|
مهداة إلى: د. عبد الرحمن السليمان
|
لن يَحجُبَ الغَيمُ نُورَ البَدرِ في الظُّلَمِ | |
|
| و لن تَنَالَ كُراتُ الطِّينِ مِن هَرَمِ |
|
إنَّ البُغاثَ إذا ما قارَبَت أُفُقاً | |
|
| مُلكَ النُّسُورِ، هَوَت مِن حُرقة الرُّجُمِ |
|
والذَّرُّ إن تَنمُ في جنبيهِ أجنحةٌ | |
|
| لن يستطيعَ بها طيراً إلى القِمَمِ |
|
فَنَم قَرِيرَ جُفونٍ، أنتَ في دعةٍ | |
|
| و عينُ شَانِيكَ فِي سُهدٍ، فَلم تَنَمِ |
|
فَكَّرتُ فِي عَالمٍ قَد مَاجَ مُضطَرِباً | |
|
| دِماؤُهُ اْختَلَطَت فَوقَ الثَّرى بِدَمِي |
|
فِي غَزَّةَ اْنتفضَ الأَبطالُ، تَسبِقُهُم | |
|
| أَرواحُهُم لِجِنانِ الخُلدِ والنِّعَمِ |
|
والقُدسُ في شَمَمٍ ضَجَّت مَآذِنُها | |
|
| فَهَلَّلَت مُهَجُ الحُجَّاجِ في الحَرَمِ |
|
اللهُ أكبرُ يا أَقصَى، فَهَل جَنَحَت | |
|
| عَنكَ العُقُولُ إلى التَّشهِيرِ بالكَلِمِ |
|
اللهُ أكبرُ يا بَغدادُ، هَل رُمِيَت | |
|
| جِراحُ دِجلَةَ في بَحرٍ من الظُّلَمِ |
|
وصارَ هَمُّ بَنِي الأَوطَانِ وأَسَفِي | |
|
| نَهشَ الأَدِيمِ وقَرمَ اللَّحمِ في نَهَمِ |
|
قامَت قِيامَةُ غَربٍ رَامَ نَهضَتَهُ | |
|
| و نَهضَةُ العُربِ في الأَوحَالِ لَم تَقُمِ |
|
يا يَاسَمِينَةَ قَلبِي، حَرِّرِي لُغَتِي | |
|
| كي أُطلِقَ الحَرفَ مِن قِيثَارَةِ النَّغمِ |
|
أَحبَبتُ عَينَيكِ يا مِصرَ التي سَكَنَت | |
|
| قَلبِي، وأَينعَ زَهرُ الحُبِّ فَوقَ فَمِي |
|
ويا شَآمُ اذكُريِني عِندِ صَاحِبِنَا | |
|
| و بلِّغِيهِ سَلامَ النِّيلِ والهَرَمِ |
|
قُولِي لَهُ: أَنتَ فِي قَلبِ الجمال مَدَىً | |
|
| مِن الجَمَالِ وفِي عَينَيهِ كالحُلمِ |
|
رأيتُ فَارِسَهُ لَم يَحنِ هَامَتَهُ | |
|
| إلاّ لِخالِقِ هذا الكَونِ مِن عدَمِ |
|
سيفُ الكَرَامَةِ في يُمناهُ تَسبِقَهُ | |
|
| كَفُّ تَخضَّبَ بِالنِّسرِينِ من كَرَمِ |
|
يَاسينُ أَغبِطُ حَرفَ الياءِ إذ نَبَسَت | |
|
| بِهِ شِفاهُ أبٍ في النَّاسِ محترمِ |
|
نهرٌ من العِلمِ لَم تَنضَب مَنَابِعُهُ | |
|
| لا زِلتُ أَنهلُ مِن سَلسَالِهِ الشَّبِمِ |
|
قَد شَادَ فِي قَلبِهِ للخَيرِ جَامِعةً | |
|
| يحَارَ فِي وَصفِهَا .. مِن عَجزِهِ ..قَلَمِي |
|
اُسكُبْ لَهُ يا ابنَهُ قولاً بِمِسمَعِهِ: | |
|
| دَع من أساءَ لجبارٍ ومُنتَقِمِ |
|
وارجع فأرضيَ بعد الهجرِ مُجدِبَةٌ | |
|
| تَرنُو إلى قطرةٍ من غيثِكَ العَمِمِ |
|