إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
أين يا هذا متاعُكْ؟ |
قال ربانُ السفينةْ |
والحبال تشدّ أطرافَ الشراعْ |
في موانئنا الحزينة |
أين يا هذا متاعُكْ؟ |
قلتُ ما عندي متاعْ |
إني أسافر دون أمتعتي |
وذاكرتي |
ولقد تركت على الميناء تاريخي |
من بدئي لآخرتي |
ونسيت أوراقي ومحفظتي |
وحقائبي واسمي وعنواني! |
وجواز ترحالي وتذكرتي |
من أين جئت إذن؟ |
تمتمتُ لا أدري؟ |
كل الموانئ مقصدي الآتي |
كل المجاهيلِ محطاتي |
*** |
والأفق قطب بالغيوم العاصفة |
والموج يعلو فوق متن الأرصفة |
ذات الطحالب والعفونة |
والمصابيحُ الكليلاتُ الحزينة |
بالكاد تنفذُ من غلالات الضباب |
وسلاسل الصدأ السجينة |
إني أسافر دون أثقالِ |
يا نوح أنت رفيقُ ترحالي |
فخذ بيدي وأنقذني |
من الكهان والأصنام والقردة |
ومن مستنقع العفن |
الذي ينمو ويستولي على المدنِ |
وحطم قيد أغلالي |
فلا ترحل وتسقطنُي على المينا وتنساني |
أنا المشتاق من غضبي وأحزاني |
إلى زلزال بركانِ |
يطهر كل عالمنا من التدجيل والكذب |
ويغرق كل ما فيه من الجربِ |
ومن أقذار جرذان |
فنحن اليوم يا نوحي بهذا الطوف خلانِ |
صديقان |
توثقنا عرى الإحباط والفشل |
ويدفعنا جنون اليأس للهرب |
على أمواج طوفانِ |
*** |
يا نوحُ عجلْ دربنا خَطِرٌ |
والرعدُ زمجر في السماوات |
والموج أرغى حول مركبنا |
والمدُّ أزبدَ في المحيطات |
وظلال ماضٍ خلتها صعدت |
على السفين معي |
لتعيق إفلاتي |
قطَّعتُ أذرعها |
حطمتُ أضلعها |
وقذفتُ في الطوفان لعنتها |
فتساقطت غرقى في موجه العاتي |
يا طوف نوحِ أين تحملنا؟ |
والماءُ أغرق برَّنا الآتي |
جثث الضفادع والجرذانُ طافيةٌ |
واليمُّ أوحل بالخطيئات |
خذنا إلى جزرٍ ما زارها أحدٌ |
من الإنسان في عرض المحيطات |
حتى نَذُّرَ بذور الخير صافيةً |
من كل شائبةٍ في ظلمة الذات |
من أجل أجيالٍ ستعقبنا |
تنمو الحياة بها من غير جرذان |
من دون غربانٍ وكهانِ |
ينمو النقاء بها للعالم الآتي |
الهروب الكبير من عالم التخلف والضياع |