إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
أحذركم أحبائي... |
صغار الأرض والوطن... |
ويا من تُرهِبونَ الموت بالكفن... |
ويا من تصنعون النّصر بالحجر... |
أحذركم من السّمسار والعرّاب والباغي |
وممن يشتري الأوهام بالأطفال والمدن |
يبيعون حجارتكم... براءتكم |
ويستلبون ثورتكم... |
ويغتالونكم جهراً... على الطّرقات... في السّاحات |
خلف ستائر الفتن... |
ويحتشدون كالتّتر |
ثقالاً في بنادقهم... |
وحوشاً في قنابلهم |
ويرتعدون حتى الموت... من طفلٍ ومن حجرِ |
ويختبئون كالجرذان خلف مزابل العفن... |
يبيدون جحافلكم.. بأسلحة محرَّمةٍ |
وأنتم عُزَّلٌ إلا من الإيمان والحجر... |
وأسرابٌ من الطّير الأبابيلِ |
تغطي قبة الوطنِ... |
تصبُّ طفولة غضبى مع المطر... |
وأرض المسجد الأقصى... ينابيعٌ |
من الأطفال لا تبقى ولا تذرِ |
*** |
وأنت اليوم ترتحل... |
ملاكاً راح يسترخي على أضلاع والده بنهر الدم يغتسل.. |
شهيداً نازف الأحشاء ترتحل... |
محمد أيها الطفل الذي احترقت على استشهاده المقلُ |
محمد أيها البطلُ |
محمد أيها لعملاقُ والجبل |
وأنت الدرة البيضاء فيك العقد يكتملُ |
قضيت وأنت لا تدري لماذا يُقتل الحَمَلُ |
لماذا يذبح الأطفال في وطني؟ |
لماذا يغضبُ الطاغوت من اسمي ومن وجهي... |
ويرسلني إلى كفني... |
يصادر أرضي الظمأى... |
وضرع الأم واللّبنِ... |
ويستولي على بيتي ومحرابي... |
يمارس دور سادي وإرهابي... |
ويقصف سقف مدرستي... أساتذتي وأصحابي... |
ويحرق كرمة الزيتون يسلبني كراريسي وألعابي... |
ويزرع ألف قنّاصٍ ليربض خلف أبوابي... |
*** |
تبارك وجهكَ الطّفلُ |
شهيدَ تخلُّفِ العربِ |
شهيد تخاذل العربِ |
وأنت ممدد كالبدر في تابوتك القاني |
كحقل الفلّ طرزّه دم الورد الدمشقي |
ومن يافا لبيسان... |
أيا بطلاً خرافياً أتى من جعبة التّاريخ والحقب |
ليبعث في زوايا الخدر بركاناً من الغضب |
أفيقي كل أحزاني... |
أفيقي من كهوف الصّمت والنّسيان في قلبي |
كبركان... |
فهذا عصر قتل الطّفل والأطيارِ في صمت من العارِ |
كنيرونُ الذي أفنى مدينته بألسنة من النّار |
وجالوتُ الذي بعثت مخالبه لتنشر عرضنا العاري |
بكل معقدٍ سفاح سادي وجزارِ |
يعيدُ جرائم التاريخ منذ بداية البّشرِ |
وهذا عصر هولاكو يقود جحافل التّتر |
ليردي في شوارعنا |
بكلّ وسائل التّدمير والخطرِ |
صبياً ليس في يده |
سوى قطعاً من الحجر. |
*** |
أباركم أحبائي |
من الألف إلى الياءِ |
وأدعوكم إلى الحذر |
من الوسطاءِ والعملاءِ والركُّعْ |
ومن ظنّوا بأن مسيرة الأطفال لا تجدي ولا تنفعِ |
ومن جهلوا بأن الشّعب بالأوهام لا يقنع |
ومن ظنّوا بأن القهر يطفئ جذوة الغضبِ |
وأنّ بوسعهم تدجين موج البحر والطّوفانِ |
من عكا إلى النّقبِ |
وينتظرون أن تحيوا على نتفٍ ممزقة من الوطنِ |
وأنْ تقفوا طوابيراً أمام مكاتب العملِ |
وسوط الجوع يحنيكمْ |
وصوت الحاجة الخرساء يجثيكم |
على أقدامهم صرعى بلا أملِ |
فهيهات أحبائي... |
بأن تدنوا جباهكم إلى مستنقع الزلَلِ |
أبارككم... أبارك فيكم الإيمانَ والعزة |
أيا سرباً من العقبان سدَّ منافذ الشّمسِ |
من الصّحراء للقدس |
ومن عكا إلى غزة |
أحيي فيكم النخوة التي من قبل مولدكم نسيناها |
افتقدناها... |
وأستميحكم عذراً إذا خَمَّنتُ أنّا ما عرفناها... |
ونحن شراذم بقيت من العرب... |
قصاصاتٌ ممزقةٌ تسمى أمة العرب... |
نشاهدُ موكب الشهداء يومياً على الشّاشات في عجب |
وكيف تساقط الجاثون في رمضان للهِ... |
تراتيلاً مضرّجةً على سجادة الحرم |
وكيف تساقط الأطفال في الأقصى... |
قناديلاً من الشّهب... |
وما دمعت مآقينا |
ولا اهتزتْ عمائمنا من الغضب |
ولا رشقت دماءَكم ملابسنا |
بجمراتٍ من اللّهب |
وما زادت ردود الفعل في أرجاء وادينا |
عن التنديد رسمياً... بلومٍ حائرٍ خجلِ |
وشجْبٍ جدُّ مقتضب... |
*** |
تباركتم أحبائي... |
وأنتم سربُ أطيار |
وأنتم عُزَّلٌ إلا من المقلاع |
أو من بعض أحجارِ |
تَخُطُّونَ مع الطاغوتِ والأزلامِ ملحمةً خرافية |
مع الدبابة الصّمّاء والصّاروخ والمدفع |
مع العنقاءِ والتنين لحن الموتِ والثار |
تعيدون كتابات الأساطيرِ |
كأحرارِ |
فما التاريخ قبلكم |
سوى بعضٌ من التّدجيل والكذب |
تُقال بحفلِ سُمَّارِ |
وما حطينُ قبلكم... |
وعذراً من بني العربِ |
سوى صفحاتُ باهتةٌ من الكتبِ |
وأقزامٌ من اللّعبِ... |
تهاوت من صوامعها... |
إلى مستنقع العار... |
كانو يتآمرون في أوسلو وأمثال محمد الدرة يستشهدون قي فلسطين |