إِن تفخَرِ الدنيا فأَنتَ فَخَارُها | |
|
| أَوْ تَخْتَرِ العليا فأَنتَ خِيارُها |
|
المجدُ ممنوعٌ بسيفِكَ عِزُّهُ | |
|
| والأَرضُ معمورٌ بِمُلْكِكَ دارُها |
|
زُهِيَتْ بذكرِكَ أَرضُها وسماؤها | |
|
| وجرى بسعدِكَ ليلُها ونهارُها |
|
هُدِيَتْ بِهَدْيِكَ فِي الظَّلامِ نجومُها | |
|
| وسرَتْ بنورِكَ فِي الدجى أَقمارُها |
|
يا عامِرِيّينَ اعْمُرُوا رُتَبَ العُلا | |
|
| فَلَكُمْ سَنيُّ سنائِها وفخارُها |
|
وتمكَّنُوا من دَولَةِ العِزِّ الَّتِي | |
|
| أَنتُمْ زَكِيُّ أَرُومِها ونجارُها |
|
لا تَعْدَمَنَّ عُلاكُمُ الرُّتَبَ الَّتِي | |
|
| أَضحَتْ مُعَظَّمَةً بكُمْ أَقدارُها |
|
بكُمُ اكْتَسَتْ حُلَلَ السَّنا وبِسَعْيِكُمْ | |
|
| ضاءَتْ معالمها وحِيطَ ذِمارُها |
|
رَضِيَتْ تَعَبُّدَكُمْ لَهَا أَملاكُها | |
|
| وتفاخَرَتْ بولائِكُمْ أَحرارُها |
|
من دوحَةِ الكَرَمِ المُنَعَّمَةِ الَّتِي | |
|
| أَخَذَتْ بآفاقِ العُلا أَشجارُها |
|
مُدَّتْ لأَمْنِ المسلمينَ ظِلالُها | |
|
| ودَنَتْ لأَرزاقِ العبادِ ثِمارُها |
|
فِي ذِرْوَةِ الشَّرَفِ الَّتِي شادَتْ لكُمْ | |
|
| شُرُفاتِها قحطانُها ونِزارُها |
|
أَعْطَتْكُمُ رَهْنَ السباقِ جيادُها | |
|
| وخَلا لفائِتِ شأْوِكُمْ مِضْمارُها |
|
سَبَقَ القضاءُ بأَنكم أملاكُها | |
|
| دونَ الأَنامِ وأَنكم أَنصارُها |
|
للهِ منكَ إِذَا الشِّفارُ تقاصَرَتْ | |
|
| هِمَمٌ تَمُرُّ بِمَرِّها أَقدارُها |
|
يا قائِدَ الخيلِ العِتاقِ كَأَنَّما | |
|
| عَزَماتُهُ أَرماحُها وشِفارُها |
|
ليثٌ يُخاطِرُ فِي المَكَرِّ بنفسِهِ | |
|
| هِمَمٌ عظيمٌ فِي العلا أَخطارُها |
|
أَوطَأْتَ أَرضَ المشركينَ كتائِباً | |
|
| فِيهَا وَشيكُ فَنائها ودَمَارُها |
|
وتركتَ أَرضَ لِيُونَ وَهْيَ كَأَنَّها | |
|
| لَمْ تَغْنَ بالأَمسِ القريبِ دِيارُها |
|
مرفوعةً لَكَ فِي العُلا أَعلامُها | |
|
| لما غَدَتْ بك عافِياً آثارُها |
|
شِيَعٌ حواها حَدُّ سيفِكَ عنوةً | |
|
| أَضحتْ وعُقْبى الإِنتقامِ قُصارُها |
|
وفلولُ من فات الفِرارَ بنفسِهِ | |
|
| جاءَتْ يُعاجِلُها إِلَيْكَ فِرارُها |
|
من بعدِ مَا عاذَتْ بحفظِ حياتِها | |
|
| ببروجِ مَنْعٍ للنجومِ جِوارُها |
|
واستعصمَتْ بمعاقِلٍ قَدْ أَصبَحَتْ | |
|
| لِلْحَيْنِ وهي قيودُها وإِسارُها |
|
غُبِقُوا بخمرِ الحربِ صِرْفاً فاغتَدتْ | |
|
| تِلْكَ الحفائِظَ والحتوفَ خُمارُها |
|
وكأَنَّما بَصُرَتْ لظىً بمكانِهِمْ | |
|
| مُتَمَنِّعِينَ فعاجَلَتْهُمْ نارُها |
|
نارٌ تطايَرُ بالغُواةِ كَأَنَّها | |
|
| حِينَ ارتمَتْ بِهِمُ هناكَ شَرارُها |
|
وتَبَرَّؤوا من كُلِّ مُخْطَفَةِ الحشا | |
|
| محفوظَةٍ لحليلها أَطْهارُها |
|
شَجِيتَ بمصرَعِ بعلِها ثُمَّ انْثَنَتْ | |
|
| مطلوبَةً بجفونِها أَوْتارُها |
|
من كُلِّ مُغْرَمَةٍ بِخِلٍّ تَمْتَرِي | |
|
| السَّيْفُ أَمضى فِيهِ أم تذكارُها |
|
لَبِسَتْ ثيابَ الأَمنِ حينَ تَمَنَّعَتْ | |
|
| آفاقُها وتباعَدَتْ أَقطارُها |
|
وتسربَلَتْ حُلَلَ الثُّلُوجِ جِبالُها | |
|
| واسْتَفْرَغَتْ مَدَّ الحَيا أَنهارُها |
|
والخيلُ والأَبطالُ تجهد خَلْفَها | |
|
| أَلّا يَشِطَّ عَلَى الخليلِ مَزارُها |
|
حَتَّى عَبَرْنَ خليجَ دُويْرُ كَأَنَّها | |
|
| سُفُنٌ ترامى بالحتوفِ بِحارُها |
|
بقواضِبٍ قُضِبَتْ بِهِنَّ حياتُها | |
|
| وصوارِمٍ صُرِمَتْ بِهَا أَعمارُها |
|
وكتائِبٍ لَهِجَتْ بَطَيِّبِ ذِكْرِكُمْ | |
|
| فلذيذُهُ عندَ الهياجِ شِعارُها |
|
وكأَنَّهُنَّ وَقَدْ دَجَتْ ظُلَمُ الوَغى | |
|
| فِي الرَّوعِ أَفلاكٌ عَلَيْكَ مَدَارُها |
|
وَصَلَتْ بِيُمْنِكَ صَوْمَها بجهادِها | |
|
| وندى يَدَيْكَ بأَوْبِها إِفطارُها |
|
حَتَّى قَدِمْتَ بِمَفْخَرِ الفَتْحِ الَّذِي | |
|
| أَحْيا المُنى بقدومِهِ اسْتِبْشَارُها |
|
وطَلَعْتَ للمُتَأَمِّلِينَ بِغُرَّةٍ | |
|
| كالشمسِ يَحْسِرُ دونَها أَبصارُها |
|
فنفوسُ أَهلِ الخافِقَيْنِ فِداؤُها | |
|
| واللهُ من صرفِ الحوادِثِ جارُها |
|