
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| كنتُ أكتبُ في تجاويف الليالي المعتمة |
| سِفْرَ أحزان الصحاري |
| منذ داحسَ والبسوسْ |
| تهربُ الكلماتُ مني والحروفْ |
| كلُّ أوراقي تئنُّ وترتدي حُلَلَ السوادِ على الرفوفْ |
| كيف أكتبُ يا بني بكرٍ وتغلبُ هَمُّها شحذ السيوفْ |
| *** |
| والمسا أقعى على مُقلِ الثكالى |
| تحت أشباح المصابيح الكليلةْ |
| في البيوتاتِ المشوهة السقوف |
| والصغارُ الحالمونَ على مخدات البراءة والفرحْ |
| يتنفسونَ روائح الحرب الضروس |
| ويلونون وجوههم مرحاً بألوان القزح |
| وسيكبرون ليقحموا حطباً بتنور البسوس |
| *** |
| آه يا شمس الفرحْ |
| كدتُ أنساك وأنتِ كلَّ يومٍ تشرقينْ |
| كدتُ أعتادُ على ليل المقابرِ والصقيع |
| وظننتُ أنك لن تزوري بعد أقبية العفونة |
| والصديد |
| والدهاليزَ المشوقةَ للضياءْ |
| منذ أن ولد الشقاقُ بكربلاءْ |
| وتخضبت بيضُ العمائم بالدماءْ |
| آه يا شمس الفرح |
| نحن أطفالٌ حبالى بالدموع |
| ولا بكاءْ |
| تقضم الخبزَ المملَّح بالخيانةِ والندم |
| نحتسي الماء الملوث بالكراهة والألمْ |
| آه لو نبكي ولكن غادرتنا منذ أن حلّ البلاءْ |
| بكربلاءْ |
| كل أنماط التوجع والبكاءْ |
| هاجرت من أرضنا كل نسمات المشاعرِ والدموعْ |
| كل أسراب السنونو أو فراشات التفاؤل والمرحْ |
| والمسا جهمٌ عبوسْ |
| أقفرت فيه قناديل النجومْ |
| واختفى منه القمرْ |
| مالهذا الليل يجثو فوقنا من ألف عامْ |
| أقعى على أجفاننا كالأخطبوطْ |
| والبئر ينضح زيته عبر أقنية القنوطْ |
| كي يستمر النهب من دون انقطاعٍ أو خطرْ |
| لابد من زرع الغجر |
| بين البحيرة والنقبْ |
| هذا زمانُ الجاهلية والعشائر والتَّترْ |
| عصر النزال البربري المستعرْ |
| بين المدافع والعصا |
| بين البنادق والحجرْ |
| هيهات أن نبقى ونستعصي على حرب الإزاحة |
| والإبادة والفناءْ |
| هيهات أن تنجو وفي أفواهنا |
| ما زال طعمٌ كالبسوسْ |
| ونكهةٌ من كربلاءْ |