سَالَتْ علَى الخَدِّ مَدامِعُهُ | |
|
| لَمَّا رَأي خِلَّا بمُضَّطرِمِ |
|
لَمْ يستَطِعْ دَرْءَ الرَّدَى فَبَكَى | |
|
| والقَهْرُ أَدمَى القَلبَ بالنَّدَمِ |
|
فَالقَيدُ في سَاقٍ وَفِي عُنُقٍ | |
|
| والبِشْرُ يَعلُو وَجْهَ مُنْتَقِمِ |
|
لَو فِي الكَرَى نَامَتْ هَوَاجِسُهُ | |
|
| زَمْزَمَةُ الأَشجَانِ لَمْ تَنَمِ |
|
فنَظرَةٌ بالصَّمتِ وَاجِفَةٌ | |
|
| وَلَحظَةُ الوَدَاعِ كَالوَهَمِ |
|
صَاحَتْ مِنَ الهَولِ مَوَاجِعُهُ | |
|
| وَذكْرَياتُ القُربِ كالحُلُمِ |
|
بِالأَمسِ كَانَ الخِلُّ مُبْتَهِجًا | |
|
| بِأيكَةِ الأَطيَارِ كَالرَّخَمِ |
|
يَرنُو بِآمَالٍ إلَى قِمَمٍ | |
|
| وَالدَّوحُ بَينَ الحُبِّ وَالنَّغَمِ |
|
مَنْ ذَا الذِي أَفنَى مَبَاهِجَهُ | |
|
| مِنَ الفَضَا للأَرضِ بِالضَّرَمِ |
|
فَرَجفَةُ الذَّمَاءِ فِي وَهَنٍ | |
|
| والغَدرُ قَد أَدَلَّ بِالأَلَمِ |
|
يَشُدُو الرَّدَى وَالذُّلَّ عَاقِبةً | |
|
| ثُمَّ يَرَى الذِّلَّ كَمُنقَصِمِ |
|
يَا عَينُ إبكِي أَدمُعًا وَدَمًا | |
|
| فَالأَمنُ وَلَّى صَارَ كالعَدَمِ |
|
أَينَ المَفرُّ اليَومُ مِنْ عَبَثٍ | |
|
| سَرَى فَأشقَى الكَونَ بالدُّهُمِ |
|
وَالرُّوْحُ منْ شَرٍّ مُسَهَّدَةٌ | |
|
| بِصَرخةِ الأَوجَاعِ وَالغَمَمِ |
|
وَالمَرءُ بِالأَهوَالِ مُرَتَهنٌ | |
|
| إنْ لمْ يَمُتْ فَالعَيشُ كَاليُتُمِ |
|
إِلَامَ تَصْبُو يَا هُدَى أَمَلٍ | |
|
| وَالكَونُ يَصلَى جِذوَةَ الحِمَمِ |
|
تَأسُو عَلَى طَيرٍ هَوَى كمَدًا | |
|
| أَمْ أَنتَ تَخشَى صَولَةَ اللَّمَمِ |
|
هلْ نحْنُ أسقينَا الوُجُودَ دَمًا | |
|
| أمْ غَضبَةُ الْأَقدارِ بالنِّقَمِ |
|
إِذَا الرَّدى شَابَتْ نَوَائِبُهُ | |
|
| طَالَ الدُّنا بالقَهرِ والحَدَمِ |
|
نَامَتْ عُيونُ الزَّهرِ نائِحةً | |
|
| أَغصَانُهَا بالوَجدِ والسَّدَمِ |
|
أَحزَانُها طَالتْ مَدَى قُنَنًا | |
|
| غَدرٌ جَرَى وَالظُلمُ كَالظُّلَمِ |
|
زَرْعٌ سَقَاهُ الحُزْنُ في وَطَنٍ | |
|
| صَرخٌ غَشَى رُوحًا بِمُنْفَحِمِ |
|
فَاضَتْ دُمُوعُ الغَوثِ هادِرَةً | |
|
| تَروِي شِعَابَ الأَرْضِ كالدِّيَمِ |
|
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَارِدَةً | |
|
| أَينَ الحِمَى وَالكَونُ فِي هَدَمِ |
|
فَالحِقدُ أَعيَا مُهجَةً وَسَرَى | |
|
| وَارْتَحَلَ السَّلامُ لِلعَدَمِ |
|
تَدَهْدَهَ العَدلُ لهِاويةٍ | |
|
| بِهدرَةٍ كالسَّيلِ مِنْ عَرِمِ |
|
لَمَّا اسْتقَى الحُلمُ الرَّضيعُ دَمًا | |
|
| شَكَا الوجُودُ حِدَّةَ الجُرُمِ |
|
صَاحَتْ نُجُومُ الكَونِ مِنْ هَلَعٍ | |
|
| عُدْ يَا سَليلَ المَاءِ والأَدَمِ |
|
إلى نُهُوجِ الحَقِّ منْ أَزَلٍ | |
|
| فَقَد أفَاقَ الشَّرُ بِالنِّقَمِ |
|
وَابكِ الوَفَا يَا قلبُ مِنْ عَتَبٍ | |
|
| وَانْعِ زَمَانَ الحُبُّ واللُّحُمِ |
|
يَا مَنْ تقولُ: الدَّهرُ أَسكَرَنَا | |
|
| جُحْدًا وَصَارَ العَيشُ فِي وَخَمِ |
|
دَعْ كلَّ أحدَاثٍ لخالِقهَا | |
|
| وَامْشِ إلى الخَيراتِ بِالهِمَمِ |
|
وَاشدُدْ علَى النَّفسِ إذَا جنَحَتْ | |
|
| عَن رَبوةِ العَدلِ إلى العَدَمِ |
|
إذَا النُّفُوسُ بِالأَسَى غُلِبَتْ | |
|
| فَالصَّبرُ يبقَ وارِفَ النِّعَمِ |
|
والنَّفسُ مِرآةٌ لصَاحِبِهَا | |
|
| وَالقَلبُ تَابعٌ كَمُنْفَطِمِ |
|
وَالرُّوحُ سِرٌ عِندَ بِارِئِها | |
|
| وَالعَقلُ تَاجُ الرَأسِ والفَهَمِ |
|
فانْصُرْ بِهِ حقًّا وَمظلَمَةً | |
|
| فَالحَقُّ أمرُ الرَّبِّ وَالشِّيَمِ |
|
لَا تَسألنَّ المَرءَ نِعمَتَهُ | |
|
| وَلَا تُمَنِّي النَّفسَ بالوَهَمِ |
|
لِتَملَأنَ الأَرضَ مِنْ أمَلٍ | |
|
| يَغُرُّكَ اللَّهوُ معَ النَّغَمِ |
|
تَعدُو إلَى الدُنيَا لتملُكَهَا | |
|
| والغيبُ يَخطُو بِكَ للرَّجَمِ |
|
تَجرِي عَلى سَاقٍ على قَدَمٍ | |
|
| أَو تعتَلي الأَرجَاءَ كالعَلَمِ |
|
لَنْ تبْلُغَ المُراد أو قِمَمًا | |
|
| إلَّا بِقَدْرٍ جَاءَ منِ قِسَمِ |
|
كمْ جنَّةٍ كَانَتْ بِمُزدَهِرِ | |
|
| أَضحَتْ علَى ذِكرَى وَمنفَحِمِ |
|
ففتنةُ الدُّنيَا إذا ضَحِكَتْ | |
|
| وإنْ غدَتْ بالقُربِ، لَمْ تُسَمِ |
|
عَهدًا وَلَمْ تؤْتِ سِوَى عَطَبٍ | |
|
| لَا فَرقَ بين الطِّفلِ والهَرِمِ |
|
وَما يلُومُ الغَدرُ نَازلَةً | |
|
| أو ينتَهي عنْ صَولةِ الجُرُمِ |
|
فكُنْ رَفيقَ العَزْمِ مصْطَبرًا | |
|
| لَا تَرْجُ قَلبًا سِيمَ بِالصَّمَمِ |
|
فَمَا أعَانَ الدَّمعُ صَاحِبَهُ | |
|
| وَلَا تَسَاوَى الحُوتُ بالبَلَمِ |
|
ومَا بكََى لَيثٌ فَرِيسَتَهُ | |
|
| أَو أَسِفَتْ رِيحٌ علَى ضَرَمِ |
|
لَو أنتَ ذُو جَاهٍ وَمَقدِرَةٍ | |
|
| فكُنْ حَليِفَ العَدلِ بالْحَزَمِ |
|
وَكُنْ جِوُارَ القَومِ في مِحَنٍ | |
|
| وَانْهَرْ دعَاوَى النَّفسِ بِالكَرَمِ |
|
فَمَعدَنُ الرَّجُلِ شَمَائِلهُ | |
|
| والصَّمتُ فيْهِ الخَيرُ عَنْ كَلِم |
|
وَالنَّاسُ تَخشَى الأُسدَ صامِتَةَ | |
|
| ويَنبحُ الكَلبُ بِلا غَنَمِ |
|
وَاحْرِصْ علَى الكِتمَانِ إنْ حَصَدَتْ | |
|
| أفعَالُكَ الآمَالَ بالنِّعَمِ |
|
فالمَرءُ لَا يدْري بِصَاحِبِهِ | |
|
| عَيْنًا تُصِيبُ الصَخْرَ بالقَصَمِ |
|
وَلَا تُجَادِلْ دُونَ معرفةٍ | |
|
| أَو تَدَّعي عِلمًا بِلَا قَلَمِ |
|
فَالعِلمُ تَاجُ المَرءِ يَحْمِلُهُ | |
|
| وَاسْعَ لَهُ فِي المَهدِ والهَرِمِ |
|
وَاجْلِبْ عِظَاتِ الكَونِ شَاهدةً | |
|
| علَى مَصيرِ الإِنسِ وَالأُمَمِ |
|
فرِحلَةُ الأزمانِ قدْ حَصَدَتْ | |
|
| دَهرًا طَوَى دَهرًا إلَى العَدَمِ |
|
للهِ مَا يَراهُ منْ سَبَبٍ | |
|
| والْأَمرُ لَا يخلُو مِنَ الحِكَمِ |
|
إِذا نَسِيتَ الحقَّ تطلُبُهُ | |
|
| فَقَد هَوىَ الحقُّ وَلَم يَلُمِ |
|
فَكُنْ سدَيدَ الرَّأي مُعتدِلاً | |
|
| وَكُنْ نَديمَ الحَقِّ والنُّهَمِ |
|
حِينَ الوَغَى يَصُولُ مُقتَدِرًا | |
|
| أَو مِثلَ لَيثٍ هَمَّ بالبَهَمِ |
|
لَا تدْعُ غَيرَ اللهِ مُؤتمِلاً | |
|
| رَبِّ الوَرَى وَالخَلقِ كُلِّهمِ |
|
فَمَا يُجيرُ العَبدَ منْ مِحَنٍ | |
|
| إلَّا هُو الرَّحمَنُ ذُو الكَرَمِ |
|
لَا تَعْتقدْ نَيلَ المُنى بيِدٍ | |
|
| لكنِّهَا بالكَّدِ والحِلَّمِ |
|
هَادِنْ صُرُوفَ الدَّهرِ مُصْطَبرًا | |
|
| وكُنْ مَعَ النَّاسِ بِلَا سَأَمِ |
|
بِلَا نفَاقٍ يشتَرِي ذِممًا | |
|
| إنَّ المُنافِقينَ في حِمَمِ |
|
إِنْ قَدَّرَ اللهُ البَلَاءَ فَلَا | |
|
| تَجزَعْ، سَيمحُوْ الضُّرَّ بالنِّعَمِ |
|
وَلَا تَنمْ والصَّدرُ في كُرَبٍ | |
|
| وَافزَعْ إلَى الأيَّامِ بِالهِمَمِ |
|
فَمَا أجَابَ الحُزْنُ رَاهِبَهُ | |
|
| وَلَا أعَادَ الأَمسَ مِنْ غَسَمِ |
|
لَا تَحسَبَنَ الخَيرَ فِي كَنَزٍ | |
|
| أنعِمْ عَطَا اللهِ إلَى اليُتُمِ |
|
خُذْ عِبرةً مِمَّا جَرى وخَلا | |
|
| بِالكونِ، واتبَعْ رَغبةَ العَمَمِ |
|
وَاجْنحْ إلَى الحُبِّ وَفِطرَتِهِ | |
|
| تَصُنْ بهِ الدُّروبَ منْ هَدَمِ |
|
كَمْ مِنْ قُلُوبٍ فِي موَاجِعِهَا | |
|
| لَمْ تَلقَ غَيرَ النُّوحِ والنَّدَمِ |
|
كَمْ مِنْ نُفُوسٍ في مبَاهِجِهَا | |
|
| لَمْ تَدرِ عَنْ دَمعٍ وَعنْ ألَمِ |
|
كُلٌ بنَهجٍ يَلتَقي قَدَرًا | |
|
| بَينَ النَّوى أَو بَهجةِ النِّعَمِ |
|
وَالكَونُ يَمضِي حَامِلاً عَجَبًا | |
|
| بينَ الرِّضَا أَو سَيفِ منْتَقِمِ |
|
قَدْ يَشتَفِي جُرحًا وَنَازِلةً | |
|
| أَو يَبتَلي أَفرَاحَ بِالهَزَمِ |
|
وَمَن أتَى الوغَى بِلَا وَتَرٍ | |
|
| إذَا هَوَى، بِالسَّهمِ لم يَرَمِ |
|
هَلْ يَملكُ الزِمامَ مُرتجفٌ | |
|
| أوتُشرقُ الشُّمُوسُ في الغَسَمِ |
|
أَيَحفظٌ الذِمامَ مُرتَهنٌ | |
|
| وَهَل تسَاوى العَدلُ بالدُّهُمِ |
|
إِذَا الدُّنَا حَلَّتْ غَوائلُهَا | |
|
| أَلقَتْ بجَارِ العِزِّ منْ أُطَُمِ |
|
وَمَا اسْتدَامَ المُلكُ في زَمَنٍ | |
|
| أو خُلِّدَ امْرءٌ علَى الأَدَمِ |
|
فالعُمرُ مَهمَا سَامَ راغِبَهُ | |
|
| بالخُلدِ جَاءَ المَوتُ بالحَتَمِ |
|
وَالرُّوحُ إذْ تهوي حشَاشَتُهَا | |
|
| وَالقَومُ في شَجْوٍ وفي وَجَمِ |
|
لَا يستَطيعُ الإِنسُ مُجْتَمِعًا | |
|
| رَجْعًا لهَا بالمَالِ والحَشَمِ |
|
بِالجاهِ والأَنسَابِ إنْ عظُمَتْ | |
|
| أَو دَعوةٍ باللِّينِ والكَلِمِ |
|
فسِّرُها بِأَمرِ خالِقهَا | |
|
| رَبِّ الوُجودِ الحَقِّ والحَكَمِ |
|
قَد أنزَلَ الأَديانَ قَاطبةً | |
|
| وأنبيَاءَ الهَدْي في الأُمَمِ |
|
لِينْذروا الأَنَامَ مَوعِدَهمْ | |
|
| يومَ اللِّقاءِ العَدلِ والحَسَمِ |
|
فَاهْرَعْ إلى اللهِ تَجدْ أمَلاً | |
|
| في العتْقِ منْ نَارٍ ومنْ نَدَمِ |
|
وَاتْبعْ دُروبِ الرَّبِ مُهتَدِيًا | |
|
| تَحْصِدْ جَمالَ الرُّوحِ والعِصَمِ |
|
فِي شِرعةٍ بِالحقِّ قَد سطَعَتْ | |
|
| فِي كلِّ نَهجٍ صَوبَ مُغْتَنِمِ |
|
وَالجَأْ إلَى المَولَى وَفِطرتِهِ | |
|
| حَيثُ الهُدى كَالنُّور فِي العَتَمِ |
|
|
| وَمنْ يقيِهِ اليَمَّ في الظُلَمِ |
|
حَتَّى إذَا حلَّتْ به نُّوبٌ | |
|
| واسْتيقنَ الرَّدَى بِمُلتَطِمِ |
|
فَقَد غَدَا النوُّاح ُ مِنْ عَلَزٍ | |
|
| ثمُّ دَعَاكَ الغَوثَ من غَمَمِ |
|
يَا ربَّنا أَنتَ لنَا أَمَلٌ | |
|
| يَا مَنْ تُغيثُ النَّاسَ من لَمَمِ |
|
أَنقِذْ عبَادًا مِنْ مهَالِكِهَا | |
|
| وَانشُرْ عَليهَا الأَمنَ بالتَّمِمِ |
|
لكِنْ هُوَ الإنسانُ وَشِيمتُهُ | |
|
| ينسَى دُرُوبَ الهَمِّ والوَخِمِ |
|
فكُلَّمَا أنْجَاهُ بَارِئهُ | |
|
| كَأنَّمَا لمَ يَدعُ مِنْ أَلَمِ |
|
وَاللهُ قادِرٌ وَمُقتدِرٌ | |
|
| وَواسعُ الرَّحمَاتِ والنِّعَمِ |
|
وَاللهُ ذُو عَفوٍ، خَزائنُهُ | |
|
| تَفِيضُ بِالغُفرانِ وَالكَرَمِ |
|
نُورٌ علَى نُورٍ سَرَى فَهَدَى | |
|
| وَمَلجأُ العِبادِ كُلِّهِمِ |
|
وَالمُلكُ يُؤتيِهِ وَيمنَعُهُ | |
|
| كمَا يشَاءُ مِنْ سَنَا الحِكَم |
|
بِقُدرةٍ تُحِيط ُرَحمَتُهَا | |
|
| مَنْ عَادَ يَدعُو الرَّبَّ بالنَّدَمِ |
|
وَيَا رَسٌولاً جَاءَ مؤْتَمَنًا | |
|
| بِسُنَّةٍ في الكَونِ بالرُّحَمِ |
|
حِينَ اصْطَفاكَ اللهُ مِنْ أَزَلٍ | |
|
| وَالكونُ في شَوقٍ لمُختَتَمِ |
|
لِأجلِكَ الأَكوَانُ قَد خُلِقَتْ | |
|
| حِينَ جَلَاها اللهُ منْ عَدَمِ |
|
فَجَلَّلَ النُّورُ علَى سَحَرٍ | |
|
| ثُمَّ زَهَا لِفَرحَةَ القُدُمِ |
|
لمَّا الظَّباءُ كَالمَوَائسِ قدْ | |
|
| غَدَونَ بِينَ الأُسدِ وَالأَجَمِ |
|
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَادِيةً | |
|
| هَذَا بَشيِرُ الأَمنِ وَالسَّلَمِ |
|
سَرَتْ جَوَائبُ الهُدى فَجَلا | |
|
| نسِيمُهَا شكْوَى بِذِي سَقَمِ |
|
كَالصُّبحِ يَمحُو كُلَّ خَافيةٍ | |
|
| كاَلفَرْحِ عَمَّ النَّاسَ بِالبَسَمِ |
|
وَأينَعَ الزَّهرُ علَى فَنَنٍ | |
|
| وَخُضِّبَ الأَصيلُ بالعَنَمِ |
|
ثُمَّ تأَرَّجَتْ خَمَائلُهَا | |
|
| تَضوَّعتْ بِالحقِّ والكَرَمِ |
|
تَصبُو إليكَ العَينُ شَاخِصَةً | |
|
| وَلمْ تَحِدْ عنْكَ وَلمْ تَنَمِ |
|
تَشدُو اللُّغَى بِالوَعدِ صَادحةً | |
|
| بَشَائرَ الحَبيبِ بِالنِّعَمِ |
|
أخبَرَ عِيسَى عَنْ جَمَائلِهُ | |
|
| أَحمَدُ ذُو البُشراءَ وَالرَّحَمِ |
|
ثمَّ الأَقسَّةِ التِي عَلِمَتْ | |
|
| سَنَا نَبي العَدلِ وَالأُمَمِ |
|
مُوسَى كَلِيمُ الرَّبِّ رُتبتُهُ | |
|
| حَازَ رَفيعَ الشَّأوِ وَالعِظَمِ |
|
لَازَارُ أحيَاهُ اليَسوُعُ وَلمْ | |
|
| يَكنْ سِوَى بِأمرِ ذِي الحُكُمِ |
|
مُحَمدٌ جَابَ السَّما وَغَدا | |
|
| بِقُربِ عَرشِ اللهِ منْ عِصَمِ |
|
وَيَا رَسولَ النَّاسِ قَاطِبةً | |
|
| مَا زِلتَ تُحيِي الكَونَ بالكَلِمِ |
|
قُرآنُ رَبِّ العالمينَ هَدَى | |
|
| سُقفَ الدُّنا وَالأَرضِ وَالأُمَمِ |
|
مِنْ عِندِ بَابِ اللهِ شَافِعَةً | |
|
| جِئتَ صَلاةَ العتْقِ وَالغَنِمِ |
|
وَشِرعةً كَالنُّورِ هَادَيةً | |
|
| وَقُدوةً للنَّاسِ بِالقِيَمِ |
|
دَانَتْ لكَ الأَرجَاءُ صَادِحةً | |
|
| بِالحَقِّ وَالإيمَان وَالسَّلَمِ |
|
تَجثُو لكَ الأجْبَالُ طائِعَةً | |
|
| حتَّى تَهَدَّلتْ إلى القَدَمِ |
|
وَإنْ سَمَائمُ الفَلا عَصَفَتْ | |
|
| وَكُنتَ رَاكبًا، فَلمْ تَدُم |
|
غَيرَ ثَوانٍ فَيَقِلُّ بِهَا | |
|
| طَلٌ فصَارتْ بهِ كالعَدَمِ |
|
وَدَولةُ الإِسَلامِ قُمتَ بهَا | |
|
| دِينًا وَعِلمًا رُغمَ مُحتَدِمِ |
|
عَانقَ سِحرُ النُّورِ مولدَهَا | |
|
| غشَى الوَرَى بِصَحوةِ القَلَمِ |
|
جِبريلُ يتلُو وَالدُّنا عَرِفَتْ | |
|
| دِينَ الهُدى بِالفِعلِ والكَلِمِ |
|
جَاوَزتَ أَعبَاءً وَنَائِبةً | |
|
| صَابَرتَ حتَّى جِئتَ بِالحُرَمِ |
|
رِسالةِ الحقِّ وَقِبلتِها | |
|
| عَمَّتْ رُبُوعَ الكَونِ بِالنِّعَمِ |
|
بَينَ عُيُونِ الخَلقِ قَد سَطَعَتْ | |
|
| بَينَ دُرُوبِ الهَدي كالعَلَمِ |
|
بِمَكَّةَ الإِسلامُ في رَغَدٍ | |
|
| وَاستُيقنَ الإِيمانُ بِالفَهَمِ |
|
فَدَعوةٌ فيهَا المنَى هَرَعَتْ | |
|
| شوقًا تلبِّي الوَعدَ بِالعَزَمِ |
|
وَكِلمةٌ نَاخَ لهَا جَبَلٌ | |
|
| نَمضِي بِهَا وَالمَجدُ لِلقِمَمِ |
|
وَرَحمَةٌ سَادَتْ فَضائِلُهَا | |
|
| تَروِي شِعَابَ الأَرضِ كَالدِّيم |
|
شَفَاعةٌ بالعَفُو تَحمِلُهَا | |
|
|
فلَمْ ينَلْ سِواكَ نعْمَتَها | |
|
| فَأنتَ أَهلُ الحَقِّ والعِصَمِ |
|
ملَأَتَ أَرجاءَ الدُّنا أمَلاً | |
|
| كاَلفجرِ يَهدي الصُّبحَ للنَّسَمِ |
|
وَكُنتَ إنْ أبْصَرتَ شَاكِيةً | |
|
| صِرتَ لهَا الشِّفاءَ مِنْ سَقَمِ |
|
حينَ التقَى العَدلُ برايتِهِ | |
|
| جَلا زمانَ البُغضِ والوَصَمِ |
|
كُلُّ نَبيٍّ جَاءِ أُمَتَهُ | |
|
| وَأنتَ لِلأكوانِ وَالأُمَمِ |
|
أَنتَ رَجاءٌ وَهُدى وَتُقى | |
|
| مِنْ نعْمَةِ المَولى وَبِالكَرَمِ |
|
واللهُ يهدي النَّفسَ منْ زَلَلٍ | |
|
| وَيِمحِقُ الذُّنوبَ كالعَدَمِ |
|
هُوَ الودودُ والحقُّ، رَحمتُهُ | |
|
| فاقَتْ حُدُودَ الوَصفِ والكَلِمِ |
|
حينَ دنَا سِرُّ المَنُونِ سَرَى | |
|
| حُزنٌ غَشَى الأَكوَانَ كاَلغَسَمِ |
|
ويَا حَبيبَ اللهِ قَد نَضَبتْ | |
|
| كُلُّ عُيُونِ الأَرضِ مِنْ سَدَمِ |
|
بَاكٍ بَكَى بلَوعةٍ وَجثَا | |
|
| يَحسُو شُجُونَ النَّفسِ وَالألَمِ |
|
نَاعٍ نَعَى محمَّدًا أمَدًا | |
|
| والقَومُ بينَ الشَّكِ والنَّدَمِ |
|
يَا فرحَةََ الرُّوحِ ببَارئِها | |
|
| إلَى رِحَابِ الحقِّ وَالعِظَمِ |
|
إلى جِوَارِ الرَّبِ حيثُ تَرَى | |
|
| بابَ الرِّضَا والحوضِ والعِصَمِ |
|
يَاربُّ نشكُو نقمةً وَصَمَتْ | |
|
| نَهجَ الوَرَى بِالإثْمِ والهَدَمِ |
|
شكْوَى الثَّكَالى وَالأيَّامَى غَدتْ | |
|
| تُدمِي عُيُونَ الطَّيرِ والبَهَمِ |
|
يَلقَى النَّدَى الأَزهَارَ بَاكيةً | |
|
| والغُصنَ يِنعِي الغُصنَ مِنْ سَقَمِ |
|
فالشَّرُ مَاضٍ في قوَادِحِهِ | |
|
| والدَّمعُ يروي البيدَ كالدِّيَمِ |
|
صَار الرَّجا يزجِي العِدا نِقَمًا | |
|
| والعيشُ كَالحُلْمِ وكالوَهَمِ |
|
وَتسألُ الأَحزانُ نائِحةً | |
|
| منْ يكتَوي الأَرجَاءَ كالحِمَمِ؟! |
|
منْ يرتَضي الأَهوالَ ثَائِرةً؟! | |
|
| صَاحتْ لُحُودُ الشَيخِ والفُطُمِ |
|
بَاتتْ عُرُوقُ الحُبِّ خَاويةً | |
|
| شَابَتْ دُرُوبُ الأَمنِ والسَّلَمِ |
|
يَا أيُّها الإِنسانُ إحَتجَبَتْ | |
|
| شَكوىَ الوَرى مِنْ ثَورةِ الدُّهُمِ |
|
مَاذا جَنَيتَ غيرَ مُنفَحَمٍ | |
|
| لمَّا هَوى دَرْبُ العَدلِ واللُّحَمِ |
|
يَومُ النَّدا تَصحُو الدُّنا فَزَعًا | |
|
| والأَرضُ وَالأَجدَاثُ في صَدَعِ |
|
وَتَهرَعُ الأَجسَادُ وَاجِفَةَ | |
|
| خَاشِعةَ الأبصَارِ في وَجَمِ |
|
والرُّوحُ بالأَهوالِ هائِمَةٌ | |
|
| لَولا معَاصِي الأمسِ لَمْ تَهِمِ |
|
كِتابُها بِالعَدلِ شاهِدُها | |
|
| هَذا دَليلُ العُمرِ بِالقَلَمِ |
|
إِذَا اسْتقَامَ القَلبُ مُهتديًا | |
|
| مَا حفَّهَا الحَدُّ وَلمْ تَجِمِ |
|
كَأنَّها والمُوتُ في هَلَعٍ | |
|
| تخشَى سُؤَالَ اللَّحْدِ والحُكُمِ |
|
كَيفَ انْقَضَى ثُمَّ انتهَى أَجَلٌ | |
|
| لَنْ يَنفعَ العُذرُ لِمُتَّهَمِ |
|
وَلِلعذابِ صَرخةٌ وَمَدَى | |
|
| وَالنَّارُ تَصبُو الكُفر فِي نَهَمِ |
|
وَللمفَازِ جَنَّةٌ وَسَنَى | |
|
| وَالفَردُ يَدعُو صُحبَةَ الرَّحَمِ |
|
يَا رَافعَ السَّما بِلا عَمَدٍ | |
|
| يَا خَالقَ الأَجسَادِ مِنْ أَدَمِ |
|
رَبَّ الوُجُودِ وَكوَائِنِهِ | |
|
| تُحيِي العِظامَ بعدَ ذِي رَدَمَ |
|
عُدنَا إليكَ وَالعَفا أملٌ | |
|
| قلُوبُنا بِصَرخةِ النَّدَمِ |
|
فَهَبْ لنَا منْ أمرِنا رَشَدًا | |
|
| إِنْ تهدِنَا الأروَاحُ تَسْتَقِمِ |
|
وَاشْرَحْ نُفُوسًا، حفِّها ورَعًا | |
|
| فَالنَّفس لِلأهواءِ كَالخَدَم |
|