عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جميل صدقي الزهاوي > إن العدالة ويك اليوم في الطلبِ

العراق

مشاهدة
1184

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إن العدالة ويك اليوم في الطلبِ

إن العدالة ويك اليوم في الطلبِ
يا ظلم فاِستخف أَو فالجأ إلى الهربِ
قد كانَت العين قبل اليوم باكية
من الأسى وهي تَبكي اليوم من طرب
البرق أَهدى لنا بشرى بها هدأت
أرواحنا بعد طول الخوف والرهب
بشرى كَما تَبتَغي الآمال صادقة
أجلها الناس من قاص ومقترب
لَقَد أَقر لعمري أَعيناً سخنت
ما ناله فئة الأحرار من أَرب
صاحت لفرحة هذا العيد أفئدة
كانت تئن من الإرزاء والنوبِ
صاحت سروراً وكانت قبل فرحتها
تدعو على كربها بالويل والحرب
العدل في الناس برد الصبح ينفحها
والظلم في الناس مثل النار في الحطب
بدا وكلُّ قوى الآمال تتبعه
كأنه قائد في عسكرٍ لجب
يا عدل سيفك محمود صرامته
في حده الحد بين الجد واللعب
جرده من غمده يا عدل مقتدراً
واحكم به بين مغصوب ومغتصب
يعود منك إلى بغداد شوكتها
مما مضى عهده في سالف الحقب
نعم يعود إليها كل ما فقدت
من دولة العلم والعرفان والأدب
كم قد تعبنا ولم نظفر بحاجتنا
واليوم فزنا بها من غير ما تعب
مرت علينا ليالٍ قد حكت حقباً
بعداً لها من ليال هن كالحقب
سود غرابيب ما في جوّها قمر
ولا على أفقها لمعٌ من الشهب
لها سماءٌ تهاب العين رؤيتها
لما على وجهها الداجي من السحب
ما كنت أحسبها واليأس معذرة
تبدي صباحاً ينير الكون في العقب
أبدت نعم ليَ فجراً صادقاً سطعت
أنواره ليس بالموهوم والكذب
أمي بما نلت من حرية فرحت
وإنها وطني المحبوب إي وأبي
يا أَيُّها الناس إن العدل غانية
فتانة الوجه والعينين واللبب
في نحرها ماسة كالنجم ساطعة
وفوق مفرقها تاج من الذهب
تالله قد سلبت لبِّي غداة بدت
هيفاء ترفل في أثوابها القُشب
أَخال ليلى وَلَيلى العدل قد رضيت
عن المحبين بعد السخط والغضب
أمَّلتُ بالأمس عن بعدٍ زيارتها
فواصلت فوق ما أمَّلتُ عن كثب
أظنها رقّ منها القلب فانعطفت
لما رأَت ما لدمعي أمسِ من صبب
إن لم يكن دمع عيني أمسِ رقَّقها
فإن زورتها من أعجب العجب
ماذا الَّذي جعل الحسناء ترحمنا
لا بد من سبب لا بد من سبب
بل لقد رقَّ منها القلب حين رأَت
عيني تجود بقاني دمعها السرب
جودي بوصلك ليلي يا حبيبتنا
جودي على كل مشتاق ومكتئب
يكفي الذي فيك كابدناه من ألمٍ
يكفي الذي فيك قاسيناه من نصب
بما بعينيك من سحر ومن دعج
وما بثغرك من ظلم ومن شنب
لانَت احسن ما شاهدت من حسن
وأَنت أَكبر ما منيت من أَرب
عَمَّ البِلاد سرور لا ينغِّصُهُ
إلا وَفاة أَبي أَحرارها رجبِ
ذاكَ الَّذي كانَت الآمال تطلبه
لدفع ما حاق بالأوطان من كرب
لمّا نعاه ليَ الناعي يخبرني
سكتُّ من دَهشي حيناً وَلَم أُجب
كأن جذوة نارٍ أَحرقت كَبدي
أَو كَهربائية سارَت على عصبي
نعيُّهُ جاءَ في إِبّان فرحتنا
فنحن في مأتم منه وَفي طرب
أَفراحنا برزايانا قَد اِختلطت
فَقلتُ قد طابَت الدنيا وَلَم تطب
أَبكيتَ يا موت عين السيف فيه كَما
أَبكيت يا موت عين العلم والأدب
ما كان ضرك لو أخرته فنجت
به البلاد من الأخطار والنوب
لهفي على العلم منه والنهى وعلى
تلك الفصاحة في ألفاظه النخب
لَقَد بكتك مَعاليك الَّتي اِشتهرت
وَهذه الناس من ترك ومن عرب
كبرت بالنفس والأفعال شاهدة
لا بالمناصب والألقاب وَالرتب
حوى ضَريحك محبوباً لمملكة
سقى ضَريحَك هطال من السحب
فغاب شمسك عنا بعد أن سطعت
فليت شمسك ذات النور لم تغبِ
وليت شمسَك كل الدهر بازغة
تجلو العمى عن عيون ظَلن في الريب
خلَّفتَ بعدك ذكراً خالداً حسناً
وَذاكَ أَفضَل من مال ومن نشب
نجاد إنك لا تجزع ستخلفه
نجاد إنك خير ابن لخير أب
نجاد إنك معروف بحكمته
فاصبر فإن جميع الناس للعطب
جميل صدقي الزهاوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/10/01 05:31:16 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com