عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جميل صدقي الزهاوي > كل الَّذين عَن المواطن غابوا

العراق

مشاهدة
947

إعجاب
9

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كل الَّذين عَن المواطن غابوا

كل الَّذين عَن المواطن غابوا
يا أم إلا أحمداً قد آبوا
يا أم قد جاءَ البَريد ولَم يجئ
من أَحمَدٍ يا أم بعد كتاب
أَخبرته يا أم في كتبي له
أني مرضت فَلَم يوافِ جواب
يا أم إن بقاءَ أحمد غائباً
للصبر مني والعزاء غياب
يا أم في قلبي اضطراب ماله
يا أم عن قلبي الشقيِّ ذهاب
يا أم مثلي وَالزَمان أمضّني
يا أم لَيسَ عَلى البكاء يعاب
ما كانَ ظني أن أَحمد مزمع
عني رَحيلاً لَيسَ منه مآب
يا أم إني اليوم صرت بأَحمدٍ
بعد الوثوق بعهده أرتاب
قالَت لَها الأم الشَفيقة خولة
ما كل ظنّ يا سعاد صواب
أَسعاد أَنت مريضة وأَخاف أن
تزداد فيك من الأسى الأوصاب
لا تَتْهميه بالسلو فَربما
عاقته في أَسفاره أَسباب
قَد يوقف الإنسان عَن منويِّه
ما لَيسَ قبلاً يَحتَويه حساب
لي من تأخر كتبه عنا نعم
عجب إذا فكرت فيه عجاب
لكن ذلك قَد يَكون لباعث
ظني بكشف غطائه كذاب
وَلننتظر يومين بعد فربما
تأتي لنا بحديثه الأصحاب
إنَّ الحَقيقَة عند ذلك تَنجَلي
فَيَزول عنا هَذا الاستغراب
زارَت سعاداً في المَساء صَديقةٌ
للدمع فوق خدودها تسكاب
قالَت لَها ما لي أَراك كَئيبةً
أَرَبابُ ماذا تَعلَمين رباب
لِم أَنت ساكتةٌ بربك أَخبري
هَل عض أَحمدَ للحَوادِث ناب
لا تَكتمي عني مغبة أَحمَدٍ
أَلَهُ بسوءٍ يا رباب أَصابوا
ماذا سمعت تحدثي فَقَد اِلتَوت
مني لأجل بكائك الأعصاب
قالَتعزاءَك يا سعاد تجلدي
فَلَقَد تقوَّض للرجاء قباب
إن اللصوص أَتوا بليلٍ أَحمداً
واِغتاله طمع لهم غلاب
قَد جاءَ في هَذا لِزَوجي قاسم
من صاحبٍ هَذا الصباح كتاب
أَخذت سعاداً رجفة عَصبية
من هول ما سمعت وَضاع صواب
فكأنما نبأُ الفَجيعَة جذوةٌ
وَكأَنَّما إِخبارها إِلهاب
من بعد ما اِحترقت بها اِنقضَّتْ كما
ينقضُّ من كبد السماء شهاب
وَتقلَّبت فوق التراب كأنها
حملٌ تعجَّل ذبحَهُ القصّاب
سقطت وَقَد خطف الرزية لونها
فكأنها فوق التراب تراب
رفعت إليها الأم واطئَ رأسها
وغدت تسائلها وليس تجاب
ثم اِرعوَت من بعد ساعة غيبةٍ
تَبكي كأن عيونها ميزاب
وَتَقول يا أم استبد بحكمه
فيَّ القضاء فَلي عليه عتاب
يا موت إنك أَنت حلو فاِقترب
إنَّ الحَياة من المرارة صاب
يا موت غيري إن يَهبَك فإنني
أنا لا أهابك والحياة أهاب
أمنيتي قد صرت من أمنيتي
أمنيتي أنَّ الحَياة عذاب
يا أم قد أَتَت الحتوف تزورني
أَهلاً وَسهلاً أَيُّها الأحباب
يا أم منها استوهبي لي مهلة
يا أم حتى ترجع الغياب
يا أم إن هناك أحمد يَبتَغي
عوداً إِليَّ ودونه الأبواب
ما تلك أَبوابٌ فَقَد حققتها
بل إنها بين الطَريق هضاب
وكأَنَّما في كل قمة هضبة
يا أم من تلك الهضاب غراب
غربان بينٍ في الروابي وُقَّعٍ
منها يدوّي في الفلا التنعاب
وأَرى الطَريق أمام أَحمد واضحاً
لكن عليه يا سلام ذئاب
يا رب عونك فالذئاب تلوح لي
مثل اللصوص وَفي الأكف حراب
يا أحمد اثبت في مكانك باسلاً
لا يوهننّك منهم الإرهاب
كن حيث أنت وَلا تخف ستجيء من
قبل الحكومة ذادةٌ أنجاب
تأتي لخفرك بعد عشر دقائق
منهم كهولٌ لا تني وَشباب
درء الحكومة عَن رعيتها الأذى
متحتِّم وَلَها الحماية داب
وَسيقبضون عَلى اللصوص وَتَنتَحي
بهمُ السجون وإن ذاك عقاب
وَتَعود مخفوراً إِليَّ مشيعاً
فيُقرُّ هذي العين منك إِياب
يا أم قَد هَجموا عليه بجمعهم
في مرة وَالهاجمون صعاب
يا أم وهو مدافع عَن نفسه
يا أم ما إن أحمدٌ هيّاب
شرعت حراب الهاجمين تنوشه
لِلَّه أحشاءٌ هناك تصاب
قَد خرَّ من أَلم الجراح لجنبه
وَتلطخت بدمائه الأثواب
قَتَلوا حليلي أمسكوهم إنهم
فروا إلى تلك الشعاب وَغابوا
قَتَلوه وَيلي ثم وَيلي غيلة
والقاتِلون أسافلٌ أَذناب
أين الحكومة أين أين رجالها
ناموا وَنوم أولي الحراسة عاب
أخذت تسليها هنالك خولةٌ
وَسحاب همّ سعادَ لا ينجاب
حتىّ قَضَت حزناً وذلك بعدما
عبثت بناعم جسمها الأوصاب
فتبوأت جدثاً به نامَت سقى
جدثاً به نامَت سعاد سحاب
كانَت كعاباً في غضير شبابها
لو أخَّر الموتَ الزؤامَ شباب
جميل صدقي الزهاوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2010/09/29 11:43:04 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com