عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جميل صدقي الزهاوي > يحول عنها العين ثم يعيدُها

العراق

مشاهدة
1233

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يحول عنها العين ثم يعيدُها

يحول عنها العين ثم يعيدُها
حذار عدى تَغلي عليه حقودُها
وَيغضي خلال النظرتين محاذراً
رقيباً لها إن لم يكده يكيدها
أَبى القلب إلا حب لَيلى وإنما
يكاد الهَوى يرديه لولا وعودها
وَما العدل إلا غادة عربية
بعيدة مهوى القرط باد نهودها
جلتها يد الأحقاب فهي جميلة
وقد قل للعشاق بالوصل جودها
بدت في برود للصبا عبقرية
وقد شف عن جسم وضيء برودها
مهفهفة الأعطاف طيبة اللمى
وإن كان مراً هجرها وصدودُها
إذا نظرت بين الجماهير نحوه
وَلَو مرة في العمر فهو سعيدها
وإن هي لم تعطف عليه بنظرة
بكت منه عين لا يرجَّى جمودها
وَباتَ كئيباً يرقب النجم طالعاً
بعين له شكرَى قَليل هجودها
وَتشخص طول الليل أَبصاره إلى
سماء نأت عنه بعيد حدودها
حوت أنجماً زُهراً يقدنَ وإنما
قواها الَّتي قد ثرن فيها وقودها
تروم صعوداً نفسه في فضائها
فيعيى عليها ثم يعيى صعودها
فتطلب منه أن يحلَّ عقالها
فذلك ينفي كربها ويفيدها
ويسهل منه للسماءِ رُقيها
وتطوي مسافات ويدنو بعيدها
ترى النفع كل النفع في الموت إنما
أَضر بها بين العداة وجودها
تَقول له لا تحرصنّ سفاهةً
عَلى عيشة قد بان عنك رغيدها
تريد بعزم أن تفارق جسمه
وتلك عليه شقة لا يريدها
تنازعه حوض المنيَّة نفسه
فتطلب ورداً عنده ويذودها
وَلَو أنه خلَّى إليه سبيلها
هناك شفاها من أوامٍ ورودها
إذا هي ماتَت مات كل همومها
وأقلع عنها نحسها وسعودها
سواء على من بات في بطن حفرة
رهين البلى بيض الليالي وسودها
سقى تربة الأوطان للعدل ديمةٌ
تخفف من إمحالها وتجودها
ربوع تَغشَّاها البلى وَمنازل
تغير بعد الظاعنين عهودها
وعهدي بها للأسد قبل مرابضا
فقل لي وأفصح أين سارت أسودها
أيزرى أيزرى في أُرومة قدرها
عداءُ لئام بالشرور تكيدها
يعز على عينيّ أَن تنظرا إلى
بلاد تسوس الناس فيها قرودها
تعيث بأهليها فتغصب حقهم
وتسلب من أَموالهم وتبيدها
يعز على عينيَّ أن تريا بها
شباباً من الأحرار صفراً خدودها
تعالج هَمّاً قدَّر اللَه أنهُ
يَجُرُّ بها نحو الردى ويقودها
إذا لجأت من همها في نهارها
إلى الليل كان الليل مِمّا يزيدها
أَسارى قصارى ما تحاول أنها
تَموت بعز أو تفك قيودها
تَقَطَّعُ من وقع الهموم قلوبُها
وتنضج من نار العذاب جلودها
إذا سئلت عما تجن من الجوى
أَضر بها إقرارها وجحودها
محاطون بالأرزاء في أرض ذلة
تهائمها منحوسة ونجودها
إذا أقلعت عنهم سحابة فتنةٍ
أظلتهمُ أخرى تدوّى رعودها
حياة لهم لم يبق ضمن جسومهم
سوى شعلة منها قريب خمودها
جميل صدقي الزهاوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/10/01 05:34:33 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com