
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| لَيلُ الغَرِيبِ قَد غَشَى سَفْحَ الدُّنَا |
| والذّكرَيَاتُ كَالسِّياجِ حَولُهُ |
| مِنْ وَجْدِهِ |
| يُسَامِرُ الأَشْجَانَ وَالفِكرُ نَدِيمٌ، حَائِرٌ |
| بَينَ الظُّنُونِ وَاليَقِينِ، شَارِدٌ، وَ هَارِبٌ |
| إِلى دُرُوبِ الوَهمِ، وَالصَّبرُ سَبِيلُ المُجْهَدِ |
| يَا وَطَنًا |
| فِي مُقلَةِ العَينِ سَنَا |
| فِي مَسْكَنِ الرُّوحِ غَفَا |
| وَفِي الضُّلُوعِ، رَسمُهُ |
| عَلَى الجَبِينِ، إِسمُهُ |
| إلىَ مَتَى يَبقَى الحَنِينُ جَمْرَةً |
| إلَى مَتَى خُطَا الغَرِيبِ تَنتَحِرْ |
| بَينَ التَّمَنِّي، وَالرَّجَاءِ، وَالجَفَا |
| يَبدُو عِنَاقُ الوَعدِ بَعْضًا مِنْ خيَالٍ قَد غَشَى |
| دَربَ اللُّقَى |
| إلَى مَتَى وَهِجرَةُ الطُّيُورِ تَصبُو رَجْعَةً |
| يَقتُلُهَا البَيْنُ، وَتُحْيِيهَا المُنَى |
| إلَى مَتَى الحَقِيقةُ |
| بينَ شُرُوقٍ وَغُرُوبٍ تَرْتَحِلْ |
| هَلْ أَدرَكَ المَغِيبُ حَرَّ دَمعَةٍ |
| فَأَطلَقَ الأَشجَانَ تَهذِي، تَنْتَحِبْ |
| وَبَعدَمَا لَاحَ اللَّقَاءُ وَدَنَا |
| وَالقَلبُ طَابَ مِنْ عَذَابٍ وَنَوَى |
| كَأنَّهُ |
| يُدْعَى إلَى بَابِ اليَقِينِ وَالمُنَى، بِجنَّةٍ |
| بَينَ السَّمَا وَالأَرضِ تَزهِي بِالوَفَا |
| يَعدُو إِلَيهَا لَاهِثًا، بِلَهْفَةٍ |
| كَلهفةِ الغريقِ يَصبُو للنَّجَا |
| وَفَرحَةِ المُشتَاقِ بِالأَحبَابِ حِينَ المُلتَقَى |
| أُنشُودَةِ الثُّوَارفِي عِشْقِ الوَطَنْ |
| تمدَّدَ الشَّوقُ صَارَ غَيمَةً |
| تَغُدُو لِلُقيَا المَهوَدِ |
| لَكَنْ رِيَاحُ الَبينِ قَد عَادَتْ بَهَا |
| صَوبَ الْجَفَا |
| فِي لَحْظَةٍ |
| تَبَدَّلَتْ أَفرَاحُهُ، آمَالُهُ |
| حَارَ وَثَارَ عَابِسًا |
| لَامُوا عَلَى شَطِّ اللُّقَى أَشوَاقَهَ |
| ثُمَّ أَحَالُوا بَينَهُ |
| قَالُوا لَهُ: عُدْ حَيثُ جِئْتَ لَمْ يَزَلْ |
| صَكُّ الدُّخُولِ، وَالمُرُورِ غَائِبًا |
| يَا وَطَنَ الأَمسِ الغَرِيدِ والشَّذا |
| كيفَ اسْتحَالَ الوَصلُ يَومًا يَقتَرِبْ |
| مَنْ ذَا الذِي يُلقِي مَعَاذيرَ الجَفَا |
| يَا وَطَنَ البَدرِ السَّعيِد والسَّنى |
| هَلْ قيَّدوُكَ بِالدُّجَى |
| أَمْ قيَّدُوا فينَا الهّدَى صَوبَ السَّنَا |
| وَكمْ جِدارٍ قَد أَقَامُوا بَينَنَا |
| بَينَ الشُّمُوسِ والوُجُودِ والرُّؤَى |
| خَلفَ الحُدُودِ والرَّدَى |
| وَالمِعوَلِ |
| يَستَنطِقُ الأَحجَارَ، صَاحَتْ قَد كَفَى |
| عُدْ يَا غريبَ الدَّارِ للأوطانِ، عُدْ |
| دَارِي، وَأَرضِي، وَالمُرُوجِ، وَالرُّبَا |
| أَمسِي، وَيَومِي، وَغَدِي |
| بَدرِي، وَفَجرِي، وَالسَّما |
| مِلكٌ لنَا |
| يَا مَوطِنًا يَا جنَّةً |
| بِقُربِكِ! |
| كَيفَ يَصِيرُ الحُبُّ طَيْفًا، هَائِمًا |
| مُحدِّقًا، وَعَابِسًا، وَحَانِقًا |
| يَمضِي غَرِيبًا، حَائِرًا |
| يَسْتَصرِخُ الأَقدَارَ بَعْضًا مِنْ رِضَا |
| فَالأَرضُ تَشكُو الْمَغيِبَ غُرْبةً |
| حِينَ انْتَأَى عَنْهَا اللُّيُوثُ وَالْحِمَى |
| وَاستَأذَبَ الشَّرُ عَلا إِيفَاعَهَا |
| وَهَاجَرَ الحَقُّ بَعِيدًا، نَائِيَا |
| وَالحُبُّ مَاتَ َبينَ صَولاتِ العِدَا |
| حَتَّى اشتَكَا الوَردُ النَّدَى |
| حَمَامَةُ السَّلامِ تَاهَ دَربُهَا |
| تَحتَ سَمَاءٍ نَكَّسَتْ أَجوَاءَهَا |
| طَالَ النَّوَى، شَابَ الرَّجَا |
| وَيَسقُطُ الغُصنُ سَقِيمًا، وَاهِيَا |
| وَاحَسرَتَاهُ وَالنَّدمْ |
| بِصَرخَة الأَوجَاعِ فِي قَلبِ الهَوَى |
| تَبدَّدتْ، غَابَ صَدَاهَا فيِ السَّمَا |
| لَمْ يَدرِ عَنهَا غَيرُ طَيرٍ فِي الفَضَا |
| بَاتَ النَّهَارُ بَينَ أَشلاءِ الأَلَمْ |
| صَارَ الفرَارُ صَوبَ أَوهَامِ الأَمَلْ |
| وَعْدُ اللِّقَاءِ فِي طَرِيقٍ مُقفِرٍ |
| شَكوَى الغَرِيبِ كَالسَّرَابِ لَو دَنَا |