أَهدى التَلاقي صُبحَ وَجهِكَ مُسفِرَا | |
|
| فَحَمِدتُ عِندَ الصُبحِ عاقِبَةَ السُرى |
|
اللَهُ أَكبَرُ قَد رَأَيتُ بِكَ الَّذي | |
|
| يَلقاهُ كُلُّ مُكَبِّرٍ إِن كَبَّرا |
|
أُمنِيَّةٌ قَد أَبطَأَت لَكِن حَلَت | |
|
| كَالنَخلِ طابَ قِطافُهُ وَتَأَخَّرا |
|
ما ضَرَّني مَع رُؤيَةِ الحُسنِ الرِضى | |
|
| أَنّي أُفارِقُ مَوطِناً أَو مَعشَرا |
|
إِذ أُفقُهُ كُلُّ البِلادِ وَعَصرُهُ | |
|
| كُلُّ الزَمانِ وَشَخصُهُ كُلُّ الوَرى |
|
دارُ المَكارِمِ وَالمَناسِكِ دارُهُ | |
|
| فَتَوَخَّ فيها مَشرَعاً أَو مَعشَرا |
|
دارٌ تَرى دُرَّ الثَناءِ مُنَظَّماً | |
|
| فيها وَدُرَّ المَكرُماتِ مُنَثَّرا |
|
إِحسانُهُ مُتَيَقِّظٌ لِعُفّاتِهِ | |
|
| وَمِنَ العُلا الكَرَمَ الأَكدَرا كَذا |
|
تَأميلُهُ نورٌ لِقاصِدِ بابِهِ | |
|
| فَتَظُنُّ مَن يَسري إِلَيهِ مُهَجِّرا |
|
يَلقى ذَوي الحاجاتِ مَسروراً بِهِم | |
|
| فَكَأَنَّ سائِلَهُ أَتاهُ مُبَشِّرا |
|
يَرضى الكَفافَ تُقىً مِنَ الدُنيا وَلا | |
|
| يَرضى الكَفافَ إِذا تَلَمَّسَ مَفخَرا |
|
لَم أَدرِ قَبلَ سَماحِهِ وَبَيانِهِ | |
|
| أَنَّ الفُراتَ العَذبَ يُعطي الجَوهَرا |
|
يا أَهلَ سَبتَةٍ اِشكُروا آثارَهُ | |
|
| إِنَّ المَواهِبَ قَيدُها أَن تُشكَرا |
|
هُوَ بَينَكُم سِرُّ الهُدى لَكِنَّهُ | |
|
| لِجَلالِهِ السِرُّ الَّذي لَن يُستَرا |
|
هُوَ فَوقَكُم لِلأَمنِ ظِلٌّ سابِغٌ | |
|
| لَو أَنَّ ظِلّاً قَد أَضاءَ وَنَوَّرا |
|
ما كُلُّ ذي مَجدٍ رَأَيتُم قَبلَهُ | |
|
| إِلّا العُجالَةَ سُبِّقَت قَبلَ القِرى |
|
أَغناكُم وَأَزالَ رِجساً عَنكُمُ | |
|
| كَالغَيثِ أَخصَبَ حَيثُ حَلَّ وَطَهَّرا |
|
فَالأُسدُ مِن صَولاتِهِ مَذعورَةٌ | |
|
| وَالطَيرُ مِن تَأمينِهِ لَن تُذعَرا |
|
فَهُوَ الَّذي سَفَكَ الهِباتِ مُؤَمِّلاً | |
|
| وَهُوَ الَّذي حَقَنَ الدِماءَ مُدَبِّرا |
|
فَكَسانِيَ الآمالَ غَيثاً أَخضَراً | |
|
| وَكَفى بَني الأَوجالِ مَوتاً أَحمَرا |
|
اِستَخلَصَ اِبنُ خَلاصٍ الهِمَمَ الَّتي | |
|
| بَلَغَ السَماءَ بِها وَيَبغي مَظهَرا |
|
مِلءُ المَسامِعِ مَنطِقاً مِلءُ الجَوا | |
|
| نِحِ هَيبَةً مِلءُ النَواظِرِ مَنظَرا |
|
لَو أَنَّ عِندَ النَجمِ بَعضَ خِلالِهِ | |
|
| ما كانَ في رَأيِ العُيونِ لِيَصغَرا |
|
لَمّا تَكَرَّرَ كُلَّ حينٍ حَمدُهُ | |
|
| نَسيَ الوَرى ثِقلَ الحَديثِ مُكَرَّرا |
|
سَهُلَت لَهُ طُرُقُ العُلا فَتَخالُهُ | |
|
| مَهما اِرتَقى في صَعبِها مُتَحَدِّرا |
|
فَردٌ تُصَدِّقُ مِن عَجائِبِ مَجدِهِ | |
|
| ما في المَسالِكِ وَالمَمالِكِ سُطِّرا |
|
ما إِن يَزالُ لِما أَنالُ مِنَ اللُها | |
|
| مُتَناسِياً وَلِوَعدِهِ مُتَذَكِّرا |
|
يا كَعبَةً لِلمَجدِ طافَ مُحَلِّقاً | |
|
| مَجدُ السَماكِ بِها فَعادَ مُقَصِّرا |
|
أَطوادُ عِزٍّ فَوقَ أَنجَدَ نائِلٍ | |
|
| وَكَأَنَّما بُركانُها نارُ القِرى |
|
يا رَحمَةً بِالغَربِ شامِلَةً بَدَت | |
|
| فيهِ أَعَمَّ مِنَ النَهارِ وَأَشهَرا |
|
حِمصُ الَّتي تَدعوكَ جَهِّز دَعوَةً | |
|
| لِغَياثِها إِن لَم تُجَهِّز عَسكَرا |
|
قَد شِمتُ بَهجَتَها مُوَلِّيَةً عَلى | |
|
| حَرفٍ كَما زارَ النَسيبُ مُعَذِّرا |
|
حُفَّت مَصانِعُها الأَنيقَةُ بِالعِدا | |
|
| فَتَرى بِساحَةِ كُلِّ قَصرٍ قَيصَرا |
|
ما تَعدَمُ النَظَراتُ حُسناً مُقبِلاً | |
|
| مِنها وَلا الحَسَراتُ حَظّاً مُدبِرا |
|
نَفسي قَد اِختارَت جِوارَكَ عَودَةً | |
|
| فَلتَرحَمِ المُتَحَيِّرَ المُتَخَيِّرا |
|
إِن ضَلَّ غَيرُكَ وَهُوَ أَكثَرُ ناصِراً | |
|
| وَنَهَضتَ لِلإِسلامِ وَحدَكَ مُظهَرا |
|
فَالبَحرُ لا يُروي بِكَثرَةِ مائِهِ | |
|
| ظَمَأً وَرُبَّ غَمامَةٍ تُحيِي الثَرى |
|
كَم غِبتُ عَنكَ وَحُسنُ صُنعِكَ لَم يَزَل | |
|
| عِندي عَبيراً حَيثُ كُنتَ وَعَنبَرا |
|
وَالنَبتُ عَن لُقيا الغَمامِ بِمَعزَلٍ | |
|
| وَيَبيتُ يَشرَبُ صَوبَهُ المُستَغزِرا |
|
تَنأى وَتَدنو وَالتِفاتُكَ واحِدٌ | |
|
| كَالفِعلِ يَعمَلُ ظاهِراً وَمُقَدَّرا |
|
لَم أَدرِ قَبلَ فِراقُكُم أَنَّ العُلا | |
|
| أَيضاً تَسومُ مُحِبَّها أَن يَسهَرا |
|
كَفّاكَ تُقتُ إِلَيهِما وَأَراهُما | |
|
| لِعِلاجِ سُقمي زَمزَماً وَالكَوثَرا |
|
فَاِمدُد أُقَبِّل ثُمَّ أَحلِفُ أَنَّني | |
|
| قَبَّلتُ في الأَرضِ السَحابَ المُمطِرا |
|