دَعِي عَزَماتِ المستضامِ تسيرُ | |
|
| فَتُنْجِدُ فِي عُرْضِ الفَلا وتَغُورُ |
|
لعلَّ بما أَشجاكِ من لوعةِ النَّوى | |
|
| يُعَزُّ ذليلٌ أَوْ يُفَكُّ أَسيرُ |
|
أَلَمْ تعلَمِي أَن الثَّواءَ هو التَّوى | |
|
| وأَنَّ بيوتَ العاجِزينَ قُبورُ |
|
ولم تزجُرِي طَيْرَ السُّرى بِحروفِها | |
|
| فَتُنْبِئْكِ إِنْ يَمَّنَّ فَهْيَ سُرورُ |
|
تُخَوِّفُنِي طولَ السِّفارِ وإِنَّهُ | |
|
| لتقبيلِ كفِّ العامِريّ سَفِيرُ |
|
دَعِيني أَرِدْ ماءَ المفاوِزِ آجِناً | |
|
| إِلَى حَيْثُ ماءُ المكرُمَاتِ نميرُ |
|
وأَخْتَلِسِ الأَيَّامَ خُلْسَةَ فاتِكٍ | |
|
| إِلَى حَيْثُ لي مِنْ غَدْرِهِنَّ خَفِيرُ |
|
فإِنَّ خطيراتِ المهالِكِ ضُمَّنٌ | |
|
| لراكِبِها أَنَّ الجزاءَ خطيرُ |
|
ولَمَّا تدانَتْ للوداعِ وَقَدْ هَفا | |
|
| بصَبْرِيَ منها أَنَّةٌ وزَفيرُ |
|
تناشِدُني عَهْدَ المَوَدَّةِ والهَوى | |
|
| وَفِي المَهْدِ مبغومُ النِّداءِ صَغيرُ |
|
عِيِيٌّ بمرجوعِ الخطابِ ولَفْظُهُ | |
|
| بمَوْقِعِ أَهواءِ النفوسِ خَبيرُ |
|
تبوَّأَ ممنوعَ القلوبِ ومُهِّدَتْ | |
|
| لَهُ أَذرُعٌ محفوفَةٌ ونُحُورُ |
|
فكلُّ مُفَدَّاةِ الترائِبِ مُرْضِعٌ | |
|
| وكلُّ مُحَيَّاةِ المحاسِنِ ظِيرُ |
|
عَصَيْتُ شفيعَ النفس فِيهِ وقادَنِي | |
|
| رَوَاحٌ لِتَدْآبَ السُّرى وبُكُورُ |
|
وطارَ جَناحُ الشَّوْقِ بِي وَهَفَتْ بِهَا | |
|
| جوانِحُ من ذُعْرِ الفِراقِ تطيرُ |
|
لئِنْ وَدَّعَتْ مني غَيوراً فإِنَّنِي | |
|
| عَلَى عَزْمَتِي من شَجْوِها لَغَيُورُ |
|
ولو شاهَدَتْنِي والصَّواخِدُ تَلْتَظِي | |
|
| عَلَيَّ ورقراقُ السراب يَمُورُ |
|
أُسَلِّطُ حَرَّ الهاجِراتِ إذَا سَطَا | |
|
| عَلَى حُرِّ وَجْهِي والأَصيلُ هَجِيرُ |
|
وأَسْتَنْشِقُ النَّكْباءَ وَهْيَ بَوارِحٌ | |
|
| وأَسْتَوْطِئُ الرَّمْضاءَ وَهْيَ تَفُورُ |
|
ولِلْمَوْتِ فِي عيشِ الجبانِ تلوُّنٌ | |
|
| وللذُّعْرِ فِي سَمْعِ الجريءِ صَفيرُ |
|
لَبانَ لَهَا أَنِّي مِنَ الضَّيْمِ جازِعٌ | |
|
| وأَنِّي عَلَى مَضِّ الخُطُوبِ صَبُورُ |
|
أَمِيرٌ عَلَى غَوْلِ التَّنائِفِ مَا لَهُ | |
|
| إذَا رِيعَ إلّا المَشْرِفيَّ وَزِيرُ |
|
ولو بَصُرَتْ بِي والسُّرى جُلُّ عَزْمَتي | |
|
| وجَرْسِي لِجِنَّانِ الفَلاةِ سَمِيرُ |
|
وأَعْتَسِفُ المَوْمَاةَ فِي غَسْقِ الدُّجى | |
|
| وللأُسْدِ فِي غِيلِ الغِياضِ زَئِيرُ |
|
وَقَدْ حَوَّمَتْ زُهْرُ النُّجومِ كَأَنَّها | |
|
| كواعِبُ فِي خُضْرِ الحَدائِقِ حُورُ |
|
ودارَتْ نجومُ القُطْبِ حَتَّى كَأَنَّها | |
|
| كُؤوسُ مَهاً والى بِهِنَّ مُدِيرُ |
|
وَقَدْ خَيَّلَتْ طُرْقُ المَجَرَّةِ أَنَّها | |
|
| عَلَى مَفْرِقِ الليلِ البهيمِ قَتِيرُ |
|
وثاقِبَ عَزْمِي والظَّلامُ مُرَوِّعٌ | |
|
| وَقَدْ غَضَّ أَجفانَ النجومِ فُتُورُ |
|
لَقَدْ أَيْقَنَتْ أَنَّ المنى طَوْعُ هِمَّتِي | |
|
| وأَنِّي بعطفِ العامِريِّ جديرُ |
|
وأَنِّي بذكراهُ لِهَمِّيَ زاجِرٌ | |
|
| وأَنِّيَ منهُ للخطوبِ نذِيرُ |
|
وأَيُّ فتىً للدينِ والملكِ والنَّدى | |
|
| وتَصْدِيقُ ظَنِّ الراغِبِينَ نَزُورُ |
|
مُجِيرُ الهُدى والدينِ من كُلِّ مُلْحِدٍ | |
|
| وَلَيْسَ عَلَيْهِ لِلضَّلالِ مُجِيرُ |
|
تلاقَتْ عَلَيْهِ من تَميمٍ ويَعْرُبٍ | |
|
| شُموسٌ تَلالا فِي العُلا وبُدُورُ |
|
منَ الحِمْيَرَيِّينَ الَّذِينَ أَكُفُّهُمْ | |
|
| سحائِبُ تَهْمِي بالنَّدى وبُحُورُ |
|
ذَوُو دُوَلِ المُلْكِ الَّذِي سَلَفَتْ بِهَا | |
|
| لَهُمْ أَعصُرٌ مَوْصُولَةٌ ودُهُورُ |
|
لَهُمْ بَذَلَ الدهرُ الأَبيُّ قِيادَهُ | |
|
| وهُمْ سَكَّنُوا الأَيَّامَ وَهْيَ نَفُورُ |
|
وهُمْ ضَرَبُوا الآفاقَ شرقاً ومغرِباً | |
|
| بِجَمْعٍ يَسيرُ النَّصْرُ حَيْثُ يَسيرُ |
|
وهُمْ يَستَقِلُّونَ الحياةَ لِرَاغِبٍ | |
|
| ويَسْتَصْغِرُونَ الخطْبَ وَهْوَ كبيرُ |
|
وهُمْ نَصَرُوا حِزْبَ النُّبُوَّةِ والهُدى | |
|
| وَلَيْسَ لَهَا فِي العالَمِينَ نَصِيرُ |
|
وهُمْ صَدَّقُوا بالوَحْيِ لَمّا أَتاهُمُ | |
|
| وَمَا النَّاسُ إِلّا عائِدٌ وكَفُورُ |
|
مناقِبُ يَعْيا الوَصْفُ عَنْ كُنْهِ قَدْرِها | |
|
| ويَرْجِعُ عَنْها الوَهْمُ وَهْوَ حَسِيرُ |
|
ألا كُلُّ مَدْحٍ عَنْ مَدَاكَ مُقَصِّرٌ | |
|
| وكلُّ رجاءٍ فِي سِواكَ غُرُورُ |
|
تَمَلَّيْتَ هَذَا العيدَ عِدَّةَ أَعْصُرٍ | |
|
| تُوَالِيكَ منها أَنعُمٌ وحُبُورُ |
|
ولا فَقَدَتْ أَيَّامَكَ الغُرَّ أَنفُسٌ | |
|
| حياتُكَ أَعيادٌ لهم وسُرورُ |
|
ولما تَوافَوْا للسَّلامِ ورُفِّعَتْ | |
|
| عن الشمسِ فِي أُفْقِ الشُّروقِ سُتورُ |
|
وَقَدْ قامَ من زُرقِ الأَسِنَّةِ دُونَها | |
|
| صفوفٌ ومن بِيضِ السُّيوفِ سُطُورُ |
|
رأَوْا طاعَةَ الرَّحمنِ كَيْفَ اعتِزازُها | |
|
| وآياتِ صُنْعِ اللهِ كَيْفَ تُنيرُ |
|
وكَيْفَ اسْتَوى بالبَحْرِ والبَدْرِ مَجْلِسٌ | |
|
| وقامَ بِعِبْءِ الرَّاسِياتِ سَريرُ |
|
فَسارُوا عِجالاً والقُلوبُ خَوَافِقٌ | |
|
| وأُدْنُوا بِطاءً والنَّوَاظِرُ صُورُ |
|
يَقُولونَ والإِجلالُ يُخْرِسُ أَلسُناً | |
|
| وحازَتْ عُيُونٌ مِلأَها وصُدُورُ |
|
لقَدْ حاطَ أَعلامَ الهُدى بِكَ حائِطٌ | |
|
| وقَدَّرَ فيكَ المَكْرماتِ قَدِيرُ |
|
مُقِيمٌ عَلَى بَذْلِ الرَّغائِبِ واللُّهى | |
|
| وفِكْرُكَ فِي أَقْصى البِلادِ يَسيرُ |
|
وأَيْنَ انْتَوى فَلُّ الضَّلالَةِ فَانْتَهى | |
|
| وأَيْنَ جُيُوشُ المسلِمينَ تُغِيرُ |
|
وحَسْبُكَ من خَفْضِ النَّعِيمِ مُعَيِّداً | |
|
| جِهازٌ إِلَى أَرضِ العِدى ونَفِيرُ |
|
فَقُدْها إِلَى الأَعداءِ شُعْثاً كَأَنَّها | |
|
| أَرَاقِمُ فِي شُمِّ الرُّبى وصُقُورُ |
|
فَعَزْمُكَ بالنَّصْرِ العَزِيزِ مُخَبِّرٌ | |
|
| وسَعْدُكَ بالفَتْحِ المُبِينِ بَشِيرُ |
|
ونادَاكَ يَا ابْنَ المُنْعِمِينَ ابْنُ عَشرَةٍ | |
|
| وعَبدٌ لِنُعْماكَ الجِسامِ شَكُورُ |
|
غَنِيٌّ بِجَدْوى واحَتَيْكَ وإِنَّهُ | |
|
| إِلَى سَبَبٍ يُدْني رِضاكَ فَقِيرُ |
|
ومِنْ دُونِ سِتْرَيْ عِفَّتِي وتَجَمُّلِي | |
|
| لَرَيْبٌ وصَرْفٌ للزَّمانِ يَجُورُ |
|
وضاءَلَ قَدْرِي فِي ذَرَاكَ عوائِقٌ | |
|
| جَرَتْ ليَ بَرْحاً والقضاءُ عَسِيرُ |
|
وَمَا شَكَرَ النَّخْعِيُّ شُكْرِي ولا وَفى | |
|
| وفائيَ إِذْ عَزَّ الوَفاءُ قَصِيرُ |
|
فَقُدْنِي لِكَشْفِ الخَطْبِ والخَطْبُ مُعضِلٌ | |
|
| وكِلْنِي لِلَيْثِ الغابِ وَهْوَ هَصُورُ |
|
فَقَدْ تَخْفِضُ الأَسماءُ وَهْيَ سَوَاكِنٌ | |
|
| ويَعْمَلُ فِي الفِعْلِ الصَّحيحِ ضَمِيرُ |
|
وتَنْبُو الرُّدَيْنيَّاتُ والطُّولُ وافِرٌ | |
|
| ويَنْفُذُ وَقْعُ السَّهْمِ وَهْوَ قَصِيرُ |
|
حنانَيْكَ فِي غُفْرانِ زَلَّةِ تائِبٍ | |
|
| وإِنَّ الَّذِي يَجْزِي بِهِ لغَفورُ |
|