يا نَفسُ ما هُوَ إِلّا صَبرُ أَيّامِ | |
|
| كَأَنَّ لَذَّتَها أَضغاثُ أَحلامِ |
|
يا نَفسُ ما لِيَ لا أَنفَكُّ مِن طَمَعٍ | |
|
| طَرفي إِلَيهِ سَريعٌ طامِحٌ سامِ |
|
يا نَفسُ كوني عَنِ الدُنيا مُباعِدَةً | |
|
| وَخَلِّفيها فَإِنَّ الحَقَّ قُدّامي |
|
يا نَفسِ ما الذُخرُ إِلّا ما اِنتَفَعتُ بِهِ | |
|
| في القَبرِ يَومَ يَكونُ الدَفنُ إِكرامي |
|
وَلِلزَمانِ وَعيدٌ في تَصَرُّفِهِ | |
|
| إِنَّ الزَمانَ لَذو نَقضٍ وَإِبرامِ |
|
أَمّا المَشيبُ فَقَد أَدّى نَذارَتَهُ | |
|
| وَقَد قَضى ما عَلَيهِ مُنذُ أَعوامِ |
|
إِنّي لَأَستَكثِرُ الدُنيا وَأُعظِمُها | |
|
| جَهلاً وَلَم أَرَها أَهلاً لِإِعظامِ |
|
يا ذا الَّذي يَومُهُ آتٍ بِساعَتِهِ | |
|
| وَإِن تَأَخَّرَ عَن عامٍ إِلى عامِ |
|
فَلَو عَلا بِكَ أَقوامٌ مَناكِبَهُم | |
|
| حَثّوا بِنَعشِكَ إِسراعاً بِأَقدامِ |
|
في يَومِ آخِرِ تَوديعٍ تُوَدَّعُهُ | |
|
| تُهدى إِلى حَيثُ لا فادٍ وَلا حامِ |
|
ما الناسُ إِلّا كَنَفسٍ في تَقارُبِهِم | |
|
| لَولا تَفاوُتُ أَرزاقٍ وَأَقسامِ |
|
كَم لِاِبنِ آدَمَ مِن لَهوٍ وَمِن لَعِبٍ | |
|
| وَلِلحَوادِثِ مِن شَدٍّ وَإِقدامِ |
|
كَم قَد نَعَت لَهُمُ الدُنيا الحُلولَ بِها | |
|
| لَو أَنَّهُم سَمِعوا مِنها بِأَفهامِ |
|
وَكَم تَخَرَّمَتِ الأَيّامُ مِن بَشَرٍ | |
|
| كانوا ذَوي قُوَّةٍ فيها وَأَجسامِ |
|
يا ساكِنَ الدارَ تَبنيها وَتَعمُرُها | |
|
| وَالدارُ دارُ مَنِيّاتٍ وَأَسقامِ |
|
لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَخُدعَتُها | |
|
| فَكَم تَلاعَبَتِ الدُنيا بِأَقوامِ |
|
يا رُبَّ مُقتَصِدٍ عَن غَيرِ تَجرِبَةٍ | |
|
| وَمُعتَدٍ بَعدَ تَجريبٍ وَإِحكامِ |
|
وَرُبَّ مُكتَسِبٍ بِالحِلمِ واقِيَةً | |
|
| وَرُبَّ مُستَهدِفٍ بِالبَغيِ لِلرامي |
|