دعني استنشق أنسام الأرض الوارفة الخضراءِ
|
من دون سمومٍ ينفثها مصنعك اللاهث بسمائي
|
من دون دخانٍ وغبارٍ ذري يسبح بهوائي
|
فالأرض لنا... إرثُ الأسلاف وطوقُ نجاةِ الأبناءِ
|
وسفينةُ حبٍّ تحملنا لشواطئ أمنٍ ورجاءِ
|
تثقبُ موضعك ولا تدري أنك تغرقنا بغباءِ
|
|
دعني أرتشف عصير النبع وماءَ النهرِ المعطاءِ
|
من ثدي الأرض بلا خوفٍ من سُمٍّ يحرقُ أحشائي
|
دعني أتحمَّمُ برذاذِ الشلال لأغسل أعبائي
|
والشمسُ أصابعُ فنانٍ نفذتْ من سُحُبٍ دكناءِ
|
ترسم ألواناً ضاحكةً في قوس القزح الوضاءِ
|
|
أبعد أحماضكَ عن حقلي ونفاياتك عن مائي
|
فزيوتك تعبثُ في زرعي، ودخانك يخنق أبنائي
|
يا من أظهرتَ لنا وجهاً لحضارةِ علمٍ وبناءِ
|
وسترث الآخر بقناع الأخلاق الزائف وطلاءِ
|
تقطف خيرات حضارتك المزهوة فوق الأحياءِ
|
وشعوبُ الأرض تسددها ثمناً لوباءٍ ودواءِ
|
|
قد جفَّ الضرعُ وغار الماءُ فأين حدائقُ آبائي
|
وتحول حقلي ليبابٍ ومروجي الخضرُ لصحراءِ
|
إني أحرقُ فأنقذني، أختنقُ بصيفي وشتائي
|
حاصرني القحطُ وأتلفني إعصارُ الريح الهوجاءِ
|
والبحر تلوثَ والأسماك تئن أنينَ الخرساءِ
|
تتمادى عبثاً في الدنيا وتحاول مني إقصائي
|
فأعِدْ لي أرضي طاهرة الأنفاسِ كنفح العذراء
|
وأعد لي مائي شفافاً كالضوءِ يطهرُ أجوائي
|
ما الأرض لِوحدِكَ تسكنها والإرث لكل الأبناءِ
|
يسممون هواءنا وماءنا ويلقون باللوم علينا ويجبرونا غلى دفع تعويضات لهم من بترولنا تحت بند بدل تلوث وهذا غي مستغرب على الأمة الغافية بالصحة والعافية |