إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
كارمازوف! |
وحرابُ أخوتك المخضبَّة الرؤوس |
تحت المعاطفِ والخناجرُ والفؤوسْ |
لاتخدعنَّك رغم بسمات المودة والعباراتِ العطوفْ |
لاتخدعنَّك كارمازوف |
*** |
حرموكَ إرثكَ من أبيكَ وساوموكَ على الهواءْ |
قحطانُ ماتَ ولمْ يعد عدنانُ من خِدرِ النساءْ |
ونزارُ باعَ ضفائر الخنساءِ في سوقِ الإماءْ |
دسُّوا الأفاعي في فراشكَ في الظلامِ ليقتلوكْ |
أغووا حبيبتك الصغيرة أنْ تمارس في مخادعهم |
أساليب البغاءْ |
دربوها كيفَ تعرضُ عريها لعساكر الأسطولِ في الميناءْ |
فتعلمتْ فنَّ السياحة والفصاحة واللغاتْ |
وأتقنتْ فنَّ الفكاهاتِ الرخيصة واصطناع القهقهاتْ |
طلبوا أليها أنْ تدُّسَّ السُمَّ في أقراصِ خبزكَ في الصباحْ |
وتوافدوا ليهنئوكَ ويدفنوكْ |
ليهنئوكَ إذا نجوتَ من الرغيفْ |
وليدفنوكَ إذا سقطتَ ويبدؤوا طقس النواحْ |
لكنها أكلت رغيفك صدفةً قبل الصباحْ |
فدفنتها ودفنتَ فرحتهم بها يا كارمازوفْ |
*** |
ثملوا على أنخابِ خصمكَ سامروهُ بلا حياءْ |
قد عاهدوهُ على اغتيالكَ خلسةً بعدَ العشاءْ |
وتبادلوا الأنخابَ سراً حولَ مائدة المسيحْ |
وتغامزوا وتلامزوا همساً لهُ وقعُ الفحيحْ |
مزجوا نبيذ كؤوسهم بدماء طفلك والشهيدْ |
لازلتَ تذكر كارمازوف |
طفلك المحزوزِ غدراً عنقه حتى الوريدْ |
والخنجر المعقوفُ غاصَ لمنتهاه بظهر دجلة والفراتْ |
وقلبِ مصرَ من العريشِ إلى الصعيدْ |
وتدافعوا لبلاطِ نيرون َو هولاكو التترْ |
كي يعلنوا لهما الولاءْ |
واستأجروا جنكيز خان وآل كابوني وأشرار الغجر |
ليقوضوا من فوقِ رأسك كلَّ أعمدةِ السماءْ |
واستقدموا سفاحَ بغداد ومصاصَ الدماءْ |
كي يقتلوكَ وينهشوا من لحم قلبكَ كارمازوفْ |
*** |
لكنْ وقد طلع الصباحْ |
على البيوتات الفتحة النوافذ والجراحْ |
وصحتْ عصافيرُ الأزقةِ بينَ غزَّةَ والخليلْ |
حاملاتٍ في مناقير الصداحْ |
كالأبابيلِ شظايا من حجارة ْ |
لتذيق أبرهةَ المدجج بالسلاحْ وألف فيلْ |
طعم الهزيمة والنواحْ |
وتعيدُ عصر المعجزاتِ المستحيلْ |
*** |
وغداً إذا ارتعش الصباحْ |
على انتفاضاتِ البراعمِ في غصونِ البرتقالْ |
وصحتْ كرومُ التينِ والزيتونِ وامتلأتْ سلالْ بالغلالْ |
وجدوكَ متكئاً على جذعِ النخيلْ |
كالطود مبتسماً إلى الأطفالِ في مرحٍ تطوفْ |
يتهامسونْ يثرثرونْ يزمجرونْ |
يتسممون بغيظهم يتفجرونْ |
ويظلُ رأسكَ شامخاً في كبرياءٍ كارمازوفْ |
الله ما أحلاكَ وثابَ الخطى يا كارمازوفْ |