دوالَيْكَ من دهرٍ يواليكَ بالنُّجْحِ | |
|
| ففتحٌ إِلَى عيدٍ وعيدٌ إِلَى فتحِ |
|
كما بَشَّرَتْ بالغيثِ بارِقَةُ الحَيا | |
|
| ووأَسفر عن شمسِ الضحى فَلَقُ الصُّبْحِ |
|
وريحٌ من الإِقبالِ تعصِفُ بالعِدى | |
|
| وتنشأُ للإِسلامِ بالوابِلِ السَّحِّ |
|
حياً منكَ يَا يحيى عَلَى الدينِ والهدى | |
|
| بوارِقُهُ فِي الكفرِ خاطفَةُ اللَّمْحِ |
|
جديرُ الندى أن تُتْبِعَ المَنَّ بالمُنى | |
|
| وسُمُّ العِدى أَن تنكأَ القرحَ بالقرحِ |
|
فَوُفِّيتَ من سعْيِ الجهادِ تجارةً | |
|
| مضاعَفَةَ الأَضعافِ نامِيَةَ الرِّبْحِ |
|
كما بشّرت بالغيثِ بارقة الحيا | |
|
| ووأَسفرَ عن شمس الضحى فلقُ الصبحِ |
|
رفعتَ لَهَا أَعلامَ نَصرٍ كَأَنَّما | |
|
| كستها طيورُ اليُمْنِ أَجنِحَةَ النُّجْحِ |
|
تمورُ بِهَا فِي كُلِّ بحرٍ من الوغى | |
|
| سوابِحُ محمودٌ لَهَا شِيَمُ السَّبْحِ |
|
إِذِ الحربُ بالأَبطالِ فِي لُجَّةِ الرَّدى | |
|
| تُذَكِّرُهُمْ بَلْقيسَ فِي لُجَّةِ الصَّرْحِ |
|
وسيفُكَ فِي الأعناقِ والسُّوقِ مُقْتَدٍ | |
|
| بسيفِ سليمانَ المُوَكَّلِ بالمَسْحِ |
|
لَمَعْتَ بِهِ فِي جوِّ ناجِرَ لمعةً | |
|
| ثَنَتْ كَبِدَ الشيطانِ دامِيَةَ الجُرْحِ |
|
وصبَّحْتَها فِي جنح ليلٍ من القَنا | |
|
| أَحَلَّ بِهَا ليلَ الأَسى مُطْبِقَ الجُنْحِ |
|
فأَيَّةُ أُمٍّ للضلالِ قَهَرْتَها | |
|
| بَنِيها بضربٍ فِي الطُّلى فائِزِ القِدْحِ |
|
وبيضةِ كفرٍ كم وكم لكَ أَسْمَحَتْ | |
|
| ببيضةِ خِدْرٍ لا تُواتي يَدَ السَّمحِ |
|
جَلَلْنَ عن الأَكفاءِ قدراً وأَوجُها | |
|
| فأُصْمِمْنَ عن خِطْبٍ وأُخْرِسْنَ عن نِكْحِ |
|
فسرعانَ مَا أَبرزْتَ منهنَّ للفلا | |
|
| غدائِرَ تُمْسِي فِي سنا أَوْجُهٍ تُضْحِي |
|
مُظَلَّلَةً بالخافِقاتِ كَأَنَّها | |
|
| ظِباءٌ تَهادى فِي ذرَا الأَيْكِ والطَّلْحِ |
|
كواعِبُ إِلّا أَنَّهُنَّ كواكِبٌ | |
|
| جَلَوْتَ سناها من سَنا السيفِ والرُّمْحِ |
|
تردُّ إِلينا عن سهامِكَ فِيهِمُ | |
|
| سهامَ عيونٍ حربُها موشِكُ الصُّلحِ |
|
وتُسْفِرُ عن أَشباهِ مَا نَضَحَتْ بِهِ | |
|
| سيوفٌ سَبَتْهَا من دَمٍ شَرِقِ النّضْحِ |
|
فهاتيكَ أُمُّ الكفرِ ناجِرُ بَعْدَها | |
|
| ظلاماً بلا نجمٍ وليلاً بلا صُبحِ |
|
لبستَ بِهَا ثوبَ الفخارِ مُجَدَّداً | |
|
| وغادَرْتَها تلتفُّ فِي خَلَقِ المِسْحِ |
|
تُباكِي صَدى الهامِ الَّتِي تَرَكَتْ بِهَا | |
|
| سيوفُكَ عن ذاتِ المحاسِنِ والمِلْحِ |
|
وعَبْرَةِ ثكلى مَا تقلِّبُ ناظِراً | |
|
| إِلَى أُفُقٍ إِلّا يقولُ لَهَا سُحِّي |
|
وينعى إِليها كلَّ بيضَةِ فِتْنَةٍ | |
|
| ستترُكُها قَيْضاً هشِيماً بلا مُحِّ |
|
بما قَدْ رأَى فِي كلِّ ماءٍ أَمَمْتَهُ | |
|
| لتشْفِيَ منها غُلَّة الظَّمَأِ البَرْحِ |
|
وإِن أُشْرِعَتْ من دونِ مشربِهِ القنا | |
|
| وكاشَرَ عَنهُ الأسدُ دامِيَةَ الأَلْحِي |
|
فأَيُّ دلاءِ فِيهِ أَدلَيْتَ ماتِحاً | |
|
| وأَيَّةَ أَشْطَانٍ مَدَدْتَ إِلَى المَتْحِ |
|
هوائِمُ بِيضٌ لا يُصَدُّ بِهَا الرِّوى | |
|
| وسُمْرٌ ظِماءٌ لا يُعَلَّلْنَ بالنَّشْحِ |
|