إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
تبحرُ |
روحي فى أسى بلا شراع |
وعقلي فى يمٍ مظلم بلا فنار |
ونفسي تائهةٌ فى الجبِ بلا أمل |
فلي حلمٌ دريٌ يسكنُ بي |
كالجني وقد سكنَ المصباحَ |
يأتيني وقد نامَ الناسُ |
يُسامرني في إخلاص |
يسلبُ روحي مني |
يأخذها كالطيف العذب |
وبنغمٍ قدسي القسماتِ |
يحولها |
قيثارةً مرمريةً |
تمرقُ معه عبر الأجيالِ |
ولا ينسى وعداً باللقاء |
يريني عصراً غير العصر |
وكأنه كوناً غير الكون |
وفي كبدِ السماءِ |
أسرابُ حمامٌ بيضاءُ |
تحمل عرشاً سندسياً |
وقد جلستْ حبيبتي |
بثوبٍ مرمري التكوينِ |
محفورٌ على هامتها الشهادتان |
وذؤابتان تنوسان مع النسيمِ |
تمتدان إلي الأرض |
تغرسان أغصان الزيتون |
وقد سجدتْ الكائنات |
ولم تزل تبتسمْ في أمل |
وعيناها تقصدني في شجن |
إلى أن يأتي الفجر |
إلى أن يأتي الفجر |
أصحو فزعاً |
كأني من أهل الكهف |
ونبضي يعلو ويهبط |
والعرق مني يتصبب |
فسياطاً قد عصفت جسدي |
ودماءً قد نزفت مني |
وكوابيس الحاضر |
في أعلى الغرفة |
تسخر مني |
وتسألني عن الجني |
هكذا |
أمضي عمري الفاني |
بين اللا ممات واللا حياة |
بين حلمي الساكن أعماقي |
والكوابيس القاتلة |
منذ عرفتُّ الفرق |
بين الحقيقةِ والوهم |
بين عبثِ الصبيةِ والقهر |
أيا أمتي الضائعة |
أيا أمتي البائدة |
كبدُكِ حزينٌ |
ويجهلُ السببِ |
هل يأتي يوم |
تذوبُ فيه تلك الراياتُ |
إلى رايةٍ واحدةٍ |
ترفرفُ تليدةً |
من دبي إلى طنجة |
تعلو سهول الشام واليمن |
وتعبر وادي النيل إلى القُمر |
أم هو مجردُ سرابُ |
يسكنُ بي أنا |
ولن يتحررَ الجني من المصباحِ |
مجردُ هامش |
يقطنُ بكتبِ التاريخِ الممزقةِ |
وتسرده ألسنةُ الحمقى المشرذمةِ |
؟؟؟؟؟؟ |
أمتي استيقظي |
وهزي الورى |
فكي القيودَ |
ودمري الحدودَ وتحرري |
أعيدي العزةَ |
وابنِ المجد وتهيأي |
واسْطري فى العلياء أنَّا |
لسنا رقعٌ ممزقةُ على الخارطة |
أو أعلامٌ مدنسةٌ في سارية |
أو فلولاً مفرقةً هاربة |
فلقد ماتت الخيانةُ |
والكوابيسُ القاتلةُ |
لقد ماتت الخيانةُ |
وسيدورُ التاريخُ من جديد |
لقد استيقظ الماردُ |
ولن يعودَ لمحبسهِ |
سطَّرْ أيها القلمُ على القرطاسِ |
وابعثْ الرسلَ إلي الأمصارِ |
شرقاً وغرباً |
شمالاً وجنوباً |
وأخبرَّهم أنَّهُ |
الخيانة ماتتْ ودفناها |
وعلى أرضنا خلافة |
فلا دماء بعد اليوم |
ولا ألم عبر الزمن |