إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
تلك القرى المتناثرة |
في رداء اللّيل تومضُ كالنّجومِ |
راعشاتٍ في متاهات الدّروب العابرة |
والسّفوحُ تئنُّ في صمتِ المساءِ مع الذّئاب الخائرة |
تومي إليَّ بشرفتي الخرساءِ في متن الغيومِ |
كاليراعات المضيئة في مدى حزني المقيمِ |
أو كالمراكب في البحارِ مسافرة |
تلك القرى المتناثرة |
*** |
أيُّ ليلٍ وادعٍ قد ضَمَّها؟ |
فغفتْ على زنديه نشوى |
في التّلال المقفرة |
بل أي حلمٍ هانئٍ طافَ بها؟ |
في الأمسيات المقمرة |
تغفو وأحلام الطّفولة في زواياها الصّديقة |
كالحمامات الطّليقة في سماء الذّاكرة |
وتنام أجفان الصّغار بصمتها |
وبدفءِ أعشاشِ الأمومة بالحنان مُدَثَّرة |
يا قرى وطني السّعيد توامضي |
ليلُ النّوافذِ في القرى |
يدعوني للغرفِ الحميمة في البيوتِ السّاهرة |
يغري فؤادي بالبساطة والأمانِ |
بالوداعة في القرى المتبعثرة |
*** |
يا قرى وطني السّعيد تجذَّري |
وتمسّكي بصخورك المتجذِّرة |
من بدء تاريخ الحياةِ |
وأنتِ في تلك التّلال مُسَمَّرة |
ولسوف تبقين هنا مزروعةً |
مشدودةً بالكبرياء معطَّرة |
إياكِ في قحط المواسم مرّةً أن ترحلي |
وتهاجري مثل القرى المتكسِّرة |
أطلالها فوق الرِّمالِ تناثرت |
وبيوتها رجع الصَّدى |
ونواح صمتِ المقبرة |
إياك يا حلم الأمان بأن تلي |
سرب الحمامِ وتصبحين مهاجرة |
هذا المكان هو الإباءُ والانتماءُ ولن تري |
في كل أصقاع البلادْ |
حتى ولا في كل آفاق السّماءْ |
محطةً مأمونةً لمهاجرةأ |