أقلِّي فقَلبُ الصبِّ يَصدَعُهُ الذكرُ | |
|
| ففي الحبِّ طالُ الحزنُ أو قصرَ العمرُ |
|
ألستِ تريني أصفرَ الوجهِ ناحلاً | |
|
| كمن باتَ في الأغلالِ يُسقِمُهُ الأسر |
|
نعم إنَّ لي غلّاً من اليأسِ والهوى | |
|
| وذا وَلدٌ ممّا يوَلِّدُهُ العَصر |
|
أرى العصرَ رملاً فوقهُ الآلُ لامعٌ | |
|
| ولا شجرٌ للظلِّ فيهِ ولا نضر |
|
فكم فتحت حسناءُ ثغراً وذبَّلت | |
|
| جفوناً لتُغريني فما افترَّ لي ثغر |
|
ولما رأت ذاكَ الجمودَ تنفَّسَت | |
|
| وقالت وقلبي في مياهِ الهوى صَخر |
|
ألستَ بإنسانٍ فما الحُسنُ قادراً | |
|
| عَليكَ وما العينانِ حَشوهُما سِحر |
|
وما لكَ إلا سبعُ عشرةَ حجَّةً | |
|
| فقلتُ لها قد شابتِ النفسُ لا الشَّعر |
|
فبينَ ضُلوعي همَّةٌ علويَّةٌ | |
|
| تجيشُ وتغلي مثلما غلتِ القدر |
|
ولم تعلمي ما فيَّ من طمعٍ ومن | |
|
| عواطفَ تحكيها العواصفُ والبَحر |
|
وإني أرى ما لا ترَينَ ولا يرى | |
|
| سوايَ فدُوني لا حِجابٌ ولا سِتر |
|
فقالت نعم هذا صحيحٌ وإنّما | |
|
| أرى سعةً في الحبِّ إن يضقِ الصَّدر |
|
فربَّ سلوّ من حنوّ ونِعمةٍ | |
|
| على بسمةٍ تأتي وقد غلبَ الدَّهر |
|
ألستَ ترى شعري بدرٍّ مُرَصَّعاً | |
|
| كما رصَّعَت سدلَ الدُّجى الأنجُمُ الزهر |
|
وما شفَتي الحمراءُ إلا كوردةٍ | |
|
| عليها من الأسنانِ يَنتَثِرُ القطر |
|
وعينايَ حبّاً فيهما الماءُ واللَّظى | |
|
| فمن مَدمَعي طلٌّ ومن نفسي جمر |
|
فقلتُ وقد هاجت جميعُ جوارحي | |
|
| تعالي إلى صَدري فقد خانني الصَّبر |
|
لئن كان هذا الحبُّ فالعيشُ طيِّبٌ | |
|
| ألا ليتَ هذا الليلَ ليسَ له فجر |
|