لَعَلَّ سَنَا البَرْقِ الَّذِي أَنا شائِمُ | |
|
| يهيمُ منَ الدُّنيا بِمَنْ أَنا هائِمُ |
|
أمَا فِي حَشَاهُ مِن جوايَ مخايِلٌ | |
|
| أَما فِي ذُرَاهُ من جُفُوني مَيَاسِمُ |
|
لقد بَرَّحَتْ منهُ ضُلُوعٌ خوافِقٌ | |
|
| وَقَدْ صَرَّحَتْ منه دموعٌ سواجِمُ |
|
ونَفْحُ صَباً يَهْفُو عَلَى جَنَباتِهِ | |
|
| كتَصْعِيد أَنفاسي إذَا لامَ لائِمُ |
|
وتحنانُ رَعْدٍ صادِعٍ لمتُونِهِ | |
|
| كما زَفَرَتْ نَفْسِي بِمَنْ أنا كاتِمُ |
|
وَمِيضٌ تَشبُّ الرِّيحُ والرَّعْدُ نارَهُ | |
|
| كما شَبَّ نيرانَ المَجُوسِ الزَّمازِمُ |
|
حَمِيل بحَمْلِ الرَّاسِياتِ إِلَى الَّذِي | |
|
| تَحَمَّلَنِي عنه القِلاصُ الرَّوَاسِمُ |
|
وما أَنجَدَتْ فِيهِ النُّجُودُ تَصَبُّري | |
|
| ولا أَتهمَتْ وجدِي عَلَيْهِ التَّهائِمُ |
|
سوى لَوْعَةٍ لَوْ يَغلِبُ الصَّبرُ نارَها | |
|
| لشامَني البَرْقُ الَّذِي أنا شائِمُ |
|
فإِنْ يَسْقِ مَنْ أَهْوى فَدَمْعِيَ مُسْعِدٌ | |
|
| وإِنْ يَلْقَهُ دُونِي فأَنْفِيَ راغِمُ |
|
كفانِي الْتِماحَ الشَّمْسِ والبَدْرُ وَجْهُهُ | |
|
| وَمَا اقْتَبَسَتْ منْهُ النُّجومُ العواتِمُ |
|
وما تَجْتَنِي من طِيبِ أَرْدَانِهِ الصَّبا | |
|
| ومن وَرْدِ خَدَّيْهِ الرِّياضُ النَّوَاعِمُ |
|
فَلَهْفِي عَلَى قَرْنٍ من الشَّمْسِ ساطِعٍ | |
|
| تَجَلَّلَهُ كِسْفٌ من اللَّيْلِ فاحِمُ |
|
إذَا زارَنِي أَعْشى جُفُونَ رَقِيبِهِ | |
|
| وأَخرَسَ عَنِّي مَا تقولُ اللَّوائِمُ |
|
وآذَنَ أَنفاسِي ونَفْسِي بِنَشْرِهِ | |
|
| وَرَيَّاهُ أَنْفاسُ الرِّياحِ النَّواسِمُ |
|
وبَشَّرَني مِنْ قَبْلِهِ صَوْتُ حَلْيِهِ | |
|
| تُجاوِبُهُ فَوْقَ الغصونِ الحمائِمُ |
|
إِلى مُلتقى قَلْبَيْنِ ضَمَّ عَلَيْهِما | |
|
| جوانِحَهُ جُنْحٌ منَ اللِّيلِ عاتِمُ |
|
ومُعْتَنَقٍ كالجَفْنِ أَطْبقَ نائِماً | |
|
| عَلَى ضَمِّ إِنسانَيْنِ والدَّهرُ نائِمُ |
|
فَبِتْنَا وقاضِي الوَصْلِ يَحكُمُ فِي الهوى | |
|
| وغانِمُ قلبي بالحكومَةِ غارِمُ |
|
أَمْصُّ من الكافورِ مِسْكاً وأَجتَنِي | |
|
| من الوَشْيِ رُمَّاناً زَهتْهُ المقادِمُ |
|
وَيَرْجِعُ رُوحَ النَّفْسِ مَا أَنَا ناشِقٌ | |
|
| ويَجْبُرُ صَدْعَ القلْبِ مَا أنا لازِمُ |
|
وأَرْشُفُ من حَصْباءِ دُرٍّ وجوهَرٍ | |
|
| رحيقَ مُدَامٍ سُكْرُهُ بِيَ دائِمُ |
|
وفي كَبِدِي حَرٌّ مِنَ الشَّوْقِ لاعِجٌ | |
|
| وَفِي عَضُدِي غُصْنٌ من البانِ ناعِمُ |
|
يُقِرُّ هواهُ أَنَّهُ لِيَ قاتِلٌ | |
|
| وقَلْبِي لَهُ مِنْ جَفْوَةِ الشَّوْقِ راحِمُ |
|
أَجَنِّبُ أَنفاسِي أزاهِرَ حُسْنِهِ | |
|
| لِعِلْمِيَ أَنَّ النَّوْرَ بالنَّارِ ساهِمُ |
|
وأُغمِضُ لَحْظِي عَن جَنى وَجَنَاتِهِ | |
|
| مخافَةَ أَنَّ السَّهْمَ للوَرْدِ حاطِمُ |
|
وَمَا صَرعَ القتلى كَعَيْنَيْهِ صارِعٌ | |
|
| ولا كَلَمَ الجرْحى كَصُدْغَيْهِ كالِمُ |
|
فإِنْ أَشْفِ وَجدي من تباريحِ ظِلْمِهِ | |
|
| بِضَمِّي لَهُ أَيقَنْتَ أَنِّيَ ظالِمُ |
|
وإِنْ أُحْيِ نفسي فِيهِ من مِيتَةِ الهَوى | |
|
| بلَثْمِي لَهُ لَمْ أَعْدُ أَنِّيَ آثِمُ |
|
فَكَيْفَ وَقَدْ غارَتْ بِهِ أَنْجُمُ النَّوى | |
|
| وقُيِّدَ دُونَ الماءِ حَرَّانُ هائِمُ |
|
مَتاعٌ من الدنيا أرانِي فِراقُهُ | |
|
| بعَيْنِ النُّهى والحِلْمِ أَنِّيَ حالِمُ |
|
وقد صَرَمَتْهُ حادِثَاتٌ كَأَنَّها | |
|
| بيُمْناكَ يَا مَنْصُورُ بِيضٌ صوارِمُ |
|
يُضَرِّمُها أَمثالهُنَّ كتائِبٌ | |
|
| يُقَدِّمُها أَشْبَاهَهُنَّ عَزَائِمُ |
|
أَسِنَّتُها للمُهْتَدِينَ كواكِبٌ | |
|
| وأَعلامُها للمُسْلِمينَ مَعَالِمُ |
|
وآثارُها فِي الأَرْضِ أَشْلاءُ كافِرٍ | |
|
| وغاوٍ وَفِي جَوِّ السماءِ غمائِمُ |
|
وَفِي كَبِدِ الطَّاغُوتِ منها صوارِعٌ | |
|
| وَفِي فقَرِ الشَّيْطَانِ منها قواصِمُ |
|
بكل تُجَيَبْيٍ إِلَيْكَ انْتِسَابُهُ | |
|
| وإِنْ أَنْجَبَتْهُ تَغلِبٌ والأَراقِمُ |
|
ومُختارِ يمناكَ العَلِيَّةِ نِسْبَةً | |
|
| وإِنْ سَفَرَتْ يَرْبُوعُ عنها ودارِمُ |
|
وأَذْهَلَهُمْ جَدْوَاكَ عن كلِّ مَفْخَرٍ | |
|
| وإِنْ فَخَرَتْ ذُهْلٌ بِهَا واللَّهَازِمُ |
|
أُسُودٌ إذَا لاقَوْا وَطَيْرٌ إذا دُعُوا | |
|
| أَيَامِنُهُمْ للمُعْتَدِينَ أَشَائِمُ |
|
تَلَمَّظَ فِي الأَيْسَارِ مِنْهُمْ أَساوِدٌ | |
|
| وتَهْتَزُّ فِي الأَيْمانِ منهم أَراقِمُ |
|
ظِمَاءٌ وَمَا غَيْرَ الدماءِ مشارِبٌ | |
|
| لَهُنَّ ولا غَيْرَ القُلُوبِ مَطَاعِمُ |
|
غَرَسْتَ الفَلا منها غِياضاً أُرُومُها | |
|
| حُماةُ الحِمى والصَّافِنَاتُ الصَّلادِمُ |
|
إذَا مَا دَنَتْ مِنْ شِرْبِها أَجْنَتِ الرَّدى | |
|
| وَكَانَ جَنَاهُنَّ الطُّلى والجَمَاجِمُ |
|
فأَنسَتْكَ يَا مَنصُورُ رَوْضَ حَدَائِقٍ | |
|
| تُلاعِبُ فِيهِنَّ المُنى وتُنَادِمُ |
|
يضاحِكُ فِي أَرْضِ الزُّمُرُّدِ شَمْسَها | |
|
| دنانِيرُ من ضَرْبِ الحَيَا ودَرَاهِمُ |
|
وأَلْهَتْكَ عن لَيْلٍ كواكبُهُ المَها | |
|
| وعن أَبْرُجٍ أَقمارُهُنَّ الكَرَائِمُ |
|
وَمَا شُغِلَتْ يُمْنَاكَ عن بَذْلِ مَا حَوَتْ | |
|
| وإِنْ غارَ مِنْهُنَّ النَّدى والمكارِمُ |
|
فَخَاصَمْنَ بِيضَ الْهِنْدِ فِيكَ إِلَى العُلا | |
|
| وَحَقٌّ لِمَنْ فِي القُرْبِ منكَ يُخاصِمُ |
|
فإِنْ عَزَّها من صِدقِ بَأْسِكَ شَاهِدٌ | |
|
| فقد سَنَّها مِنْ عَدْلِ حُكْمِكَ حاكِمُ |
|
بِيَوْمٍ إِلَى الهَيْجَا ويومٍ إِلَى النَّدى | |
|
| وَمَا عالَ مَقْسُومٌ ولا جَارَ قاسِمُ |
|
وَنُودِيتَ يَوْمَ الجُودِ للسَّلْمِ فِي العِدى | |
|
| فَجُدْتَ بِهِ وَالمُرْهَفَاتُ رَوَاغِمُ |
|
حِذاراً عَلَى إِلْفِ الهَوى غُرْبَةَ النَّوى | |
|
| وَمَا إِلفُها إِلّا الوَغى والمَلاحِمُ |
|
وَعَوَّدْتَهَا طُعْمَ السِّباعِ فأَشْفَقَتْ | |
|
| بإِغْبَابِهِ أَنْ تَدَّعيهِ البَهائِمُ |
|
وكَلَّفْتَها رِزقَ الذِّئابِ فأُحشِمَتْ | |
|
| لذِيبٍ عَوى تَحْتَ الدُّجى وَهْوَ صائِمُ |
|
ومَنَّيْتَها نَفْسَ ابْنِ شَنْجٍ فأَسْمَحَتْ | |
|
| مُسَالِمَةً من بَعدِهِ مَنْ تُسَالِمُ |
|
عَلَى أَنَّ بَعْضَ العَفْوِ قَتْلٌ ومَغْنَمٌ | |
|
| وَمَا رَدَّ رِبْحَ المُلْكِ فِي الحَرْبِ حازِمُ |
|
فإِنَّ قتيلَ السَّيفِ للذِّيبِ مَطْعَمٌ | |
|
| وإِنَّ قتيلَ العَفْوِ للمُلْكِ خادِمُ |
|
فَيَا لِبُروقٍ لَمْ يَزَلْنَ صواعِقاً | |
|
| عَلَى الكُفْرِ غَيْثُ الأَمْنِ منهُنَّ ساجِمُ |
|
تُقَطِّعُ بالأَمْسِ الرِّقابِ وَوُصِّلَتْ | |
|
| بِهَا اليَوْمَ أَرْحَامٌ لَهُمْ ومَحَارِمُ |
|
غَدَتْ وَهيَ أَعْرَاسٌ لَهُمْ وَعَرَائِسٌ | |
|
| وبالأَمْسِ مَوْتٌ فِيهِمُ ومآتِمُ |
|
بعَقْدِ بناءٍ أَنْتَ شِدْتَ بناءَهُ | |
|
| وَلَيْسَ لَهُ فِي الأَرْضِ غيرَكَ هادِمُ |
|
فِرَنْجَةُ أَعْلاهُ وقَشْتِلُّ أُسُّهُ | |
|
| وَسلْمُكُ أَرْكَانٌ لَهُ وَدَعائِمُ |
|
فَمَلَّكْتَ تاجَ المُلْكِ تَاجَ مَلِيكَةٍ | |
|
| لتَاجَيْهِما تَعْنُو الملوكُ الخَضَارِمُ |
|
وَتَوَّجْتَها فَوْقَ الأَكالِيلِ والذُّرى | |
|
| خَوافِقَ تَغشاها النُّسُورُ القَشَاعِمُ |
|
وحَلَّيْتَها بَعْدَ الدَّمَالِيجِ والبُرَا | |
|
| حُلِيَّاً لآلِيهِ القنا والصَّوارمُ |
|
وضَمَّخْتَها من طيبِ ذِكْرِكَ فِي الوَرى | |
|
| بأَضعافِ مَا تُهْدِي إِلَيْها اللَّطائِمُ |
|
ونَظَّمْتَ آفاقَ الفَلا لِزِفافِها | |
|
| خُيُولاً حَمَتْ مَا قَلَّدَتْها النَّوَاظِمُ |
|
مُنىً كَانَ فِيهَا لابْنِ شَنْجٍ مَنِيَّةٌ | |
|
| يُغَرْغِرُ منها راهِقُ الروحِ كاظِمُ |
|
مَرَجْتَ عَلَيْهِ لُجَّ بَحْرَيْنِ يَلْتَقِي | |
|
| عَلَى نَفْسِهِ تَيَّارُهُ المُتَلاطِمُ |
|
وغادَرْتَهُ مَا بَيْنَ طَوْدَيْنِ أَطْبَقا | |
|
| حُتُوفاً تُصَادي نَفْسَهُ وتُصَادِمُ |
|
وأَسْلَمَهُ الأَشيَاعُ بَوَّاً بِقَفْرَةٍ | |
|
| سَرَايَاكَ أَظْآرٌ عَلَيْهِ رَوَائِمُ |
|
فَلَيْسَ لَهُ مِنْ ناصِرِ الدِّينِ ناصِرٌ | |
|
| وَلَيْسَ لَهُ من عاصِمِ المُلْكِ عاصِمُ |
|
وَقَدْ صَدَرَتْ عَنْهُ خيولُكَ آنِفاً | |
|
| وَأَحْشَاؤُهُ فَيْءٌ لَهَا ومَغانِمُ |
|
أَقاطِيعُ مِلْءُ الأَرْضِ أَصْوَاتُ خَيْلِها | |
|
| وأَنعامِها عَمَّا يُكِنُّ تَرَاجِمُ |
|
يُناجِي نُفُوساً حازَهُنَّ غَنائِماً | |
|
| بأَمْنِكَ قَدْ حانَتْ عَلَيْها المغارِمُ |
|
وأَفْعَالُ خَفْضٍ كنت تَشْكُلُها لَهُ | |
|
| برَفْعِكَ قَدْ أَوْفَتْ عَلَيْها الجَوازِمُ |
|
بغَزْوَةِ مَيْمُونِ النَّقِيبَةِ ثائِرٍ | |
|
| عزائِمُهُ فِي النَّاكِثينَ هَزَائِمُ |
|
وكم طَمَسَتْ عَيْنَيْهِ بَرْقَةُ مُقدِمٍ | |
|
| تَلأْلأَ فِيهَا مَجْدُكَ المُتَقَادِمُ |
|
تَجَلَّلَها جَدَّاك عَمرٌو وتُبَّعٌ | |
|
| وأَعْقَبها عَمَّاكَ كَعْبٌ وحَاتِمُ |
|
ومَنْ أَعْرَبتْ فِيهِ أَعاظِمُ يَعْرُبٍ | |
|
| فَمُسْتَصْغَرٌ فِي أَصْغَرَيْهِ العَظَائِمُ |
|
مآثِرُ لَمْ يَسْبِقْ إِلَيْهِنَّ سابقٌ | |
|
| ولا رامَها من قَبْلِ سَعْيِكَ رائِمُ |
|
كَسَا العَرَبَ العَرْبَاءَ مِنْهُنَّ مَفْخَرٌ | |
|
| تُصَلِّبُ مِنْهُ للوُجُوهِ الأَعاجِمُ |
|
وشِدْتَ بِهَا فِي الرُّومِ والقُوطِ رِفْعَةً | |
|
| تُسَامِي بِهَا عِندَ السُّها وتُزَاحِمُ |
|
وصَرَّتْ بِهَا أَقْلامُ ضَيْفِكَ صَرَّةً | |
|
| تُصِرُّ لَهَا الآذَانَ بُصْرى وجاسِمُ |
|
فَزَوَّدَها الرُّكْبانُ شَرقاً ومَغرِباً | |
|
| ووافَتْ بِهَا جَمْعَ الحَجِيجِ المَواسِمُ |
|
وما لِيَ لا أُبْلِي بِذِكْرِكَ فِي الوَرى | |
|
| بَلاءً تَهادَاهُ القُرُونُ النَّوَاجِمُ |
|
وأُطْلِعُهُ شَمْساً عَلَى كُلِّ أُمَّةٍ | |
|
| يُكَذَّبُ فِيهَا عن سَنَا الشَّمْسِ زَاعِمُ |
|
فَيَحْسُدُنِي فيكَ العِرَاقُ وَشامُهُ | |
|
| وإِيَّاكَ فِيَّ عَبْدُ شَمْسٍ وهاشِمُ |
|
بُخِسْتُ إِذَنْ سَعْيِي إِلَيْكَ وهجْرَتِي | |
|
| وَمَا حَملَتْ مِنِّي إِلَيْكَ المَناسِمُ |
|
وبينَ ضُلُوعِي بِضع عَشرَةَ مُهْجَةً | |
|
| ظِماءٌ إِلَى جَدْوى يَدَيْكَ حَوَائِمُ |
|
تَلَذُّ الليالي لَحْمَها ودِماءها | |
|
| وَطَعْمُ الليالي عِنْدَهُنَّ عَلاقِمُ |
|
قطعتُ بِهِنَّ الليلَ والليلُ جامِدٌ | |
|
| وخُضْتُ بِهِنَّ الآلَ والآلُ جاحِمُ |
|
إذَا مَلأَ الهَوْلُ المُمِيتُ صُدُورَها | |
|
| تَحَرَّكَ من ذِكْرَاكَ فِيهَا تَمائِمُ |
|
على شَدَنِيَّاتٍ تَطيرُ بِرُكْنِها | |
|
| إِلَيْكَ خُطوبٌ فِي القلوبِ جَوَاثِمُ |
|
فكم غالَ من أجسامِها غَوْلُ قَفْرَةٍ | |
|
| وَخَرَّمَ من أَلْبابِهِنَّ المَخارِمُ |
|
وكم عَجَزَتْ عنَّا ذواتُ قوائِمٍ | |
|
| فَعُجْنا بِعُوجٍ مَا لَهُنَّ قوائِمُ |
|
جآجِئُ غِرْبانٍ تطيرُ لنا بِهَا | |
|
| عَلَى مثلِ أَطْوَادِ الفيافي نَعَائِمُ |
|
لها من أَعاصِيرِ الشمالِ إذَا هَوَتْ | |
|
| خَوَافٍ ومن عَصْفِ الجَنُوبِ قوادِمُ |
|
يُحاجى بِهَا مَا حامِلٌ وهوَ راقِدٌ | |
|
| وَمَا طائرٌ فِي جَوِّهِ وهوَ عائِمُ |
|
سَرَتْ من عَصا مُوسى إِلَيْهِ قَرَابَةٌ | |
|
| فَطَبٌّ بِفَلْقِ البحرِ والصَّخْرِ عالِمُ |
|
وشاهَدَ لَقْمَ الحُوتِ يُونُسَ فاقْتَدى | |
|
| فغادٍ وسارٍ وهو للسَّفْرِ لاقِمُ |
|
أَعوذُ بِقَرْعِ المَوْجِ فِي جَنَبَاتِها | |
|
| إِلَيْكَ بنا أن يَقْرَعَ السِّنَّ نادِمُ |
|
وما عَبَّرَتْ عَنهُ جُسومٌ نَوَاحِلٌ | |
|
| وَمَا حَسَرتْ عنهُ وجوهٌ سَوَاهِمُ |
|
وما كَتَبَتْ فِي واضِحاتِ وجوهِنا | |
|
| إِلَيْكَ الدَّياجِي والرِّياحُ السَّمائِمُ |
|
فلا رَجَعَتْ عَنكَ الأَمانِي حَسِيرَةً | |
|
| ولا فُزِّعَتْ مِنَّا لَدَيْكَ التَّمائِمُ |
|
ولا خَتَمَتْ عَنكَ الليالي سَرِيرَةً | |
|
| ولا فَضَّتِ الأَيَّامُ مَا أنتَ خاتِمُ |
|
ولا نَظَمَ الأَعْدَاءُ مَا أَنتَ ناثِرٌ | |
|
| ولا نَثَرَ الأَعداءُ مَا أَنتَ ناظِمُ |
|
ولا عَدِمَ الإِشْرَاكُ أَنَّكَ ظافِرٌ | |
|
| ولا عَدِمَ الإِسْلامُ أَنَّكَ سالِمُ |
|
ولا زالَ للسيفِ الحَنيفيِّ قائِمٌ | |
|
| وأَنتَ بِهِ فِي طاعَة اللهِ قائِمُ |
|
جِهادٌ عَلَى الكُفَّارِ بالنَّصْرِ مُقدِمٌ | |
|
| وَوَجْهٌ عَلَى الإِسْلامِ بالفَتْحِ قادِمُ |
|