عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جميل صدقي الزهاوي > بيروت روح له لبنان جثمانُ

العراق

مشاهدة
1311

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بيروت روح له لبنان جثمانُ

بيروت روح له لبنان جثمانُ
فليحي للمجد بيروت ولبنانُ
بيروت نسر له لبنان أَجنحةٌ
لبنان عين لها بيروت إنسان
بيروت بيت له لبنان أَعمدة
بيروت صرح له لبنان أَركان
أَبناء بيروت أسد في مرابضها
وَأَهل لبنان في الأطواد عقبان
لبنان صدر من الآكام أَضلعه
بيروت قلب له في الصدر إِرنان
كلاهما وطن للقوم مشترك
كلاهما بلد بالفضل مزدان
كلا الشقيقين معتز بصاحبه
وَفيهما القوم أَصحاب وأخدان
لي فيك يا بلداً حراً نزلت به
بالخل خل وَبالندمان ندمان
قوم لهم من خلال الحمد أَوفرها
وَفي الذكاء على الأقران رجحان
الحزب للحزب لا ينسى تواضعه
كَما تواضعُ للأَقران أَقران
قوم قد اِتحدت للحق وجهتهم
فَلا تفرق بين القوم أَديان
عاشَ النصارى به والمسلمون معاً
وَقَد تصافح إنجيل وقرآن
وَلَيسَ من فئة حيف على فئة
وَلا عَلى هابط ظلم وعدوان
ولا تفرق يخشى بعد وحدتهم
حتى تفرق أَرواح وأَبدان
أَما البلاد فأدنى ما رأَيت بها
حضارة ملأت عيني وعمران
لبنان أم على الأبناء مشفقة
وَأَهل لبنان في لبنان إخوان
إني لأشكر فضل القوم يكرمني
لَو كانَ يوفي حقوق الفضل شكران
اليوم يا نفس لا بغداد منك كما
كانَت وَلا أَهل بغداد كَما كانوا
الناس للمال في بغداد قد عبدوا
كأَنَّما المال في بغداد أَوثان
يبغي القوي افتراساً للضعيف بها
وَهَكَذا الناس ذؤبان وحملان
تلقى على الشر أَعواناً قد اتفقوا
وَما على الخير في بغداد أَعوان
كل امرئ مضمر فتكاً بصاحبه
يَوماً فلا يرحم الإنسان إنسان
إن يكثر الجهل في أَبناء مملكة
تكثر هنالك أَحقاد وأَضغان
ألا شباباً أولى عزم ومعرفة
فَهؤلاء لفجر المجد عنوان
من كان حراً فَلا يرضى بذلته
وَلا على الضيم تغضي منه أَجفان
وإن بغداد فيها أُمَّة صدقوا
وإن بغداد فيها أُمَّة مانوا
الغرب والشرق حتى اليوم ما اِستويا
هَذا نَشيط وَهَذا بعد كسلان
يَفوز من كانَ ذا عزم بمطلبه
أَما نصيب الكسالى فهو حرمان
تغيَّرت بعد حرب ثار ثائرها
على البسيطة أَقوام وَبلدان
الناس في الغرب بعد الحرب قد سعدوا
وَالناس في الشرق بعد الحرب قد هانوا
وَالشرق أَكثره للحق مهتضم
وَالغرب أَكثره للحق مذعان
وَما الحروب بأَطماع كما زعموا
بل الحروب انقلابات وأَكوان
لا تَرتَقيأُمَّة حتى يَكون لَها
يوماً على سيِّئ العادات عصيان
حللت بالأَمس بستاناً فأَفرحني
وَخير ما يفرح الإنسان بستان
حيث البلابل قد كانَت مغردة
وكانَ يطربني منهن أَلحان
إن البلابل بالأدواح مولعة
وَزينة الدوح أَوراق وأَفنان
من موقظات شجوناً فيّ راقدة
وإنما توقظ الأشجان أَشجان
للعَندَليب على الأطيار قاطبة
رئاسة عند ما يشدو وسلطان
نزا على البان غريداً كعادته
فودَّ كل قضيب أنه البان
واهتز من تحته غصن تبوأه
حتى ظننت بأَنَّ الغصن نشوان
لدى الرَبيع تلاقى الروض مكتسياً
أَما الخَريف فَفيه الروض عريان
في الروض من بعد غارات الخريف به
لا الورد ورد ولا الريحان ريحان
يغادر البلبل الغريد روضته
وَالروض للبلبل الغريد أَوطان
أَأَنت من ذكر أَوطانٍ خفقت بها
يا قلب ذو جذل أَم أَنت أَسوان
كَم جاهِلٍ جاء في بغدادَ يوسعني
نقداً فأعوزه علم وعرفان
ومظهرين عداءً لا انقضاء له
كَما تعادي هزار الروض غربان
سبوا وَبالسب راموا الحط من أَدَبي
كأَنَّما السب عند القوم برهان
يزوّرون علي القول من سفه
فتسمع القول في بغداد آذان
وَقَد رَموني بإلحاد وزندقة
وَما رَموني به زور وبهتان
أَمّا الشباب فنشء لا يثبطهم
عن نصرة الحق إيمان وكفران
لَقَد شدوت بريعان المساء أَسىً
وَللمساء كما للصبح ريعان
أَثار فيَّ غنائي مشجياً حزنٌ
وَقَد تثير غناءَ المرء أَحزان
وَاللَيل أَنحى بوجهي من عواصفه
يصيح حتى كأَنَّ الليل غضبان
الهم أُكبره كالليل أَسهره
وَقَد أَنام به والنجم يقظان
الشعر منتقم ممَّن له احتقروا
يدينهم عن قَريب كالَّذي دانوا
كَم ادعى القوم إحسانا بما نظموا
من القريض وما للقوم إحسان
وقدروه بميزان له وضعوا
من العروض وهل للشعر ميزان
وَما القصيد قواف قد تكررها
كلا ولا هي ألفاظ وعنوان
فتلك فيها المَعاني من برودتها
موتى عليها من الألفاظ أَكفان
يعنون بالوزن وَاللفظ المقيم له
كأَنَّما الشعر ألفاظ وأوزان
ما أحسن الشعر مبثوثاً فرائده
كأَنَّه لؤلؤ رطب ومرجان
القوم قد بعتهم شعري بلا ثمن
أَرجوه منهم وَهَل للشعر أَثمان
لبنان قام بتهذيب الفتاة وَما
تهذيبها غير إصلاح له شان
وإن إصلاحها إصلاح مملكة
وإن إهمالها موت وخسران
يأبى تأخرها قوم لهم شمم
وَبالرقيّ لهم دين وإيمان
لا يرفع الشعب من أَعماق وهدته
إلا رجال أولو عزم ونسوان
للمرأة الفضل في العمران نشهده
لولا تقدمها ما تم عمران
فإنما هي للأَبناء مدرسة
وإنما هي للآباء معوان
وإنها هي للمفجوع تعزية
وإنها هي للمحزون سلوان
وإنها الروض مطلولاً له أرج
وإنها لجنى الأثمار بستان
وإنها تارة نار قد اتقدت
وإنها تارة روح وريحان
الخير في أن يعز المرء صنوته
وَالشر أن يهضم الإنسان إنسان
جميل صدقي الزهاوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2010/10/02 12:16:10 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com