهُ
|
يبدِ الحقيقةَ قولُهُ بثباتِ:
|
أنَّى ركضتَ فأنتَ خلفي دائماً
|
وترى الطَّريقَ مُمَهّداً بعِظاتي
|
أرأيتَ أشجاراً تسامى قدُّها
|
مِنْ دونِ جذْرٍ مَدّها بحياةِ!
|
أنا لا أريدُكَ خلفَ أيامي سدىً
|
إني أريدُكَ شُعلةَ المشكاةِ
|
أبغي اعْتذاراً منكَ، ليس يفيدني
|
في الحالِ، ينفعُني بُعَيْدَ مماتي
|