خَلا الدهرُ من خطبٍ يضيقُ لَهُ ذَرْعِي | |
|
| ومن طارقٍ للهمِّ يعيا بِهِ وُسْعِي |
|
ومن مُؤْيِدٍ صَمَّاءَ تَقصُرُ من يدِي | |
|
| ومعضلةٍ دهياءَ تكبُرُ عن دفعِي |
|
ومن فزعٍ ينزُو لروعتِهِ دَمِي | |
|
| ومن نَبْأَةٍ يستَكُّ من ذكرِها سمعِي |
|
وكيف ودوني سيفُ يحيى بن منذِرٍ | |
|
| بعيدُ المدى ماضِي الشَّبا ساطعُ اللَّمْعِ |
|
إِذا انهلَّ فِي الإِسلامِ أَرْغَدَ بالحَيا | |
|
| وإِن حَلَّ فِي الأَعداءِ أَرْعَدَ بالصَّقْعِ |
|
سناً لَوْ عدانا منه أَن يَجْلُوَ العَمى | |
|
| لأَشرقَ فِي النَّجْوى وأُبْصِرَ بالسَّمْعِ |
|
تخَلَّلْتُهُ من ليلِ هَمٍّ كأنَّما | |
|
| بِهِ تمَّ ليل التِّمِّ قِطْعاً إِلَى قِطعِ |
|
وشِمْتُ وراءَ الموتِ بارقَةَ الحَيا | |
|
| وآنستُ من نارِ الوغى يانِعَ النَّبْعِ |
|
وَقَدْ نَفَقَتْ بي سُوقُ موتٍ يقودُها | |
|
| سنا البارِقَاتِ الصُّمِّ والأَسَلِ الصُّمْعِ |
|
أُغالي بأَثمانِ النَّوى بائعَ الرَّدى | |
|
| وأُضْعِفُ صَرْفِي ناجِزَ الدَّمِ بالدَّمْعِ |
|
لخطبٍ أَبوهُ البغيُ والحربُ أُمُّهُ | |
|
| ودرَّتْ عَلَيْهِ فِتْنَةٌ حافِلُ الضَّرْعِ |
|
فَوَشْكَانَ مَا شدَّدتُ حيزومَ حازِمٍ | |
|
| عَلَى كِبدٍ للبينِ بائِنَةِ الصَّدْعِ |
|
وقلتُ لمغنى الدَّارِ ربعَكِ والبِلى | |
|
| وللمُورِ والإِعصارِ شَأْنَكِ بالرَّبْعِ |
|
لعلكما أَن تخلُفا فِي معاهِدِي | |
|
| زوافِرَ صدرِي والسَّواكِبَ من دَمْعِي |
|
وأَنْ تؤنِسا مَا أَوْحَشَتْ مِنِّيَ النَّوى | |
|
| وأَن ترفعا مَا مَزَّقَ الدهرُ من جَمْعِي |
|
ولا زادَ من دارِ الغنى غَيْرُ حَسْرَةٍ | |
|
| تَجَرُّعُها حسبي وكَظْمِي لَهَا شَرْعِي |
|
بلاغاً لأَقصى مَا لعُمْرِي من مَدىً | |
|
| ومَبْلَغُ أَنْأَى مَا عَلَى الأَرْضِ من صُقْعِ |
|
طوارِقُ لَمْ أُغْمِضْ لَهُنَّ عَلَى القَذَى | |
|
| جفوني وَلَمْ أَرْبَعْ لَهُنَّ عَلَى ضِلْعِ |
|
مددْتُ بِهَا فِي البِيدِ ضَبْعَيْ شِمِلَّةٍ | |
|
| تُبارِي زماناً لا أَمُدُّ بِهِ ضَبْعي |
|
ولا مِثْلها فِي مثلِ هَمِّي رَكُوبَةٌ | |
|
| رَدَعْتُ المنايا إِذ رَكِبْتُ بِهَا رَدْعِي |
|
سَمامَةُ ليلٍ بات مُرْتَبِكَ الخُطى | |
|
| ونكباءُ يومٍ ظلَّ منقَطِعَ الشِّسْعِ |
|
ومُدْرَجَتي فِي طَيِّ كلِّ صحيفةٍ | |
|
| من المُوثِقَاتِ الفَجْرَ فِي خاتمِ الطَّبْعِ |
|
إِذَا العقربُ العوجاءُ أَمْسَتْ كأنما | |
|
| أَثارَتْ عليها ثَأْرَ عادِيَةِ اللَّسْعِ |
|
وراقَبَها نجمُ الثُّريَّا بِمَطْلَعٍ | |
|
| كَمَا انْفَرَقَتْ فِي العِذْقِ ناجِمَةُ الطَّلْعِ |
|
وأَبْرَزَتِ الجوزاءُ صدرَ زُمُرُّدٍ | |
|
| مُحَلَّى بأَفذاذٍ من الدُّرِّ والوَدْعِ |
|
يُشاكِهُ زَهْرَ الروضِ فِي ماتِعِ الضُّحى | |
|
| عَلَى بَوْنِ مَا بَيْنَ التَّرَفُّعِ والوَضْعِ |
|
سَرَيْتُ دُجى هذِي وجُبْتَ هجِيرَ ذَا | |
|
| بأَغْوَلَ من غُولٍ وأَسْمَعَ من سِمْعِ |
|
نجيبةُ هَوْلِ القَفْرِ فِي مُطبِقِ الدُّجى | |
|
| وصَفْوَةُ لمعِ الآلِ فِي القُنَنِ الصُّلْعِ |
|
فَلأْياً حططتُ الرَّحْلَ عن مثلِ جَفْنِهِ | |
|
| وأَطلَقْتُ عَقْدَ النِّسْعِ عن شَبَهِ النِّسْعِ |
|
فإِنْ تُؤْوِ منها يَا مُظَفَّرُ غربةً | |
|
| فنازِحَةُ الأَوطانِ مُؤْيِسَةَ الرَّجْعِ |
|
وإِن أَعلقَتْ فِي حبلِ مُلْكِكَ حَبْلَها | |
|
| فحبلٌ من الأَحبابِ مُنْصَرِمُ القَطْعِ |
|
وإِن أَخصَبَتْ فِي زَرْعِ نعماكَ رَعْيَها | |
|
| فكَمْ قَدْ تخَطَّتْ وداِياً غَيْرَ ذي زَرْعِ |
|
وإِن أرفَهَتْ فِي بحرِ جودِكَ شِرْبَها | |
|
| فَمِنْ ظِمْءِ عَشْرٍ فِي الهجيرِ إِلَى تِسْعِ |
|
وإِنْ تُحْيِ يَا يَحْيَى حُشاشَةَ نفسِها | |
|
| فَنُغْبَةُ حَسْوِ الموتِ موشِكَةُ الجَزْعِ |
|
أَيادي مليكٍ كلُّها بِكْرُ مَفْزَعِي | |
|
| وَلَيْسَت بِبِكْرٍ فِي الأَنامِ ولا بِدْعِ |
|
لفرعٍ سما ثُمَّ انثنى دانيَ الجَنى | |
|
| لأَصلٍ زَكَا ثُمَّ اعتلى باسِقَ الفَرْعِ |
|
فأَوْدَقَ بالحُسنى وأَغدقَ بالمُنى | |
|
| وأَثمر بالنُّعمى وأجزلَ بالصُّنْعِ |
|
وساقَ إِلَيْهِ الملكُ ميراثَ تُبَّعٍ | |
|
| بما قادَ من جيشٍ وأتبَعَ من جَمْعِ |
|
وتَوَّجَ من تاجٍ وأَلْبَسَ من حُلىً | |
|
| وقَلَّدَ من سيفٍ ودَرَّعَ من دِرْعِ |
|
وصفوةُ طيٍّ والسَّكونِ ومَذْحِجٍ | |
|
| وكِندةَ والأَنصارِ والأَزْدِ والنَّخْعِ |
|
ووَتْرُ مثاني المكرُماتِ وَمَا لَهُ | |
|
| سوى سيفِهِ فِي مقدَمِ الرَّوْعِ من شَفْعِ |
|
وذو قلمٍ يُنسِيكَ فِي صدرِ مُهْرَقٍ | |
|
| صدورَ العذارَى فِي القلائِدِ والرَّدْعِ |
|
وإِنْ لَقِيَ الأَقْران خَطَّ صدورَها | |
|
| بأَقلامِ خَطِّيٍّ وأَتْرَبَ بالنَّقْعِ |
|
وكم أَعْجَمَتْ بالخفْضِ فِي العُجْمِ أَوْجُهاً | |
|
| وبالكَسْرِ والإِسلامَ بالفتحِ والرَّفْعِ |
|
وكائِنْ لَهَا فِي كلِّ مُلكٍ من العدى | |
|
| وإِنْ جَلَّ من فَتْقٍ يجلُّ عن الرَّقْعِ |
|
ومن معقِلٍ أُشْرِعْنَ حولَيْهِ فاغتدى | |
|
| أَذَلَّ لوطْءِ المُقْرَباتِ من الفَقْعِ |
|
قرعتَ ذُرَاهُ يَا مُظَفَّرُ قرعةً | |
|
| أَصمَّ صداها كلَّ مسترِقِ السَّمْعِ |
|
وصبَّحْتَهُ أُسْداً عَلَى مَضْرَحِيَّةٍ | |
|
| ترَكْنَ صفاةَ الشركِ صدعاً عَلَى صَدْعِ |
|
وويلٌ لهم من وقعةٍ لَكَ خَيَّلَتْ | |
|
| عَلَيْهِمْ سماءَ اللهِ دانيةَ الوَقْعِ |
|
فمن عُقْرِ دارٍ غيرِ محميَّةِ الحِمى | |
|
| ومَصْرَعِ قِرْنٍ غيرِ منتعِش الصَّرْعِ |
|
وأَشلاءِ قفرٍ شاكَهَتْ فِيهِ مَا عَفَتْ | |
|
| خيولُكَ من معنىً لَهُنَّ ومن رَبْعِ |
|
بهامٍ إِلَى هامٍ كَأَنَّ جُثُومَها | |
|
| بأَطلالِها مثوى أَثافِيِّها السُّفْعِ |
|
فلا عدِمَ الإِسلامُ رعْيَكَ لا يَني | |
|
| ولا أَمِنَ الإِشراكُ بأْسَكَ لا يُرْعِ |
|
ولا زالَت الأَعيادُ عائِدَةً لَنَا | |
|
| بمُلكِكَ مَا عادَ الحَمامُ إِلَى السَّجْعِ |
|
ولا أُخلِيَتْ منكَ المُصَلَّى بمشهَدٍ | |
|
| شهيدٍ عَلَى مَا أَتقنَ اللهُ من صُنْعِ |
|
ولا أَوْحَشَتْ ذكراكَ أَعوادَ منبَرٍ | |
|
| بداعٍ لَكَ الرحمنَ فِيهَا ومُسْتَدْعِ |
|
ولا رَدَّ مَنْ أَعلاكَ لي فيكَ دعوةً | |
|
| تجلَّى إِلَيْها من سَموَاتِهِ السَّبْعِ |
|
بما رِشْتَ من سهمِي وأَيَّدْتَ من يدي | |
|
| وجلَّيْتَ من ضَرِّي وأَدْنَيْتَ من نَفْعِي |
|
فأًصبحَ حَمدِي فيكَ ملتحِمَ السَّدى | |
|
| كَمَا راح شملي فيك ملتئِمَ الجَمْعِ |
|