إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
بكآبةِ جملٍ في الصحراءِ تلوكُ الطفلةُ لقمتها |
برتابةِ مللٍ صيفيٍ |
يخطفُ من لمعةِ عينيها |
شوقَ الأزهار ونضرتها |
وبرغمِ الأعوام الخمسةِ تلكَ الباقيةِ بنظرتها |
كالزهرةِ في رملِ الصحراءْ |
جلستْ ورصيفُ الأحزانِ يمضغُ في صمتٍ وحدتها |
تعلكُ في الهمِ براءتها |
وتحركُ سأماً فكيها |
برتابة جملٍ مجترٍ |
أخذتْ تجترُ شطيرتها |
أحبابُ اللهِ همُ الأطفال |
فلماذا الطفلُ بعالمنا المتثائبِ يا ربي مسكين؟ |
ولماذا الطفلُ بمشرقنا يبدو لي كهلاً في الستينْ؟ |
يفقدُ في القهر براءتهُ |
في الظلم يضيعُ نضرتهُ |
ولسوءِ النشأةِ والإحباطِ يذيبُ الكبتُ بشاشتهُ |
ويعيشُ بكُلِّ وداعته كالطيرِ يرفُّ على سكينْ |
من أول يومٍ يقحمُ فيه على الدنيا |
رغماً عنهُ |
تبدأ سلسلةُ الحرمانِ |
ويدورُ الطفلُ بعالمنا المسخوطِ الجائرِ ويعاني |
ليسددَ نزوةَ أبويهِ |
فاتورةَ ألمٍ وشقاءِ |
أو يتركَ في بحرِ الدنيا |
للموجِ ونهبِ الأنواءِ |
منْ دونِ شراعٍ يحملهُ فوق الماءِ |
لشواطئ أمنٍ وأمانِ |
وخليجِ هدوءٍ وحنانِ |
أحبابُ اللهِ همُ الأطفالُ فكيفَ نربي يا ربي |
في هذا المأتمِ أحبابك |
*** |
في بؤرةِ بركانٍ شرسٍ يغلي بجنونِ العدوانِ |
يُقذفُ مرتعداً مذعورا |
منذ السنوات الأولى |
تصليه أساليبُ القمعِ |
سننُ التقنينِ أو المنعِ |
افعل لا تفعلْ إياكَ والسوطُ يفرقعُ باللسعِ |
والكفُّ تباشر بالصفعِ |
عصفورُُ أخضرُ تسحقه جهلاً ساديةُ طغيانِ |
من عضةِ جوعٍ يتلوى |
وبكاءُُ يشهقُ بالدمعِ |
من ثديٍ شحَّ ولا يجدي فيه استجداءُُ للضرعِ |
وفطامُُ أوجعُ من ألمِ الولاَّدةِ أثناءَ الوضعِ |
والجوعُ يشُدُّ أصابعهُ فوق الشرقِ |
المتمزقِ فقراً وجنونا |
المتهالكِ جهلاً وأنينا |
المشتاقِ لرحمةِ سنبلةٍ ولقطرةِ غيثٍ من ماءِ |
منْ سببَ هذا ولماذا؟ |
في البدءِ ومن كانَ الجاني؟ |
في نزوةِ ليلٍ عطريٍ |
وسفينةِ حبٍ أبحرها لعبابِ المتعةِ زوجانِ |
*** |
من سبَّب هذا؟ ولماذا؟ |
نتكاثر مثل الحيوانِ |
ننجبُ أطياراً رائعةً لنذيب نقاء طفولتها |
بالقهر ودمع الحرمانِ |
ندفعها دفعاً قسرياً في رحلة قلقٍ وعذابِ |
لموارد أرضٍ ناضبةٍ ومتاهة قفرٍ وسرابِ |
نصنع من طهر براءتها مسخاً وبقايا إنسانِ |
نرهبها نقتل في دمها برعم إبداع الفنانِ |
نضربها عنتاً وصلافة |
نملؤها وهماً وخرافة |
ونشوه فيها عن جهلٍ روح الإنسانِ الشفافة |
نعجنُ بالدمع عريكتها |
بالذلِّ نبدلُ فطرتها |
ونعاني منها إنْ فشلتْ |
وتكبدُ منا وتعاني |
لتكون وقوداً بشرياً لحروب جنونٍ وسخافة |
وكوارثَ أرضٍ رجافة |
نطفئُ في عمق مشاعرها جذوةَ إبداعٍ وقَّادة |
وكرامة نفسٍ وإباءِ |
نخضعها نزرعُ في غدها |
فنَّ التصفيقِ المصطنع |
عبداً يتملقُ أسياده |
ونفاق الأمةِ للقادة |
من سبَّب هذا؟ ولماذا؟ |
يدفعُ أطفالُ القمعِ |
ثمناً لبقاءِ النوعِ |
وغرائز حبٍ لاثنين |
سنواتُ شقاءٍ باكيةٍ |
ودموعَ عيونٍ نزافة |
أحبابُ الله همُ الأطفالُ فكيف نربِّي يا ربي؟ |
في هذا المسلخ أحبابكْ |