نِعَمٌ يُبَشِّرُ بَدْؤُها بِتَمامِ | |
|
| فَتْحُ القُدُومِ ونُصْرَةُ الإِقْدَامِ |
|
وُدِّعْتَ مَحْمُوداً وَصَلْتَ مُظَفَّراً | |
|
| فاقدَمْ بِطِيبِ تحيَّةٍ وسَلامِ |
|
والبَسْ بِعِزَّةِ مَنْ سَعَيْتَ لِنَصْرِهِ | |
|
| تاجَ الجلالِ وحُلَّةَ الإِعْظَامِ |
|
واسْعَدْ لِعِزِّ الدِّينِ والدُّنيا مَعاً | |
|
| واسلَمْ لنَصْرِ اللهِ والإِسلامِ |
|
وَعْداً عَلَيْهِ أَن يُتِمَّ عَلَى الورى | |
|
| بكَ أَنعُماً موصولَةً بِدَوَامِ |
|
قَرُبَتْ عَلَيْكَ منَ الأَعادِي غايَةٌ | |
|
| قَدْ طالما بَعُدَتْ عَلَى الأَوْهامِ |
|
وسَلَلْتَ سيفَ اللهِ طالِبَ ثأْرِهِ | |
|
| من آلِ جالُوتٍ ونَثْرَةِ حامِ |
|
ورَفَعْتَ أَعلامَ الهُدى فِي جَحْفَلٍ | |
|
| كالليلِ تَحْتَ كواكِبِ الأَعْلامِ |
|
بِسَوَابِقٍ رَفَعَتْ شِراعَ خوافِقٍ | |
|
| كالفُلْكِ فِي آذِيّ بحرٍ طامِ |
|
يَسْتَرْجِفُ الإِسراجُ عِزَّ نفوسِها | |
|
| حَتَّى تَسَكِّنَهُنَّ بالإِلْجامِ |
|
وأُسُودِ غابٍٍ مَا تَلَذُّ حَياتَها | |
|
| حَتَّى تُدِيرَ بِهَا كؤوسَ حِمامِ |
|
مُتَنازِعِي مُهَج العُدَاةِ كَأَنَّما | |
|
| يَتَنَادَمُونَ عَلَى رَحيقِ مُدَامِ |
|
مُسْتَقْدِمِينَ إِلَيْهِمُ بِأَسِنَّةٍ | |
|
| أَوْلى من الأَرْوَاحِ بالأَجْسامِ |
|
هَتَكُوا بِهَا حُجُبَ التَّرَائِبِ فاصْطَلَتْ | |
|
| أَحشاؤُها جَمْرَ الوطيسِ الْحامِي |
|
وقواضِبٍ نَبَذَتْ إِلَيْكَ لتَتْرُكَنْ | |
|
| هامَ الأَعادِي لِلصَّدى والهامِ |
|
سُرُجٍ لِدِينِ الحَقِّ إِلّا أَنَّها | |
|
| كَسَتِ الضَّلالَ دياجِيَ الإِظْلامِ |
|
بَرَقَتْ عَلَى الأَعْدَاءِ غَيْرَ خَوَالِبٍ | |
|
| فِي عارِضٍ لِلْمَوْتِ غَيْرِ جَهامِ |
|
فكأَنَّما اسْتَسْقَوْا حَياهُ وَقَدْ رَأَوْا | |
|
| أَنَّ الصَّوَاعِقَ فِي مُتُونِ غَمامِ |
|
حَمَلُوا قُلُوبَ الأُسْدِ نَحْوَكَ فانْثَنَوْا | |
|
| مستبدِلينَ بِهَا قُلُوبَ نَعَامِ |
|
من كُلِّ مُنْتَهِكِ المحَارِمِ بارِزٍ | |
|
| بِدَمٍ عَلَى الإِسلامِ غيرِ حَرَامِ |
|
لم يَعْبُدُوا الأَصْنامَ إِلّا أَنَّهُمْ | |
|
| عَبَدُوا الغُرورَ عبادَةَ الأَصْنامِ |
|
كم فِي بُرُودِ عَجاجِها من مُفَرَشٍ | |
|
| ظَهْرَ الصَّعِيدِ مُوَسَّدٍ بِسَلامِ |
|
أَشْمَسْتَهُ عَفَرَ التُّرَابِ ورُبَّما | |
|
| حَطَّ الرَّوَاسِيَ من فُرُوعِ شِمامِ |
|
وسَطَا الرَّغَامُ بأَنْفِهِ ولطالما | |
|
| غَادى أُنوفَ الدينِ بالإِرْغَامِ |
|
دامِي اللَّبانِ كَأَنَّ مَفْحَصَ نَحْرِهِ | |
|
| وَجَناتُ مُعْوِلَةً عَلَيْهِ دَوَامِ |
|
فَغَدا الثَّرى رَيَّانَ من دَمِهِ ومِنْ | |
|
| دَمْعٍ عَلَيْهِ بالقَضَاءِ سِجَامِ |
|
جَزَراً لأَيْسارٍ منَ البَيْدَاءِ لا | |
|
| يَسْتَقْسِمُونَ عَلَيْهِ بالأَزْلامِ |
|
حَتَّى إِذَا صابَتْ بِقُرٍّ وانْثَنَى | |
|
| ثَمَرُ الغِوَايَةِ مُؤْذِناً بِصِرَامِ |
|
ورَمَتْ أَكُفٌّ بالصَّوارِمِ والقَنا | |
|
| كَيْما تَمُدَّ إِلَيْكَ بِاسْتِسْلامِ |
|
وتَيَقَّنَ الإِسلامُ عَوْدَةَ رَحْمَةٍ | |
|
| تُبْرِي من الأَوْصابِ والأَسْقامِ |
|
وتنسَّمَ الظَّمْآنُ رَوْحَ مَشارِبٍ | |
|
| يُشْفَى بِهِنَّ غليلُ كُلِّ أُوَامِ |
|
نَفِسَ النَّجاحَ عَلَيْكَ مَنْ أَقْسامُهُ | |
|
| من فَوْزِ قِدْحِكَ أَوْفَرُ الأَقْسامِ |
|
وهَفَتْ بِهِ خُدَعُ الظُّنُونِ وَلَمْ يَزَلْ | |
|
| حَسَدُ القرابَةِ طائِشَ الأَحْلامِ |
|
فَدَنا لِغِرَّةِ مُنْتَواكَ وَقَدْ خَلَتْ | |
|
| من أُسْدِهِنَّ مَرَابِضُ الآجَامِ |
|
ودَعَا السَّوَامَ إِلَى حِماكَ وَلَمْ تَغِبْ | |
|
| إلّا لِتُبلي دونها وتحامي |
|
فبرى العداةُ لرميِ ظلِّك أسهُماً | |
|
| خابَتْ وصائبُها لأَخْيَبِ رَامِ |
|
هل يَنْقِمُونَ سِوى سَجِيَّةِ حافِظٍ | |
|
| حقَّ الأَواصِرِ واصِلِ الأَرْحامِ |
|
سَهِدِ الجفونِ طويلِ آناءِ السُّرَى | |
|
| عن أَعْيُنٍ تَحْتَ السُّجُوفِ نِيامِ |
|
أَوْ يَحْسُدُونَكَ رُتْبَةً فَليَرْتَقُوا | |
|
| فَالشَّمْسُ فِي جَوِّ السماءِ السَّامِي |
|
أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً يَسُوؤُكَ ذِكْرُهُ | |
|
| فاللهُ ناقِضُ ذَلِكَ الإِبْرَامِ |
|
فاسْعَدْ بما اخْتارَ الَّذِي فِي أَمْرِهِ | |
|
| خَيْرُ القضاءِ وأَيْمَنُ الأَحْكَامِ |
|
ولَئِنْ وَنى قَدرٌ إِلَى أَجَلٍ فَلا | |
|
| عَدَمُ الصَّوَابِ ولا نُبُوُّ حُسامِ |
|
ونَبِيُّنا لَكَ أُسْوَةٌ فِي رَدِّهِ | |
|
| عن أَرْضِ مَكَّةَ مُعْلِنَ الإِحْرامِ |
|
فأَثَابَهُ الفتحَ القريبَ وبَعْدَهُ | |
|
| تصدِيقُ رُؤْيَاهُ لأَوَّلِ عَامِ |
|
والعَوْدُ أَحْمَدُ مَا لأَوَّلِ لَيْلَةٍ | |
|
| يَبْدُو هِلالُ الأَفْقِ بَدْرَ تَمامِ |
|
وكَفَاكَ مَنْ وَطِئَتْ خُيُولُكَ مِنْهُمُ | |
|
| كِيوَانَ واصْطَلَمَتْ سَنَا بَهْرَامِ |
|
وجَعَلْتَ سَيْفَكَ ماثِلاً لنفوسِهِمْ | |
|
| يَحْتَثُّها بخَوَاطِرِ الأَوْهَامِ |
|
وتَرَكْتَ هادِرَهُمْ بِغَيْرِ شقاشِقٍ | |
|
| رَهْباً وغارِبَهُمْ بغَيْرِ سَنامِ |
|
وتَرَكْتَ فَلَّ ذِئابِهِمْ وضِباعِهِمْ | |
|
| مُتَرَقِّبِينَ لِكَرَّةِ الضِّرْغَامِ |
|
هَلْ ينظُرُونَ سِوى تأَلُّقِ حاجِبٍ | |
|
| لِلشَمْسِ يَصْدَعُ ثَوْبَ كُلِّ ظلامِ |
|
أَوْ يُوجِسُ السَّمْعُ النَّذِيرَ بِمُنْذِرٍ | |
|
| ضَرِمَ العَجَاجِ مُصَمِّمَ الصَّمْصامِ |
|
مَلِكٌ إِذَا أَلْقى رواسِيَ بَأْسِهِ | |
|
| كَفَلَتْ لَهُ بِزَلازِلِ الأَقْدَامِ |
|
قادَ العُلا بِزِمَامِ كُلِّ فَضيلَةٍ | |
|
| واقْتادَهُ الرَّاجِي بِغَيْرِ زِمَامِ |
|
فَاَبْشِرْ فَقَدْ نَبَّهتَ نائِمَةَ المُنى | |
|
| ونَظَمْتَ دِينَ اللهِ خَيْرَ نِظامِ |
|
وقَرَرْتَ عَيْناً بِالَّذِي قرَّتْ بِهِ | |
|
| عَيْنُ الزَّمَانِ وأَعْيُنُ الإِسْلامِ |
|
قَمَرٌ يُنِيرُ عَلَى بَنانِ يَمِينِهِ | |
|
| شهبُ القَنا وكواكِبُ الأَقْلامِ |
|
وَرِثَ الجُدُودَ مَناقِباً ومساعياً | |
|
| تَرَكتْ كِرامَ الأَرْضِ غَيْرَ كِرَامِ |
|
وعُلاً تَحَلَّتْ بالسَّناءِ وتَوَّجَتْ | |
|
| بالمَكْرُماتِ مَفارِقَ الأَيَّامِ |
|
باهى بِهِ الأَمْلاكَ أَعْلى مُنْجِبٍ | |
|
| ونَماهُ للآمالِ أَكْرَمُ نامِ |
|
فاسْتَنَّ فِي الحُسْنى بأَهْدى مُرْشِدٍ | |
|
| وائتَمَّ فِي العَلْيا بِخَيْرِ إِمامِ |
|
فَهُوَ الجديرُ بأَنْ يُؤَكَّدَ عَقْدُهُ | |
|
| فِي حِفْظِ عهدِ وسائِلِي وذِمامِي |
|
وأنا الجديرُ بأَنْ أُشِيدَ بِحَمْدِهِ | |
|
| نَغَماتِ أَوْتارٍ وشَدْوَ حَمامِ |
|
وأُجَهِّزَ الرُّكْبانَ طَيِّبَ ذِكْرِهِ | |
|
| زاداً إِلَى الإِنْجادِ والإِتهَامِ |
|
حَتَّى تَفُوحَ لَكَ الجَنائِبُ والصَّبا | |
|
| بِثَنائِها من مُعْرِقٍ وَشَآمِي |
|
وجَزَاءُ مَا آوَيْتَ وَحْشَ تَغَرُّبِي | |
|
| وفَسَحْتَ رَوْضَكَ لارْتِعاءِ سَوَامِي |
|
وفَعَمْتَ لي بَحْرَ الحياةِ مُبادِراً | |
|
| بحياةِ ذابِلَةِ الكُبُودِ ظَوَامِي |
|
وبَسَطْتَ لي وَجْهاً كَسَفْتَ بِنُورِهِ | |
|
| كُرَبَ الجَلاءِ وَخَلَّةَ الإِعْدَامِ |
|
وَوَجَدْتُ ظِلَّكَ بَعْدَ يأْسِ تَقَلُّبِي | |
|
| وَطَنَ الرَّجَاءِ ومَنْزِلَ الإِكْرَامِ |
|
فكَأَنَّ وجهَكَ غُرَّةُ الفِطْرِ الَّذِي | |
|
| وافى بِفِطْرِيَ بَعْدَ طُولِ صِيامِي |
|
وكَأَنَّ ظِلَّكَ لَيْلَةُ القَدْرِ الَّتِي | |
|
| كَفَلَتْ بأَجْرِ تَهَجُّدِي وقِيامِي |
|
ولْتَعْلَمِ الآفاقُ أَنَّكَ مُنْعِمٌ | |
|
| حقّاً وأَنِّيَ شاكِرُ الإِنْعامِ |
|