أخٌ لِيَ مَشكُورُ المَسَاعِي وَسَيِّدٌ | |
|
| تَسُرُّ بَوَادِيهِ إذَا سَاءَكَ الصَّحبُ |
|
ألَمَّ يُجَالِينِي جَلاَءَ مُجَرّبٍ | |
|
| عَلَى أنَّهُ حَقَّا بِيَ العَالِمُ الطَّبُّ |
|
يُطَالِعُ فِي سُبلِ البَلاَغَةِ مَذهَبِي | |
|
| وَهَل يَستَوِي مَنهَا لِيَ الحَزنُ وَالسُّهبُ |
|
وَكَيفَ أنَا فِيهَأ إذَا مَا تَشَعَّبَت | |
|
| وَضَاقَ عَلَى طُلاَّبِهَا المَنهَجُ الرَّحبُ |
|
فَلُحتُ لَهُ خربت غفل وَمَجهَلٍ | |
|
| يَضَلَّ لَدَيهِ النَّجمُ وَالقَشَمُ النَّكبُ |
|
فَيَا أيُّهَا القَأضِي المُبَجَّلُ وَالَّذِي | |
|
| مَوَارِدُهُ من سري البَاردِ العَذبُ |
|
وَمَن دَان أربَابُ العُلُومِ بأسرِهِم | |
|
| لَهُ بِصَرِيحِ الرّقّوَهوَ لَهُم رَبُّ |
|
أعِيذُكَ أن تَرتَابَ أنَّنِيَ الذِي | |
|
| أتَى سَابِقاً وَالكُلُّ يَنجُرُ أو يحبُو |
|
وَمِثلَي إذَا جَدَّ الرّجَالُ وَاتعَبُوا | |
|
| نُفُوسَهُم سَعياً وَكَدَّهُمُ الخطبُ |
|
تَقَدَّمَ سَبقاً ثَانِياً مِن عِنَانِهِ | |
|
| وَغَادَرَ مَن جَارَاهُ فِي رَهجِهِ يَكبُو |
|
أمِثلُكَ يَعشُو عَن مَكَانِي وَيَمتَرِي | |
|
| بِأنِّيَ مِن أفلاَكِ ذَا الأدَبِ القُطبِ |
|
أيَخفَى عَلَيكَ البَدرُ لَيلَةَ تَمِّهِ | |
|
| وَلَم يَستَتِر عَنكَ البَيَازِكُ وَالشُّهبُ |
|
وَأنتَ الذِي يَلقَى الخَفِيَّاتِ ظَاهِراً | |
|
| بِعَينش نُهًى لَم تُرجَ مِن دُونِهَا الحُجبُ |
|
فَكَيفَ بَمَا وَازَى الجَهُولَ تَمَكُّناً | |
|
| ذُوُو العِلمِ فِيهِ وَاستَوَى السّودُ وَالصُّهبُ |
|
وَحَاشَايَ أن يَمتَدَّ زَهوٌ بِمَنطِقِي | |
|
| وَأن يَستَفِزَّ الحِلمَ فِي قَولِيَ العُجبُ |
|
وَلَكِنَّ لِي فِي يُوسُفَ خَيرَ أسوَةٍ | |
|
| وَلَيسَ عَلَى مَن بَالنَّبِيّ ائتَسَى ذَنبُ |
|
يَقُولُ وَقَالَ الحَقُّ وَالصّدقُ إنَّنِي | |
|
| حَفِيظٌ عَلِيمٌ مَا عَلَى صَادِقٍ عَتبُ |
|
فَلَو كُسِيَ الفُولاَذُ حِدَّةَ خَاظِرِي | |
|
| تَسَاوَى لَدَيهِ اللَّحمُ وَالحَجَرُ الصُّلبُ |
|
وَلَو كَانَ لِلنِّيرَانِ بَعضُ ذَكَائِهِ | |
|
| وَفَاضَت عَلَيهِ لُجَّة البَحرِ لَم يَخبُ |
|
وَمَا اختَصَّ عِلمٌ دُونَ عِلمٍ بِوِجهَتِي | |
|
| بَلَى مَسرَحِي فِي كُلِّهَا الوَاسِعُ الخَصب |
|
تَظَلُّ فُنُونُ العِلمِ تَجلَى إذَا غَدَت | |
|
| بِأيدِي رِجالٍ وَهيَ مَنجُولَةٌ غَصبُ |
|
وَمَا عَزَّنِي وَالحَمدُ لِلَّهِ مَطلَبٌ | |
|
| مِنَ العِلمِ مِمَّا أبقَتِ العُجمُ وَالعُربُ |
|
حَلِيفِي وَمُحيِي هِمَّتِي وَمُنِيرُهَا | |
|
| وَرَافِعُ ذِكرِي حَيثُمَا اتَّصَلَ الرَّكبُ |
|
وَأنسِيَ مُذ خَمسٍ وَعِشرِينَ حِجَّةً | |
|
| أرُوحُ وَأغدُو وَهوَ صَارِمِيَ الغَصبُ |
|
وَخِطَّتِيَ العُليَا الَّتِي لَستُ أتَّقِي | |
|
| حَيَاتِيَ مِنهَأ العَزلُ مَا رَتَعَ الضَّبُ |
|
وَمَالٌ عَمِيمٌ لَستُ أخشَى نَفَادَهُ | |
|
| بِإنفَاقِهِ لاَ بَل يَزيدُ وَيَنصَبُّ |
|
سَمَوتُ بِنَفسِي لاَ بِمَجد هَوَت بِه | |
|
| مِنَ الزَّمَنِ العَدَّاءِ آلاَتُهُ الحُدبُ |
|
عَلَى أنَّنِي لَو شِئتُ قُلتُ مُصَدَّقاً | |
|
| وَأقبَحُ قَولٍ مَا ألَمَّ بِهِ الكَذبُ |
|
وَلَكِنَّهُ مَن لَم يُشِد مَا حَلاَ لَهُ | |
|
| رَغَا فِي مَبَانِيهِ وَضعضَعَهَا السَّقبُ |
|
فَإن شِئتَ فِي عِلمِ الدّيَانَةِ تَلقَنِي | |
|
| نِقَاباً لَهُ لَم يَخفَ عَنِّي لَهُ نَقبُ |
|
وَأمَّا أفَانِينُ الحَدِيثِ فَإنَّنِي | |
|
| أنَا بَحرُهَا الطَّامِي وَيُنبُوعُهَا السَّكبُ |
|
وَقَيَّدت مِن فُتيَا ذَوي الفِقهِ ضَابِطاً | |
|
| بِحِفظِيَ مَا طَالَت بِهِ قَبلَهَا الحِقبُ |
|
وَإن لاَذَ طُلاَّبُ الكَلاَمِ بِجَانِبِي | |
|
| فَإنَّيَ سَاقِيهِم وَكُلُّهُمُ شَربُ |
|
وَعِلمِي بِمَا فِي سِرّ خَصمِي كَعِلمِه | |
|
| فَمَا غَأبَ عَنِّي مِنهُ سَهلٌ وَلاَ صَعبُ |
|
وَإن تُذكَرِ الأشعَأرُ لَم يَكُ خَارِجاً | |
|
| أمَامِي جَريرٌ فِي الرّهَانِ وَلاَ كَعبُ |
|
وَمَا ضَرَّ شِعرِي ان منو شهر والذي | |
|
| وَلَم يَحظَ بِي عِلماً تَمِيمٌ وَلاَ كَلبُ |
|
وأمّا تُسَائِل بِاللُّغَات وَنَحوهَا | |
|
| فَمَا غَابَ عَنِّي مِنهُ سَهلٌ وَلاَ صَعبُ |
|
وَمَا إنَّ شَأنِي عِندَ ذَلِكَ سَابِقٌ | |
|
| عَلَى أنَّنِي لَم يُغرنِي التَّعبُ وَالوَطبُ |
|
وَحَسبُكَ بِي فِي ذي الأعَارِيضِ مَمنَعاً | |
|
| إذَا عُدَّتِ الأوتَادُ وَالشَّطرُ وَالضَّربُ |
|
وَإن شِئتَ أخبَارَ الدهُورِ فَإِنَّنِي | |
|
| أنَا جَامِعُ التَّارِيخ مُذ نَبَتَ الهُضبُ |
|
فَمَا غَابَ عَنِّي أمرُ مَلكٍ مسونه | |
|
| وَلاَ شَدَّ دُونِي أمرُ سِلمٍ وَلاَ حَربُ |
|
سَوَاءٌ عَلَى ذِكرِي قَرِيبٌ وَنَازِحٌ | |
|
| وَمَن حَمَلَت أرضٌ وَمَن ضَمَّهُ التُّربُ |
|
وَإن تُذكَرِ الأنسَابُ كُنتُ نَقِيبَهَا | |
|
| وَلم يَخفَ عَن ذِكرَايَ حَيٌّ وَلاَ شِعبُ |
|
وَلَو أنَّ رُسطَالِيسَ حَي بَدَدتُّهُ | |
|
| وَمَا عَاشَ إلاَّ وَهوَ لِي بِالحَرَى تِربُ |
|
يُسَافِرُ عِلمِي حَيثُ سَافضرتُ ظَاعِناً | |
|
| وَيَصحَبُنِي حَيثُ استَقَلَّت بِيَ الرَّكبُ |
|
مَحَلَّتُهُ صَدرِي وَمَسكَنُ عُمرِهِ | |
|
| بِحَيثُ التَقَى مِنِّي التَّرَائِبُ وَالتِّربُ |
|
إذَا مَا الجَنوبُ استَوطَأت فِي ضِجَاعِهَا | |
|
| فَعَنهُ نَبَا عَن مَضجَعِي مِنِّيَ الجَنبُ |
|
أنَا الشَّمسُ فِي جَوّ العُلُومِ مُنِيرَةٌ | |
|
| وَلَكِنَّ عَيبِي أنَّ مَطلَعِيَ الغَربُ |
|
وَلَو أنَّهُ مِن جَانِبِ الشَّرقِ طَالِعٌ | |
|
| لَجَدَّ عَلَى مَا ضَاعَ من ذِكرِيَ النَّهبُ |
|
وَلِي نَحوَ أكنَافِ العِرَاقِ صَبَابَةٌ | |
|
| وَلاَ غَروَ أن يَستَوحِشَ الكَلِفُ الصَّبُّ |
|
فَإن يُنزِلِ الرَّحمَانُ رَحلِيَ دُونَهُم | |
|
| فَحِينَئِذٍ يَمضِي التَّأسُّفُ وَالكَربُ |
|
فَكَم قَائِلٍ أغفَلتُهُ وَهوَ حَاضِرٌ | |
|
| وَأطلُبُ مَا عَنهُ تَجِيءُ بِهِ الكُتبُ |
|
هُنَالِكَ يُدرَى أنَّ لِلبُعدِ قِصَّةً | |
|
| وَأنَّ فَسَادَ العِلمِ آفَتُهُ القُربُ |
|
فَيَا عَجَباً مَن غَابَ عَنهُم تَشَوَّقُوا | |
|
| لَهُ وَدَنَوا لِمُزمِنِ دَرَاهِم ذَنبُ |
|
وَإنَّ مَكَاناً ضَاقَ عَنِّي لَضَيِّقٌ | |
|
| عَلَى أنَّهُ فَيحٌ مَذَاهِبُهُ سُهبُ |
|
وَإنَّ رِجَالاً ضَيَّعُونِي لَضُيَّعٌ | |
|
| وَإنَّ زَمَاناً لَم أنَل خِصبَهُ جَدبُ |
|
وَلَو إنَّنِي خضاطَبتُ فَي النَّاسِ جَاهِلاً | |
|
| لَقِيلَ دَعَأوٍ لاَ يَقُوم لَهَا طُنبُ |
|
وَلَكِنَّنِي خَاطَبتُ أعلَمَ مَن مَشَى | |
|
| وَمَن كُلُّ عِلمٍ فَهوَ فِيهِ لَنَا حَسبُ |
|
يُصَدّقُنِي فِي وَصفِهِ كُلُّ سَامِعٍ | |
|
| يَقِيناً وَلاَ يَأبَى لِسَانٌ وَلاَ قَلبُ |
|