شَبابي كيْفَ صِرْتَ إلى نَفَادِ | |
|
| وَبُدِّلتَ البيَاضَ مِنَ السَّوَادِ |
|
وَما أَبْقَى الحَوَادِثُ مِنْكَ إلَّا | |
|
| كما أَبْقَتْ مِنَ القَمرِ الدَّآدي |
|
فِرَاقُكَ عَرَّفَ الأَحْزَانَ قَلبي | |
|
| وَفَرَّقَ بَينَ جَفْني وَالرُّقَادِ |
|
فَيا لنَعيمِ عَيْشٍ قَدْ تَوَلَّى | |
|
| ويا لِغليلِ حُزْنٍ مُسْتَفادِ |
|
كأَنّي منكَ لم أَرْبَع برَبْعٍ | |
|
| وَلم أَرْتَدْ بِهِ أَحْلى مرادِ |
|
سَقَى ذاكَ الثَّرَى وَبْلُ الثُّرَيَّا | |
|
| وغادَى نبتَهُ صَوْبُ الغَوادِي |
|
فَكَمْ لي مِنْ غَليلٍ فِيهِ خافٍ | |
|
| وكم لي مِنْ عَويلٍ فِيه بادِي |
|
زَمانٌ كانَ فِيهِ الرُّشْدُ غَيّاً | |
|
| وكانَ الغَيُّ فِيهِ مِنَ الرَّشادِ |
|
يُقَبِّلُني بدلٍّ مِنْ قَبُولٍ | |
|
| وَيُسْعِدُنِي بِوَصْلٍ مِنْ سُعادِ |
|
وَأَجْنُبُهُ فَيُعْطيني قِياداً | |
|
| وَيَجْنُبُني فَأُعْطيهِ قِيادِي |
|
فَكَمْ هذا التَّمَنِّي للْمَنايا | |
|
| وكم هذا التجلُّدُ للجِلادِ |
|
لَئِنْ عُرفَ الجهادُ بِكُلِّ عامٍ | |
|
| فإنَّكَ طُولَ دَهْرِكَ في جِهادِ |
|
وإِنَّكَ حِينَ أُبْتَ بِكُلِّ سَعْدٍ | |
|
| كَمِثْلِ الرُّوحِ آبَ إِلى الفُؤادِ |
|
رأَيْنا السَّيْفَ مُرتَدِياً بِسَيْفٍ | |
|
| وعايَنَّا الجَوادَ على الجوادِ |
|