
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| مِنْ دَفْتَرِ الأيَّامِ جئْتُ أُلَمْلِمُ الأحزانَ، |
| أقبض جَمْرَها، وَألوكُ جرحاً في الملامةِ غارقاً، |
| وبدا على كلِّ الدّروب مُمَازحاً |
| غَضَبَ الرصيفِ وجلَّ من تاهوا |
| وباعوا عَصْرَهُمْ، |
| ثمَّ استدانوا خُطْبةً |
| وتقَوَّلوا بالزور، راحوا يبحثونَ عَنِ الحكايةْ |
| ............... |
| الكرنفالُ بدا غريباً، فالعيونُ تصافحَتْ، |
| وشفاهُ مَنْ أحْبَبْتُهُمْ |
| كانَتْ بيادرَ تنثُرُ الأصواتَ والآلامَ |
| لكنِّي وَجَدْتُ بجانبي حسناءَ، |
| تَمْسَحُ دمعةً، فأَخَذْتُ وعداً |
| واشْتَهَيْتُ لقاءَها بَعْدَ الغيابْ.. |
| ................ |
| قرأتْ عليَّ بيانَ عيْنَيْها، |
| ورُحْتُ أردِّدُ الأخطاءَ والأنفاسَ، |
| أسْلَمْتُ المراكبَ والقواعدَ، |
| ثمَّ قلتُ: هوايةٌ مُسْتَقْبَحَةْ.. |
| وهوايةٌ في البحرِ أمضَتْ عُمْرَها |
| صادَتْ عناوينَ الولادةِ، |
| أغْرَقَتْ سُفُنَ المتاهةِ، |
| أبْحَرَتْ في سرِّها، يعلو على أعطافها |
| سحرُ المغامرِ، زعفرانُ القلبِ |
| رجَّحَ حَقَّنا |
| لا.. لا.. أتيتُ إليكِ أُعْلِنُ |
| أنَّني مُذْ سافَرَتْ أرواحُنا |
| ماتَ البَصَرْ |
| ماتَ البَصَرْ.. |
| .................. |
| وَدَمُ الطفولةِ والأنوثةِ واقفٌ |
| لم يرجفْ مِنْ طلقةٍ |
| لم يرتعشْ مِنْ وحْدةٍ |
| إنْ كبَّلوهُ بحزننا فهو المسافِرُ صَوْبَهُمْ |
| وَهُوَ المزعْزِعُ صَمْتَنا، |
| لم يبقَ يا ساداتِ عصري مُتَّسعْ |
| لم تبقَ فينا شهقةٌ |
| إني أراها في زوايا حلمِنا مثل المطرْ |
| قد علَّقَتْ آهاتِنا فوق المنابر |
| بين أتباعِ الولايةِ للسَّفرْ.. |
| ................... |
| تلك الأماسي تبسُطُ الظلَّ الغريبَ |
| لتعْلِنَ الأنباءُ بَعْدَ ترهُّلِ المستغضبينَ |
| نهايةَ الأبعاد واستقبالَ عهدٍ من جليد.. |
| كانَتْ على شرفاتِ يومٍ ليس كالأيام، |
| ليس مكابراً، فيه الحجارةُ أعلنَتْ |
| عرسَ الطفولةِ عرسَ من ساروا |
| على غضبِ الوعودِ وأعلنوا |
| يومَ الزفافِ على موائدَ لامسَتْ |
| حزنَ الشهيد.. |
| ................... |
| بيني وبينَ الواقفين على مشارفِ عشقِنا |
| شيْءٌ من الأشواقِ، والأفلاكُ تفتحُ ثَغْرَها |
| وتُقَبِّل الأمواجَ، فالآمالُ رَمْلٌ شاردٌ |
| والريحُ تقبضُ فيئَنا، |
| وبقيّةٌ من دمعِها قد لامَسَتْ نبضَ البيوتِ |
| وبيتُها ما زال يُغلقُ نافذاتِ قلوبنا |
| لا بدَّ من سِربٍ سيختصر البدايه.. |
| ................. |
| لو أنَّني قاسمتكم يا إخوتي أحزانكم |
| لو شارفت عيني خطوط حضوركم وصمودكم |
| لقبضتُ جمرَ مواسمي، وقَطفتُ وردَ بزوغكم |
| ثم استدرتُ لأقبض الشمس التي نامتْ |
| على شفق التشوُّق، واستعانت بالصبايا |
| والثكالى رُحْنَ ينسجن الدموع على دروب متاهتي |
| ................. |
| في الفجر أندُبُ حظَّ كلِّ أحبتي، |
| إن الأحبة غرّدوا حتى انتهاء وصيّتي، |
| يا للوصية أغلقَتْ أفواهنا |
| واستمطرت لوزاً وتيناً، أحضرت |
| نزفَ الحصار، وبرّرتْ للتائهين شرودها |
| وعنادنا، راحت تمتّع ناظريها بالوفودِ |
| على الموائد.. |
| كم رافقتني توصياتُ الأمِّ تلعقُ صبرها |
| كم لازمتني صورةُ الأنثى وقد جاءَتْ |
| كعصفورٍ يصافحُ خاطري، |
| هذا إذا كانتْ رياحي ماطرة.. |
| وإذا أدَرْتُ الوجهَ قبلَ تقابلِ الأشباهِ، |
| والأشباهُ صاغوا قصةً |
| لا ريشَ فيها، لا تُحلِّقُ |
| فوق أصقاعِ القيامة.... |
| هَلْ تقدرُ الأيام |
| جمع رسائلي؟،ورسائلي ملغومةٌ |
| بالحزن والغضب الجميل |
| وما تبقّى ليس فيه بقيَّةٌ |
| من خافقي.. |
| لي في الوعودِ بشارةٌ |
| منقوشةٌ بالدمع والدّم، |
| حاوروها، قاسموها |
| خبزَها، فالماءُ من بينِ اليدين |
| مُسَرَّبٌ ومُلَوَّعٌ، |
| والراجماتُ على النهودِ تمدَّدتْ |
| حتى استحال الحبُّ نصفَ هديَّةٍ، |
| والنصف أضحى ذاكرةْ.. |
| ............. .... |