![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
أنا قَلْبٌ، فمٌ وَيَدُ |
أنا لَهَبٌ وَأَرْتَعِدُ |
أنا ثَلْجٌ على ثلج |
وَأَتّقِدُ |
أنا شَيْءٌ عَنِ الأشْياءِ مُنْفَصِلٌ |
وَبالأشياءِ مُتَّحِدُ |
وبي أفراحيَ الثكلى |
وبي أحزانيَ الحُبلى |
إذا ما زُحزحت |
تلِدُ |
أنا وَسَطِيَّةٌ |
عَبَثِيَّةُ التَّكوينِ فيها الشكُ مُعْتَقِدٌ |
وَمُعْتَقَدُ |
أنا لُغْزٌ مُشَفَّرَةٌ تَراكيبي |
وَأَقْطابٌ إذا اقْتَرَبَتْ |
مِنَ الأقطابِ تَبْتَعِدُ |
أنا روحٌ مُقدَّسةٌ |
يُعاقِرُ طُهْرَها |
جَسَدُ |
*** |
أَنَا نِصْفَانِ مِنْ قَلَقٍ |
وَمِنْ خَوْفِ |
وَذَاكَ النِّصْفُ لاَ تُصْغِي لَهُ أُذُنِي |
وَهَذَا النِّصْفُ لاَ يَحْلُو |
لَهُ عَزْفِي |
بِضَيْفٍ حَلَّ فِي الإثْنَيْنِ مِمْنُوعٍ |
مِنَ الصَّرْفِ |
يُعَشِّشُ بَيْنَ أَنْسِجَتِي |
وَيَكْبُرُ فِي جِرَاحَاتِي |
وَمِنْ نَزْفِي |
وَلِي عَيْنَانِ تَتَّقِيَانِ بَعْضَهُمَا |
فَأَيْنَ أَنَا لأَعْثُرَ بِي |
عَلَى نصفي!؟ |
كَأَنِّي مَا نَظَرْتُ إِليَّ إلاَّ خِلْتُنِي |
خَلْفِي |
** |
أنا وَحدي |
أنا المسموم مِنْ وِرْدي |
أنا المزروع في |
ضِدي |
أنا مَنْ لست أفْهمه |
كأنَّ سِوايَ في جِلْدي |
لأنَّ اسمَ ابنتي |
عَفراءْ |
ولي كوفيَّةٌ |
من نسجِ أورِدتي |
وشَعري أسودٌ، وملامِحي |
سمراءْ |
عَرَفْتُ بأنَّ آدَمَ لَم يَكنْ أبَتي |
وأُمّي لمْ تكُنْ حوَّاءْ |
** |
** |
فّأينَ أنا |
وّكيفَ أتوه عَنْ إبِلِي |
وكيْف تَتوه عنْ خِيَمي |
فوانيسي!؟ |
وأين أنا |
لأخْجَلَ منْ يراعي |
حينَ يَعْشَقُ سَرْجَ سابِحَة |
ويرْكبُ أظْهرَ العِيس!؟ |
وأين أنا |
ليقْتَلَ أحمدٌ |
في عُقْرِ مُفْرَدَتي |
وتَصغُرَ دمْعةُ الخنْساء في عَيْني |
وأفْرُودِيت تَعْظُمُ في مَقاييسي!؟ |
وَما باريسُ ما مدريدُ ما روما |
وَمَنْ سِيزيفُ يبْعَثُ في |
كَراريسي!؟ |
وأين أنا |
لتوشِكَ مِصْرُ أن تُنْعَى |
بِقافيَتي |
وتُمْحَى مِنْ قواميسي!؟ |
وكيف بِبَرْشَلونَةَ أرْتَضي |
حُلُماً |
وكيفَ دمشْقُ تصْبِحُ مِنْ |
كوابيسي!!؟؟ |
*** |
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا |
وَلَمْ أخلُدْ لِمَوتيَ بَعدْ |
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا |
وفي جرْحي |
مساحاتٌ لِسِكين |
وباقَةِ ورْدْ |
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا |
وَفي قلْبي اتساعاتٌ |
لعصْفور |
وعشْق ما |
وتربَة حقْدْ |
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا |
وَما زالتْ على عنقي |
فَراغاتٌ |
لأَعْقِدَ حَبْلَ مشْنَقَة |
وألبِسَ عقْدْ |
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا |
وفِيَّ تَمَردٌ يَكفي |
لأصبِحَ عرْوَةَ بْنِ الوَرْدْ |