أُهَنِّيكُما مَا يَهْنِئُ الدِّينَ مِنكُما | |
|
| هدىً ونَدىً فلْيَسْلَمِ الدِّينُ واسْلَما |
|
وشهرٌ تولَّى راضِياً قَدْ بلَغْتُما | |
|
| مداهُ كِراماً قُوَّمَ الليلِ صُوَّما |
|
وفِطرٌ تحلَّى بالصلاةِ إلى الَّذي | |
|
| دَعَوْناهُ ألّا يُوحِشَ الأرْضَ مِنكُما |
|
فأسْفرَ عن وجْهٍ تجلَّى سَناكُما | |
|
| وصدقٍ تجلَّى بالسلامِ عَلَيْكُما |
|
وأكرِم بِه فِطراً يْبَشِّرُ بالمُنى | |
|
| وعيداً مُعاداً بالسرورِ لَدَيْكُما |
|
ولم أرْ يوماً كَانَ أبْهجَ مَنظَراً | |
|
| وأسْنى وأسْرى فِي القلوبِ وأكْرَما |
|
وأكبَرَ أَقماراً عَلَوْنَ أهِلَّةً | |
|
| وعالَيْنَ فِي جَوٍّ من النَّقْعِ أنْجُما |
|
ولا مَلِكاً قَدْ عظَّمَ اللهُ قَدْرَهُ | |
|
| أَقَلَّ اختيالاً منكُما وتَعَظُّما |
|
يُضاحِكُ فِيهِ الشمسُ دُرّاً وجَوْهَراً | |
|
| ويحسُدُ منهُ الرَّوْضُ وَشْياً مُنَمْنما |
|
وخُطَّابُ أمرِ الثَّغْرِ قَدْ صَدَقَتْهُمُ | |
|
| عيونٌ يُعَفِّينَ الحديثَ المُتَرْجَما |
|
خَلَتْ لكَما من كلِّ بَعْلٍ ومالِكٍ | |
|
| ونادتكُما للنّصْرِ فَذَّاً وتَوْأمَا |
|
دوالَيْكُما إنَّ الرَّمايا لِمَنْ رَمى | |
|
| ودونَكُما إنَّ العزيزَ لِمَنْ حَمى |
|
فإنَّ جَنِيَّ الباسِقاتِ لِمنْ جَنى | |
|
| وإنَّ سماءَ المَكرُماتِ لِمَنْ سَما |
|
وما تَيَّم الأخطارَ والرُّتَبَ العُلى | |
|
| كَمَنْ باتَ مَشْغوفاً بِهِنَّ مُتَيَّما |
|
ومَنْ رَفَعَ الأعلامَ فِي السَّلْمِ والوغى | |
|
| لِيجعلَها للحقِّ والعدلِ سُلَّما |
|
ومَنْ ليسَ يرضى الفضلَ إلّا مُبادِئاً | |
|
| ولا يصنَعُ المعروفَ إلّا مُتَمِّما |
|
ومن لا يرى نَيْلَ المراتِبِ مَغنَماً | |
|
| لمَنْ قَدْ يرى بذلَ الرَّغائِبِ مَغرَما |
|
ومن حَدَّ ألّا يُورِدَ الماءَ خيلَهُ | |
|
| غداةَ الوغى حتَّى يخوضَ بِهَا الدَّما |
|
ومن ليسَ يرضى حُكْمَ يُمْناهُ فِي العِدى | |
|
| إذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ النَّدى مُتَحَكِّما |
|
ومن بَشَّرَ الإسلامَ بالسَّلْمِ قادِماً | |
|
| وأنذرَ حِزْبَ البَغيِ بالسيفِ مُقْدِما |
|
مكارِمُ تعتامُ الكِرامَ فلا تَبِتْ | |
|
| كريمةُ هَذَا الثغرِ منهنَّ أَيِّما |
|
فَشُدَّا لَهَا مِيثاقَ مَهْرٍ مُؤجَّلٍ | |
|
| وسُوقا إليها المَهْرَ مَهْراً مُقَدَّما |
|
فقد لَبِسْتَ بُرْدَ الوفاءِ وَقَلَّدَتْ | |
|
| ترائبَها عِقْدَ الوفاءِ مُنَظَّما |
|
وقد أشرَقَتْ مِنْ فَوقِ تاجُو مُنِيفَةً | |
|
| بتاجِ هِلالٍ قَدْ تَكَلَّلَ أنْجُما |
|
وأنَّى بِهَا عن كُفْرِها ومَلِيكِها | |
|
| وبالهائِمِ المُشْتاقِ عَنْها وعَنْكُما |
|
وفِلْذَةُ قَلبي فِي حِماها رَهِينَةً | |
|
| وإنسانُ عَيْني فِي ذَراها مُخَيِّما |
|
تَقَسَّمَ رَيْبُ الدَّهْرِ والنَّأي شملَنا | |
|
| وقلباً غدا لِلبَينِ نَهْباَ مُقَسَّما |
|
فما نَأْتسِي إِلّا أَسىً وتَعَزِّياً | |
|
| وَمَا نلتَقي إِلّا كَرىً وتَوَهُّما |
|
لياليَ كالإِعدامِ طَوَّلَها الأَسى | |
|
| وطاوَلْتُها حَوْلاً وحَوْلاً مُجَرَّمَا |
|
أَسَهْماً رماهُ عن قِسِيِّ جَوانِحِي | |
|
| فِراقٌ فوَالى منهُ قَلْبيَ أَسْهُما |
|
بذكراكَ شَاجَيْتَ الحمامَ فلَوْ وَفى | |
|
| لأَنباكَ عن شَجْوِي إذَا مَا تَرَنَّما |
|
وإِنْ يَرْعَ لي وَكْفُ الحيا حقَّ مُسعِدٍ | |
|
| يُخَبِّرْكَ عن دمعي إليك إذا همى |
|
فكم عذتُ من لَيْلِ الهمومِ بلَيْلَةٍ | |
|
| تركتُ بِهَا الأَجفانَ حَسْرَى ونُوَّمَا |
|
فأَسْرَيْتُها بِالشِّعْرَيَيْنِ مُفَرِّطاً | |
|
| وأَفْنَيْتُها بالقلبِ عنها مُخَيِّما |
|
وكم ليلةٍ ليلاءَ وافَيْتُ صُبْحَها | |
|
| أَذَرَّ عَلَى عيني ظلاماً وأَظْلَما |
|
دُجىً مثلَ جِلْبابِ السماءِ اسْتَمَرَّ بِي | |
|
| فَقَنَّعَ فَوْدَيَّ المشيبَ وعَمَّما |
|
وصبحاً كسا الآفاقَ نُوراً وبهجةً | |
|
| ووَجْهِيَ قِطْعاً من دُجى الليلِ مُظْلما |
|
وكم لُجَّةٍ خضراءَ من لُجَجِ الرَّدى | |
|
| ركبتُ لَهَا فِي الليلِ أَظْلَمَ أَدْهَما |
|
كسا الصُّبْحُ أَعلاهُ مُلاءً مُهدَّباً | |
|
| وأَسفَلَهُ الإِظلامُ بُرْداً مُحَمَّما |
|
إذَا رَقرَقَتْ رِيحُ الصَّبا من جَناحِه | |
|
| تَحَمَّلَ أُكْمَ الموتِ غَرْقى وعُوَّما |
|
فأَهْوِ بِهِ فِي مُفْرَجِ الموتِ حَيَّةً | |
|
| وأَعْلِ بِهِ فِي هَضْبَةِ الحَيْنِ أَعْصَما |
|
خطوباً لبستُ الصَّبْرَ حَتَّى جَعَلْتُها | |
|
| لِمَرْقى أَيادِي العامِرِيِّينَ سُلَّما |
|
فأَصْبَحْتُ نَجْماً فِي سماءِ كَرَامَةٍ | |
|
| مُحَيَّاً مُفَدَّىً بالنُّفوسِ مُعَظَّما |
|
مَليكَيْ زمانَيْنا وجارَيْ دِيارِنا | |
|
| بِزَاهِرَةِ المُلْكِ الَّتِي أَنْجَبَتْهُما |
|
بعِزِّ لواءٍ يبلُغُ النجمَ إِنْ عَلا | |
|
| وبَحْرِ عَطاءٍ يَرْغَبُ الأَرْضَ إِنْ طَمى |
|
وخيلٍ تَهُدُّ الأَرضَ تَسْرِي وتَغْتَدِي | |
|
| تقودُ ملوكَ الأَرضِ أَسْراً ومَغْنَما |
|
أَما والقُصورِ البِيضِ منها وَمَا حَوَتْ | |
|
| من الصِّيدِ كالآسادِ والبِيضِ كالدُّمى |
|
وَمَا عَمَرَتْ منها الليالي وغَيَّرَتْ | |
|
| وشَيَّدَ أَمْرُ اللهِ فِيهَا وهَدَّما |
|
وعافِي قُصورٍ من قصورٍ بَلاقِعٍ | |
|
| إذَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ فِيهِنَّ أَظْلَما |
|
لقد سُلِّيَتْ عنها بلادٌ حَوَتْكُما | |
|
| وَقَدْ عُوِّضَتْ مِنها جُفونٌ رأَتْكُما |
|
فآواكُما ذُو العَرْشِ فِي ظِلِّ أَمْنِهِ | |
|
| ولا حَلَّ عَقْدَ النَّصْرِ منهُ عَلَيْكُما |
|
جَزَاءً لما أَوْلَيْتُما وكَفَيْتُما | |
|
| وآوَيْتُما من غُرْبَةٍ وكَنفْتُما |
|