إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
عندما كنتُ أعانقُ كلّ يومٍ في المسا |
خصر الكمانِ |
كنتُ أحملُهُ برفقٍ فوق زندي |
ثم أسنُدُهُ لخدِّي |
ثمّ أطويه لصدري في حنانِ |
بين أحداقِ الحيارى |
أو وجوهِ السّامرينَ مع السّهارى |
والكؤوس الرّاعشاتِ على الشّفاهِ |
بين أضواءِ المقاهي |
كادت الأوتارُ تبكي رغم قهقهة الحسانِ |
ثمّ يعلو صوتُها الواهي |
بأرجاء المكانِ |
كنت أعصرُ في دنانِ العشق راحي |
كي أروِّي |
بالتّرانيم الحزينات النّواحِ |
كلَّ عاشقةٍ من الغيدِ المِلاحِ |
*** |
سجنُ عينيكِ وظلُّكِ في الهوى |
قد حاصراني |
أقْفَلا أبوابَ سجني |
قيّداني |
خلف قضبان الوفاءِ |
ثمّ فيكِ أغرقاني |
كلُّ مَنْ حولي ضبابٌ |
لا أرى فيه سواكِ |
أو سراب ليس فيه |
غير ذكرى من هواكِ |
يا لِبُؤْسي |
كيف مارستُ على قربانِ عينيكِ انتحاري |
كيف بدَّلتُ قناعاتي |
وغيّرتُ قراري |
كيف مثَّلتُ بأنّي لست أعبأ بانسحابك من جواري |
واقتنعتُ بزيف تحريري وأوهام انتصاري |
واكتشفتُ بعد أن كابرتُ أنّي |
لستُ أكثر من أسيرٍ كان ممنوعَ الفرارِ |
*** |
عندما كنتُ أداعبُ في المسا وتر الكمان |
كان قوسي يستحيلُ إلى شهابِ |
شعلةً حمراءَ تسري في دمي |
مثل وخز النّدم في أحاديث العتابِ |
كنتُ أسأل نَكهة الصَّفصافِ في الغابات عنكِ |
والمقاعدَ فوق أرصفة المقاهي |
والنّوادي الصّاخباتِ |
والملاهي |
كنتُ أسأل كلَّ ربّانٍ مسافرْ |
كلّ سربٍ عاد من منفاهُ أو طيرٍ مهاجرْ |
كلّ موجٍ يضربُ الشّظآنَ في كلِّ المواني |
أين أنت من مكاني؟ |
أين رُحْتِ؟ ولماذا؟ |
دون خلقِ الله عن دنياك غبتِ؟ |
آه يا وجع الكمان يئنُّ في أحزان صمتي |
كالثّكالى النّائماتِ |
ربّما قد تسمعيني |
رغم أبعاد المسافات وهمسات الأنين |
ربّما قد تدركيني |
أو تناديك بقايا ذكرياتي |
*** |
بعدكِ الأيامُ تمضي يا حياتي |
كالقفارِ القاحلاتِ |
والملاهي في بلاد الحبّ آلتْ |
في المساءِ إلى رفاتِ |
كنتُ أشدوكِ على أوتار بؤسي |
يا منى نفسي البعيدة |
فوق أرصفة المواعيد السّعيدة |
أو أسائل كلّ عابرة من الغيماتِ عنكِ |
في صدى لحنٍ وأبياتِ قصيدة |
أين تهتِ؟ |
أين ساقتكِ القطارات الكئيباتُ الدخانِ |
يا مسافرتي الوحيدة |
هل تُرى يوماً تعودي؟ |
كي أعودَ إلى وجودي |
أو سأبقى عازف الأحزانِ في وتر الكمان؟ |