إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
خذيني يا دروب الصمتِ للآفاق وانتشري .. |
وضيعي .. وامسحي خلفي على الكثبانِ لي أثري .. |
وخليني .. على طرقاتكِ العمياءِ مشدوداً إلى سفري .. |
وملهوفاً .. إلى كهفٍ بدائيٍ يناديني من الصغرِ .. |
يناديني بأحلامي .. ويدعوني .. |
لأحيا فيه بين الريحِ والمطرِ .. |
وأقضي فيهِ باقيةً لأيامي .. |
*** |
خذيني يا دروب الشوقِ من وحلي وسردابي .. |
وضيعي في تعاريجِ السفوحِ الخضرِ والغابِ .. |
والقيني .. بكوخٍ فيهِ مهجورٍٍ لحطابِ .. |
لأحيا فيهِ عفوياً طفوليا .. |
بلا وجهٍ نحاسيٍ .. بلا إسمٍ .. وألقابِ .. |
بلا قيدٍ وأقنعةٍ تجزئُني .. شظايا بين أصحابي .. |
لألمس فيهِ أعماقي .. |
وأرشفُ منه وجداني وأشواقي.. |
وأغفو في المسا كالطيرِ في ركنٍ به واقي .. |
وإعصارُ شتائيُ يزمجر خلف أبوابي .. |
*** |
أفتشُ في بلادِ الله عن عشٍ خرافيٍ من الأليافِ والقصبِ .. |
تكورَ فوقَ أغصانٍ أمومية .. |
بأرض جزيرةٍ خضراءَ في الآفاقِ منسية .. |
ليرجعني إلى نفسي التي ما عُدتُ أعرفُها .. |
إلى روحي التي ناءتْ من التعبِ .. |
إلى قيمي التي ضاعتْ ولم تئِب .. |
وتاريخي الذي ألقى مراسيهِ بخلجانٍ من الأمواجِ والصخبِ .. |
ليرجع بعض أيامي .. |
إلى عفويةِ الأطفالِ في الأعيادِ والفرحِ .. |
وتلقائيةِ العصفورِ في المرحِ .. |
أذيبي ثلجَ ذاكرتي .. أذيبيني .. |
لأجمع كُلَّ أجزائي .. |
وأجبر عظميَ المسحوق من ألفي إلى يائي .. |
بعشٍ دافئٍ نائي .. |
كحضنِ الأمِ ملهوفٍ إلى ضمِّي وإيوائي .. |
إلى ترميمِ أشلائي .. |