كَذا ينتهي البَدْرُ المُنيرُ إلى الشمْسِ | |
|
| وتَمْتَزجُ النفسُ الكريمةُ بالنَفْسِ |
|
وتَلْتَحِمُ الأنسابُ من بَعْدِ بُعْدِها | |
|
| وتدنو القلوبُ المُوحشاتُ إلى الأنسِ |
|
ويُجْمَعُ شملُ الوَصْلِ من فُرْقَةِ القِلى | |
|
| ويُرْفَعُ بَنْدُ الوَصلِ من مَصْرَعِ النِّكْسِ |
|
كجمعِ سُلَيْمانَ النبيِّ بصِهْرِكُمْ | |
|
| ذوي يَمَنٍ والشامِ والجِنِّ والإنسِ |
|
وتأليفِ ذِي القرْنَينِ إذ هُدِيَتْ لَهُ | |
|
| كرِيمةُ دارَا دَعوَةَ الرُّومِ والفُرسِ |
|
فأْهلاً بذاتِ التَّاجِ من سَلَفِ العُلا | |
|
| إلى ابنِ ذَوي التِّيجانِ فِي سالِفِ الحَرْسِ |
|
إلى وارِثِ الأحسابِ هُوداً وتُبَّعاً | |
|
| وباني العُلا بالدِّينِ سَمْكاً عَلَى أُسِّ |
|
ولابِسِ حِلْمٍ قَدْ تناهى مَدى النُّهى | |
|
| وحاجِبِ مُلكٍ قَدْ عَلا حاجِبَ الشَمْسِ |
|
ويا رُبَّ حَرْبٍ أسْمَعَتهُ دعاءها | |
|
| بِهِنْدِيَّةٍ عُرْبٍ وألسِنَةٍ خُرْسِ |
|
فكم سَلَّ من كَرْبٍ وأنْقَذَ من عَمىً | |
|
| وَروَّح من رُوحٍ ونفَّسَ من نَفْسِ |
|
وأسْبَلَ من غَيْثٍ ومَلَّأَ من يَدٍ | |
|
| وكم فَكَّ من غُلٍّ وأطْلَقَ من حَبْسِ |
|
زكا فَرعُها فِي آلِ ذِي النُّونِ سُنَّةً | |
|
| بِهَا رَاقَتِ الأثمارُ فِي يابِسِ الغرسِ |
|
فلِلَّهِ أكْفاءٌ تدانَوْا لِصَفْقَةٍ | |
|
| من الصِّهْرِ قَدْ جلَّتْ عن الغَبنِ والوَكسِ |
|
وذكَّرَهُمْ يومُ التخاذُلِ يَوْمَهُمْ | |
|
| بموتِ عهودٍ كُنَّ يَحْيَيْنَ بالأمسِ |
|
فأسمَعَهُمْ داعي تُجيبَ فمثَّلوا | |
|
| الدَّاعِي إلى الجودِ والبأسِ |
|
فيا ذِمَّةَ الصِّهر الَّذِي شَدَّ عَهْدَها | |
|
| بخاتِمَةِ الآياتِ من آيةِ الكُرسِي |
|
فَعَفّتْ رسومَ الغَدْرِ من ظاهرِ الثرى | |
|
| وخَطَّتْ وفاءَ العهدِ فِي صَفْحَةِ الشَّمسِ |
|
وسلَّتْ منَ الإقبالِ والهَدْي والهُدى | |
|
| صوارِمَ لا تُثْنى بِدِرْعٍ ولا تُرْسِ |
|
إذا غَنِمَتْ جاءَتكَ بالأمنِ والمُنى | |
|
| وإن غضِبتْ أنحَتْ عَلَى الشُومِ والتَّعْسِ |
|
بسَرَّاءَ مِمَّا ثَبَّتَ اللهُ أو مَحا | |
|
| وشَحناءَ مما يَنْسخُ اللهُ أو يُنسي |
|
لها أعيُنٌ أهْدى إلى الحَقِّ من قَطاً | |
|
| وألسِنةٌ بالسَّلْمِ أخطبُ من قَسِّ |
|
وما قَصَّرَتْ عن ساعِيَيْ آلِ مُرَّةٍ | |
|
| لصُلْحِ بني ذُبْيانَ والحَيِّ من عَبْسِ |
|
ولله مَا زُفَّتْ ليحيى كتائِبٌ | |
|
| مُرَوِّعَةُ الإقدامِ مُرْهِبَةُ الجَرْسِ |
|
يُضِيءُ الدُّجى من عِزِّ من حَلَّ وَسْطَها | |
|
| ويُظْلمُ عنها ثاقِبُ الوَهْمِ والحِسِّ |
|
ويُحجَبُ بالرَّاياتِ فِي مُشرقِ الفَلا | |
|
| ويُشْرقُ بالإعظامِ فِي الظُلَمِ الدُّمْسِ |
|
وقد رُفِعَتْ رَفْعَ الحصونِ قِبابُها | |
|
| عَلَى حُلَلِ الإحصانِ والطُّهْرِ والقُدْسِ |
|
وحُلِّيَتِ البيضُ الصَّوارم والقنا | |
|
| عَلَى الدُّرِّ والياقوتِ لُبساً عَلَى لُبْسِ |
|
هِداءٌ هَدى سُبْلَ الرَّغائِبِ وانْتَحى | |
|
| يُنَشِّرُ مَيْتَ السَّلْمِ من ظُلَمِ الرَّمْسِ |
|
ويومُ بِناءٍ قَدْ بَنى فرْجَةَ المُنى | |
|
| بعُرْسٍ غَدَتْ منه المكارِمُ في عُرْس |
|
وقد أذَّنا فِي الأرضِ حَيَّ ومَرْحَباً | |
|
| إلى المَشهَدِ المذكورِ والمَنظَرِ المُنْسي |
|
يُريكَ النجومَ الزُهْرَ فِي مَجْلِسِ القِرى | |
|
| من الطَّاسِ والإبريقِ والجام والكأسِ |
|
وسَقْيٌ يُنَسِّي الإلفَ ريقةَ إلفِهِ | |
|
| وطعْمٌ لهُ وقعُ الحياةِ من النَّفْسِ |
|
وأمواهُ وَرْدٍ فِي وُرُودِ حِياضِها | |
|
| شفاءُ الظِّماءِ الهِيمِ من غُلَّةِ الخِمسِ |
|
وغَيمٌ من العُودِ الذَّكيِّ تراكَمَتْ | |
|
| أعاِليهِ حَتَّى كِدْنَ يُوجَدْنَ باللَّمْسِ |
|
وغالِيَةٌ تكسو المشيبَ شَبابَهُ | |
|
| وتُنَبِتُ سُودَ العُذْرِ فِي الأوْجُهِ المُلْسِ |
|
مكارمُ أضحت للرجال مغانماً | |
|
| بلا نصب المغزي ولا سُنَّةِ الخُمْس |
|
فإنْ حَمَلَتْ من بعدِها سَيْفَ فِتْنَةٍ | |
|
| يَدٌ فَتَخَلَّتْ من أنامِلِهَا الخَمْسِ |
|
وإن أوْتَرَتْ قَوساً إلى رَمْيِ مُسْلِمٍ | |
|
| فلا انْفَصَلَتْ عن مَقْبِضِ العَضْمِ والعَجْسِ |
|
ولا ضاعَتِ الأنسابُ بالغَدر والقِلى | |
|
| ولا بِيعَتِ الأحسابُ بالثَّمَنِ البَخْسِ |
|
ولا زالَ مَا ترْجُوهُ أقْرَبَ من غَدٍ | |
|
| ولا انْفَكَّ مَا تخشاهُ أبْعَدَ من أَمْسِ |
|