
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| آخر ما حدَّث به المغنِّي |
لحظة
|
هِيَ لَحظَةٌ |
| قَد كان يعلمُ أَنَّها مَوتُ بَطِيءْ . |
| ولَطَالَمَا |
| خَافَ المُغَنَّى أَن يُدَندِنَ لَحنَهَا |
| أو أَنْ تَجِيءْ . |
| لَكِنَّهَا جَاءَت، و أَتْبَعَهَا سُؤَالٌ |
| يا تُرى: |
| مَن كانَ .. يَا صَوتَ الرَّبَابةِ .. |
| مُذنِباً و مَنِ البَرِيءْ؟ |
عصفورة
|
وَقَفَت عَلَى الأَغصَانِ تَعزِفُ لَحنَهَا العَذْبَ الطَّرُوبْ . |
| فَتَحَ النَّوَافِذَ كُلَّهَا |
| قَالَ: ادخُلِي |
| دَخَلَت، فَهَيَّأ قَلبَهُ أُرجُوحَةً، |
| مَكَثَت قَلِيلاً |
| ثُمَّ قَالَت: |
| آنَ لِلقَلبِ المُعَذَّبِ أَن يَغِيبْ . |
| أَتُرَاهُ يَسطِيعُ الحياةَ |
| ومُهرَةُ الأحلامِ ضَلَّت دَربَهَا |
| فِي مَهمَهِ العُمرِ الجَدِيبْ؟ |
وصية
|
ولَكِ اعتِذَارُ بَنَفسَجَاتٍ ذَابِلاتْ |
| فَلتَقرَئِي: |
| هَذِي وَصِيَّةُ مَن تَهَيَّأَ لِلرَّحِيلِ |
| قَصَائدَ الحُزنِ النَّبِيلِ عليهِ |
| إِن حَانَ المَمَاتْ . |
ارتطام
|
فِي هَدأَةِ اللَّيلِ الطَّوِيلِ |
| تَجَاذَبا .. بِالهَمسِ .. أَطرَافَ الحَدِيثْ . |
| رَقَصَت أَغَانِيهُ الشَّقِيَّةُ فَوقَ وَردَةِ ثَغرِهَا |
| نَامَت كَمَا طِفلٍ بَرِيءٍ |
| فِي حَدِيقَةِ صَدرِهَا |
| مَكَثَت طَوِيلاً، |
| لَم تُفِقْ، |
| إلا عَلَى صَوتِ اْرتِطَامِ الحُلمِ |
| فِي صَخرِ القَرَارِ |
| ولا مُغِيثْ . |
سؤال
|
هَل ظَلَّ فِي أَزهَارِ رَوضَتِهِ أَرِيجْ؟ |
| أَو جَاءَ يَومٌ |
| فِي أَجِندَتِهِ |
| بَهِيجْ؟ |
| مُذ غَابَ صوتُ النَّايِ عَنهُ |
| وكُلُّ أُغنِيَةٍ يُرَدِّدُهَا نَشِيجْ . |
صبح
|
مَا لَونُ وَجهِكَ يا صَبَاحْ؟ |
| إِنِّي أَرَاكَ اليَومَ فِي لَونِ الجِراحْ . |
صراخ
|
صَوتُ المُغَنِّى قَالَهَا الجُمهُورُ شَاخْ . |
| وعَلَى المَقَاعِدِ كَانَ يَجلِسُ سَاخِطاً |
| يَتَبَادَلُ النَّظَراتِ |
| والصَّيحَاتِ |
| واللَّعنَاتِ |
| لا يَدرِي بِأَنَّ يَمَامَةً كَانَت بِحَنجَرَةِ المُغَنِّي |
| حِينَ طَارَت |
| خَلَّفَت هذا الصُّراخْ . |
عطر
|
ذَهَبَت إِلى البُوتِيكِ |
| كي ما تَشتَري لِحَبِيبِهَا العِطرَ الفَرِيدْ . |
| دَخَلَت عَلَيهِ، و بَسمَةٌ تَعلُو الشِّفاهَ |
| وقَلبُهَا رَاضٍ سَعِيدْ . |
| وَجَدَتْهُ ذِكرَى عُلِّقَت فِي صَدرِ بَيتِ الشِّعرِ |
| مِن حَبلِ الوَرِيدْ . |
شواء
|
مَاذَا أَعَدَّ لَكِ المُغَنِّي اليَومَ |
| مِن أَكلٍ لَذِيذْ؟ |
| جَاءَ المُغَنِّي بِالقَصِيدَةِ، |
| فَوقَهَا قَلبٌ حَنِيذْ . |
جدار
|
نَهرَانِ مِن مَاءٍ و نَارْ . |
| سَارا تَضُمُّهُمَا الضِّفَافُ |
| وتَحتَفِي بِهِمَا القِفَارْ . |
| اليَومَ ... |
| بَينَهُمَا جِدارْ . |
نشاز
|
عَبَرَت إِلَى أَيقُونَةِ النِّسيَانِ نَشوَى بِامتِيَازْ . |
| تَرَكَتهُ فِي رَوضِ التَّذَكُّرِ وَحدَهُ |
| لا شَيءَ يُؤنِسُهُ سِوَى ذِكرَى |
| وقَلبٍ نَازِفٍ |
| ورَبَابَةٍ |
| تَستَحضِرُ اللَّحنَ النَّشَازْ . |
ترنيم
|
تَرنِيمُ: هَيَّا أَغلِقِي البّابَ الكَبِيرَ |
| فلا أُرِيدُ سماعَ حِسّْ . |
| اهمِسْ حَبِيبِي، |
| مَا أُحَيلَى أَن تبوحَ بما تُحِسّْ . |
| سَأَظَلُّ أَذكُرُ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي: |
| هَذا الذي قَالَ المُغَنِّى .. قَبلَ أَن تغتالَهُ ليلاهُ .. أَمسْ . |
قميص
|
هَذا القَمِيصْ |
| سَيَظَلُّ يَذكُرُ أَنَّ عِطرَكِ فِيهِ حِينَ لَبِسْتِهِ يَوماً |
| فَكَيفَ يَبِيعُهُ بِكُنُوزِ قَارُونٍ |
| بِرَغمِ شِرَائِهِ مِن قَبلِ مارِقَتَينِ |
| بِالسِّعرِ الرَّخِيصْ . |
لارا
|
خَرَجَت إِلى الغَابَاتِ تَلهُو و الفَرَاشَ، |
| جَناحُهَا وَاهٍ مَهِيضْ . |
| خَرَجَ المُغَنِّي بَاحِثأ فِي الغَابَةِ السَّودَاءِ عَن لارا |
| ونَادَى |
| ثُمَّ نَادَى |
| ثُمَّ نَادَى |
| لَم يَكُن إلا عواءَ الذِّئبِ |
| والأَنوَاءَ |
| والأَصدَاءَ |
| لِلصَّوتِ العَرِيضْ . |
صاحبة البلاط
|
صَدَحَ المُغَنِّي لَيلَةً |
| فِي قَصرِ صَاحِبَةِ البَلاطْ . |
| كَانَت عَلَى كُرسِيِّهَا |
| كالشَّمسِ يَسعَى حَولَهَا الرَّهطُ الغَفِيرُ مِن الجَوَارِي، |
| والبِطَانَةِ، |
| والحَوَارِيِينَ، |
| تُعطِي النُّورَ، تُعطِي الدِّفءَ، تُرسِي العَدلَ |
| فِي كُلِّ الجِهَاتِ |
| من الخليجِ إلى الرِّباطْ . |
| سأل المُعَنَّى: |
| كَيفَ جَارَت بَعدَ عدلٍ، |
| أَلهَبَت قَلبَ المُغَنِّى بِالسِّياطْ؟ |
حظ
|
لا تَنصَحِيهِ |
| فَلَم يَعُدْ يُجدِيهِ .. بعدَ اليومِ .. وَعظْ . |
| فِي بَحرِ عَيْنَيكِ اترُكِيهِ و عُودَهُ |
| ولتمنحيهِ |
| لِكي يُواصِلَ رِحلَةَ الغَرَقِ الجَمِيلةَ بعضَ حَظّْ . |
شموع
|
مَاذَا وَرَاءَكِ يَا شُمُوعْ؟ |
| هَل كَانَ لَيلُكِ حَالِكاً |
| فَجَرَت عَلَى خَدَّيكِ هَاتِيكَ الدُّمُوعْ؟ |
آهة أخرى
|
عَزَفَ المُغَنِّى آَهَةً أُخرَى |
| وأَسكَنَهَا الفَرَاغْ . |
| فَاعجَبْ لِحُزنٍ مِنهُ أَلحَانٌ تُصَاغْ . |
مخيف
|
يا قِصَّةَ الظِّلِّ الوَرِيفْ . |
| يا مُنتَهَى اللَّحنِ الشَّفِيفْ . |
| الكَونُ إلَّم تَمنَحِيهِ النُّورَ مِن عَينَيكِ |
| يا لَيلَى |
| مُخِيفْ . |
شاي بالنعناع
|
نَظَرَت إِليهِ و دَمعُهُ يَجرِي عَلَى صَدرِ الوَرَقْ . |
| صَبَّت لَهُ الشَّايَ المًنَعنَعَ |
| ناولته شَرِيطَ أَقرَاصِ المُنَوِّمِ |
| ثُمَّ قَامَت لِلسَّرِيرِ، |
| ولم يزل |
| يَتلُو على سَمْعِ الفجيعةِ |
| مَا تَيَسَّرَ مِن حكاياتِ الأَرَقْ . |
مزاد
|
مَن يَشتَرِي عُودَ المُغَنِّي |
| والرَّبَابَةَ، |
| والبِيَانُو، |
| والبُزُكْ . |
| هَلَكَ المُغَنِّي فَافتَحُوا بَابَ المَزَادِ |
| فَلا وَرِيثَ لِمَن هَلَكْ . |
وصية أخرى
|
قَالَ اقرَئِي إِنْ تَذكُرِيهِ عَلَيهِ فَاتِحَةَ الكَلامْ . |
| وضَعِي عَلَى قَبرِ المُغَنِّي يَاسَمِينَكِ |
| والسَّلامْ . |
سيزيف
|
سِيزِيفُ يَرفُضُ أَن يُحَمَّلَ صَخرَتَينْ؟ |
| جُلمُودَ زَايوسَ، |
| ثُمَّ صَخرَتَها التِّي كَتَبَت عَلَيهَا بِالعَرِيضِ: |
| الآنَ بَيْنْ |
احتمال
|
لَيلٌ يُقَتِّلُ كُلَّ شَيءٍ فِي فَضَاءِ الحُلْمِِ |
| فِي كُلِّ اتِّجاهْ . |
| هُوَ وَحدَهُ نَاجٍ |
| فَقَد مَنَحَتهُ فِي الحُلمِِ الحَيَاهْ . |
نوم
|
فِي مَرفَأِ الأَحزَانِ مَركَبُهُ سَتَرسُو . |
| سَيُمَدِّدُ الجَسَدَ الهَزِيلَ |
| وفَوقَ صَدرِ المَوجِ يَغفُو . |
| لا تُزعِجُوهُ |
| فَإِنَّهُ مِن بَعدِ رِحلَتِهِ الطويلةِ |
| فِي صِرَاعِ المَوتِ |
| يَسلُو . |
آخر ما حدث به المغني
|
شَهَقَ المُغَنِّي شَهقَةً: |
| لُعِنَ الهَوَى |
| ثُمَّ ارتَمَى |
| فَوقَ الأَرِيكَةِ و استَوَى |
| م |