![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
يؤسفني أنَّكِ ما أدركتِ بأنَّ الصبر له آخرْ |
وبأنَّ جسوركِ تتهاوى |
مهما تتحملُّ وتكابرْ |
وبأنَّ سجينكِ لنْ يبقى |
أبداً في قفصٍ منْ نارِ |
ومخادعِ حقدٍ وحصارِ |
وسيرحلُ يوماً ويغادرْ |
*** |
غرقتْ أشلاءُ سفينتنا |
كُسرَ الصاري |
والفأسُ الهادمُ في كفيكِ يقوضُ سقفي وجداري |
لا تلقي اللومَ على الربانِ أو الأنواءْ |
وتقولي يوماً غاضبةً: حظي المتعوسِ و أقداري |
قطَّعتِ حبالَ علاقتنا |
وثقبتِ المركبَ عامدةً |
وسكبتِ الزيتَ على النارِ |
قدْ غرقَ الطوفُ ولا تجدي بعدَ الغرقِ |
أصواتَ النجدةِ والندمِ |
وتبخَّرَ حلمُ الميناءِ |
فدعي أشلاءَ سفينتنا |
قطعَ الأخشابِ الطافيةِ جثثُ الركابْ |
تستسلمُ للموجِ العاتي |
وتدورُ بصمتِ التيارِ |
*** |
ذبلتْ أزهارُ حديقتنا |
وارتحلَ النسغُ من الأشجارْ |
وتصدَّعَ سقفي وتراءتْ آثارُ الشرخِ بكلِّ جدارْ |
وقطارُ العمرِ يباعدنا |
في آخرِ شوطٍ للمشوارْ |
أرهقني شوككِ أضناني الجدلُ المتجددُ ليلَ نهارْ |
أتعبني المشي على حبلِ الفولاذِ وجمرٍ مشتعلِ |
والهوةُ تحتي تحرقني |
لأتابع رحلةَ أيامي |
لحديقةِ أمنٍ وسلامِ فوق الجبلِ |
لنْ أصلَ إليها أو تصلي |
وكلانا يدفعُ صاحبهُ ضدَّ التيارْ |
*** |
حربكِ ما هدأتْ منْ زمنٍ ضدَّ الرجلِ |
ومدافعُ حقدكِ ما فتحتْ إلا لتصبَّ على الرجلِ |
فكأنَّ بقلبكِ قد غرستْ شتلةُ صبَّارْ |
ولسانكِ يقذفُ في سخطٍ شوكاً و مرارْ |
من دونِ عناءٍ أو كللِ |
يا من مارستِ بلا مللٍ دورَ القاضي |
والسوطَ الأعمى والجلادْ |
وهتفتِ بكلِّ مناسبةٍ: الرجلُ الشرقيُ مدانْ |
من أعلى الرأسِ إلى القدمِ الرجلُ جبانْ |
الرجلُ مدانُُ متهمُُ بجريمةِ آدمَ للأزلِ |
يا منْ شوهتِ زهيراتِ الحبِّ المتفتحِ والنوارْ |
وسرقتِ براءةَ أحلامي والفرحةَ من حلوِ الأشعارْ |
وسقيتِ مساكبَ أيامي حزناً وشجارْ |
أبداً ما عدتِ لِتُحْتَمَلي |
أبداً ما عُدتِ لِتُحْتَمَلي |