![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
هي إنْ سألتَ حبيبتي |
وصديقتي |
هي نبعُ إلهامي العميقْ |
هي فجرُ إشراقِ انتمائي |
منْ ألفِ عامٍ تقتفيهِ عروبتي وهويتي |
سمراءُ قد مسحَ الإله برقةٍ وجناتها |
فتألقتْ كالبدر في ليلِ التخلفِ والدجى |
فارفع مخالبكَ الوضيعةَ عن عيونِ حبيبتي |
*** |
ماذا تريد؟ |
يا وجهَ جزارٍ تنكرَ تحت أثواب المسيحْ |
وأتى بأقنعة الحضارةِ للحضارة يستبيحْ |
هلْ قصفُ أطفالِ العراقِ بطولةُ؟ |
وحريقُ بغدادَ على النهرِ الذبيحُ |
هلْ نبشُ أجداثِ الحسين بكربلاءْ؟ |
أو هدمُ أعمدةِ المساجد فوق زوارِ الضريح؟ |
هو منْ تعاليمِ المسيحُ |
*** |
ماذا تريد؟ |
يا ظلَّ هولاكو استفاق من الأوابدِ من جديدْ |
ليمصَّ شريانَ الحياةِ وثروةَ الأرضِ وأوردةَ العبيدْ |
ويذيقَ أطفالَ الحجارةِ رشقةَ الرشَّاشِ في صدرِ الوليدْ |
ماذا تريدْ؟ |
أتريدُ عاصمةَ الرشيدْ؟ |
وعرينَ معتصماهُ في الماضي التليدْ؟ |
أفرغْ إذنْ أحقادَ تاريخٍ مضى |
لولا عجزتَ عن الجدودِ لما حقدتَ على الحفيدْ |
في عرسِ بغدادَ النجومُ تماطرتْ |
شهباً فردَّ اللهُ كيدكَ من جديدْ |
في كُلِّ حبَّةِ رملةٍ بكَ يا عراقْ |
شيء من المنصورِ والمأمونِ والسلفِ العنيدْ |
في كُلِّ شبرٍ من ضفافكَ يا فراتْ |
عبقُُ من السبطينِ والجدِ الحميدْ |
أو يتركُ الرحمنُ منزلَ رهطهِ؟ |
نهباً لكُلِّ معقدٍ وسياطِ جلادٍ حقودْ |
فتطاولي كبراً أيا بغدادُ يا حصنَ الخلافةْ |
هذا زفافكِ فاخطفي من آخر الأنفاسِ من صدرِ الشهيدْ |
مجدكِ الغافي على شط الرصافةْ |
وابعثي حياً أبا العباسِ أو سيفَ الرشيدْ |
ومراكبُ القرصانِ رديها حطاما |
أثخنيها بالجراحْ |
يا مرفرفةَ الجناحْ |
وكتائبُ الشيطانِ صديها زؤاما |
مزقيها ضرجيها |
واعزفي فيها تراتيلَ النواحْ |
حاسدوكِ تمايزوا غيظاً وهمْ |
قد راهنوكِ على السقوط |
فمضيتِ في قلبِ العواصفِ والرياحْ |
كالطودِ مشرعةَ الرماحْ |